أخبار لبنان » الليفة والصابونة والمندسّ... إلى ذروة السخرية


annaha31_300
أسرار شبارو


دقت الساعة السادسة، انطلقت التظاهرة الموعودة، بعدما لبى النداء عدد كبير في ساحة الشهداء. انقسم المتظاهرون بين حملات عدة، كل منها يغني على ليلاه. صورة عكست انقسام اللبنانيين وان كان ملف النفايات وحّدهم لأيام، إلا أن ذلك لم يطل، فعاد الانقسام سواء في تعدد الحملات أم في المطالب المرفوعة، لكن الثابت الوحيد هو روح الفكاهة والتعبير الساخر الذي اعتاد اللبناني أن يتعاطى من خلالهما مع أي قضية.

شعارات بعضها جدي ينتقد السياسيين والحالة التي أوصلوا البلد اليها، وبعضها الآخر يتضمن عبارات نابية، وما بينها لافتات ساخرة من وضع لم يعد يحتمل ومسؤولين لا يسألون سوى عن مصالحهم الخاصة، 'غير مطابقين للمواصفات المطلوبة، فاسدين وحان الوقت ليرحلوا'.

الاستحمام مطلوب
بلباس الاستحمام نزل حمزة وصديقه إلى الميدان، لم ينسيا الليفة والصابونة وكذلك الشامبو، 'فاذا كانت المياه في المنزل دائما مقطوعة
لما لا نستفيد من المياه التي ترش لتفريق المتظاهرين، نتمنى أن ناخذ 'دوش' بات من الأحلام في هذه
الأيام'.

الغرق ممنوع
من صور قدمت مجموعة من الشباب مجهزة بعدة السباحة من 'الفوشات' إلى دولاب البحر والقناع، اما الهدف من ذلك ' الا نتعرض للغرق حين توجه علينا خراطيم المياه'، اسلوب ساخر لكن في الوقت عينه يعبّر عن غضب الشباب من 'طريقة التعامل معنا وان كان بعض المندسين حاولوا العبث في التظاهرات السابقة لكن ذلك لا يبرر التعاطي المشين للأمن في قمع الجميع'.

مهرج موجوع
كالزرافة يقف بين الجموع على قطعتين خشبيتين، مهرج موجوع من سلطة اعتقلته يومين قبل ان تعاود اطلاقه، يقول بصوت مخنوق' انا محمد جمول تعرضت لظلم سلطة اوقفتني من دون وجه حق، نحن شعب تنتهك كرامته يومياً، حقوقه ذهبت مع الريح'. واضاف: 'كلما رفعوا الجدار سأزيد من طول الأخشاب، لن يوقفنا بعد اليوم انسان، يجب أن نسترد حقوقنا، كفى آلاماً... نريد ان نعيش في هذه الحياة'.

صياد الألوف
حاملاً صنارة صيد اصطاد بها خمسين الف ليرة، يقف 'اليكس' وإلى جانبه صديقته مهى تضع على ظهرها صورة للمبلغ عينه، والسبب 'انتقاد السلطة التي اجبرت المعتقلين في التظاهرات الماضية على دفع المال بدل فحص تعاطي المخدرات، ما حصل غير مشروع يجبرون الاهالي على دفع المال بدلاً من ابلاغهم باعتقال ابنائهم'.

'أحطوا'
بعيداً من صخب التجمعات، وقف مواطن لبناني 'شريف' كما اطلق على نفسه، رافعاً عصا التنظيف وألصق بها عبارة 'احطوا'، اراد التعبير من خلالها عن رغبته برحيل الحكومة والسياسيين 'الذين تربعوا على الكرسي لسنين، فاصبحت السرايا والمجلس في حاجة الى تنظيف من سلطة فسدت فسممت البلد وبات الأمر يحتاج الى علاج سريع'.

'المندس'
هو محمد عبد الله 'مندس' من نوع آخر، ارتدى قميصاً كتبت عليه كلمة مندس لأني 'أريد أن أسخر مما حصل في التظاهرات السابقة، واطلاق الاتهامات على الناس جزافاً، اشبعوا المتظاهرين ضرباً والحجة انهم مندسون، فهل الشعب عندما يريد التعبير بطريقة لا ترضي الحكام يصبح عميلاً؟'.
على وقع أغنية فليسقط النظام، ولعت الدبكة وسط الساحة، أما وائل فحمل لافتة للمطرب وائل جسار يغني لرئيس الحكومة تمام سلام 'انا عم شوفك غلط' وعلّق: أرى كل من في الحكم على خطأ'.

عبارات نابية
لم تخل التظاهرة من عبارات نابية منها لافتة طبعت عليها صورة ميا خليفة على انها 'اشرف من السياسيين' ولافتة اخرى رفعتها الكسندرا ارادت من خلالها ارسال رسالة انها تسممت خلال هذا الشهر ثلاث مرات بسبب الطعام الفاسد والروائح الكريهة.

جنسيات متعددة
حتى الأجانب نزلوا الى الميدان وشاركوا اللبنانيين 'ثورتهم' من خلال تصويرهم الأحداث. تلامذة وصحافة وسيّاح كل منهم له نظرة مختلفة لما يدور، لكن القاسم المشترك بينهم انهم مع الشعب في إيصال صوته وبأي طريقة حضارية حتى وإن كان الأمر من خلال السخرية.
الرسالة وصلت إلى المسؤولين لكن السؤال هل من مجيب؟
المصدر: صحيفة النهار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد