قُضي الأمر وتكشّف أمس زيف التخرّصات الممانعة المتسرّبة من ماكينات متهالكة بات أرباب منظومة &laqascii117o;تحسّس الرقاب" فيها يتحسسون هم أنفسهم رقاباً لطالما سبّحوا ببطشها وضربوا بسيفها فوق أعناق اللبنانيين والسوريين، فأضحوا اليوم متوترين موتورين يشعرون بأنّ رأس النظام السوري قد أينع وحان قطافه في سلة التفاهمات الكبرى. فما جرى ضخّه من أنباء في الآونة الأخيرة تحاول إعادة تعويم نظام الأسد فوق مستنقع من الإشاعات ربطاً بزيارة اللواء علي مملوك إلى المملكة العربية السعودية، تبيّن أنه لا يعدو كونه مجرد ادعاءات &laqascii117o;أوهن من بيت العنكبوت" سرعان ما دحضتها المعلومات السعودية بكشفها النقاب عن الحقائق والمعطيات التي أسست للزيارة مستعرضةً بشفافية وقائع المبادرة التي نجحت في تعرية الأسد أمام حلفائه الروس وخيّبت، بسردها ملابسات لقاء جدّة وما دار فيه، أوهاماً وأقلاماً كما دأبها دوماً، من السراب وإلى السراب تعود. ولمّا كان المصدر السعودي الموثوق قد أدلى بدلوه الوازن في ميزان الحقيقة معيداً وضع الأمور في نصابها القويم، أكدت أوساط ديبلوماسية دولية وعربية ومحلية دقّة المعلومات التي نقلها بما في ذلك تأكيد مرجع في قوى الثامن من آذار على صحّة الوقائع السعودية قائلاً رداً على سؤال لـ&laqascii117o;المستقبل": &laqascii117o;نعم صحيح.. زيارة المملوك إلى السعودية فشلت".
وكانت التفاصيل السعودية للزيارة التي وردت عبر الزميلة &laqascii117o;اللواء" وردّت بشكل محبط لآمال وتسريبات الوسائل الإعلامية الدائرة في فلك النظام السوري، قد كشفت الظروف الحقيقية والأهداف الموضعية التي حملت المملوك إلى المملكة. من المكان الذي ضلّ طريقه في غرف التسريب والتعليب المظلمة حيث تبيّن أنّ لقاء ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان والمملوك عُقد في جدّة لا الرياض، إلى جوهر المبادرة وكيفية ولادتها والطروحات التي حملتها، وصولاً إلى نجاحها في تكريس جملة ثوابت على قدر بالغ من الدلالة والأهمية أبرزها تعرية الأسد أمام الدب الروسي الحليف وتوثيق الرعاية الإيرانية لإرهاب فصائلها الميليشيوية المسلّحة في سوريا، في مقابل تبيان أنّ الإرهاب &laqascii117o;السنّي" ليس نتاج الوقوف ضد جرائم النظام السوري ولا دولة راعية له بل هو على النقيض من ذلك تماماً في ضوء الوقائع التي تؤكد خوض السعوديين حرباً لا هوادة فيها ضده.
وإذ خاب العقل الممانع منذ أن سوّلت له ظنونه الأولى عدم إدراك وجود تنسيق سعودي خليجي مسبق حول المبادرة فسعى إلى تسريب زيارة المملوك إلى السعودية عبر إحدى السفارات السورية في الخليج، لم يسعفه تذاكيه كذلك في ما يتصل بادعائه أنّ السعوديين قالوا للمملوك إنّ تحالف بشار الأسد مع إيران هو أساس مشكلتهم معه، ولا في ما خصّ الإشارة إلى كون البحث في الزيارة تطرق إلى إنشاء تحالف رباعي يضم السعودية والأسد وتركيا والأردن لمحاربة الإرهاب. ففي إطار مبدّد لأضغاث الأوهام هذه، وضعت الحقيقة السعودية اللقاء في سياقه الواقعي ليظهر أنه أتى وليدة مبادرة ذات حدّين أطلقتها المملكة: إما إحلال السلام الذي يرضى به السوريون أو تعرية الأسد، وذلك رداً على قول الروس للسعوديين إنّ دعم المعارضة السورية يعيق فرص الحل السياسي ويؤجج الإرهاب. وعلى هذا الأساس، جاء الطرح السعودي خلال لقاء المملوك ليضع خطة ثنائية الأضلاع تبدي استعداداً لوقف دعم المعارضة السورية في مقابل خروج &laqascii117o;حزب الله" وإيران والميليشيات الشيعية المحسوبة عليها من سوريا، بغية جعل الصراع أو الحل سورياً سورياً وما يتوصل إليه السوريون تباركه السعودية.
خلاصة المشهد، من الحقيقة السعودية التي شملت في وقائعها إشارة غاية في الدلالة والأهمية لناحية لعب الوفد الروسي الوسيط دور &laqascii117o;الشاهد&laqascii117o; على زيارة المملوك وليس طرفاً ضامناً للأسد، معطوفة على ما نقله الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قبل أيام عن كونه لمس لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحولاً في موقفه الداعم لرئيس النظام السوري، وصولاً إلى ما أكده الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس من أنّ روسيا وإيران باتتا تعتقدان أنّ أيام هذا النظام باتت معدودة.. فإنّ الإجابة عما يُرعب الأسد وأعوانه وأقلامه لا ريب أنها تكمن في بلوغ المفاوضات مع حليفيه الإيراني والروسي مرحلة السؤال: &laqascii117o;من يقبل استضافته؟".
المصدر: صحيفة المستقبل