زينب حاوي
ساعات طويلة استهلكتها الشاشات المحلية أوّل من أمس، موعد التظاهرة العونية المنتظرة. تفاوتت ساعات التغطية لهذا الحدث الذي تأخّر عن موعده لأكثر من ساعة ونصف الساعة، لكن مع انطلاقته كانت جميع المحطات موحّدة الصورة. بعد أكثر من أسبوعين على نقل تظاهرات وتحرّكات المجموعات المدنية التي نزلت إلى الشارع على خلفية أزمة النفايات، ظلّت الكاميرات حبيسة &laqascii117o;ساحة الشهداء" (وسط بيروت)، لكن مع تغيّر الجمهور هذه المرّة. لا شك أنّ رياح ساحات الاعتصام لفحت الجمهور العوني وقادته، وشكّلت لافتاته نقطة استقطاب لهذا الجمهور.
برز ذلك في ردّ الجمهور على الشعارات التي أطلقت أخيراً في الحراك الشعبي الذي دعت إليه حملة &laqascii117o;طلعت ريحتكم" وغيرها، وكأنّه أراد وضع نفسه مقابل هؤلاء المعتصمين. منذ أسبوع و&laqascii117o;التيار الوطني الحرّ" يحشد لتظاهرة يوم الجمعة الماضي، مجنّداً أطقمه الإعلامية والسياسية والإلكترونية، قبل أن يدخل الفنّ على الخط عبر فيديوات تدعو إلى المشاركة في التظاهرة. حشد استُخدمت فيه كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة التي تمثّلت ببعض الشعارات العنصرية، وصولاً إلى استخدام صورة الطفل السوري إيلان الكردي الذي قضى على شواطئ تركيا غرقاً، للدعوة إلى التجمّع من قبل أحد مراسلي otv على صفحته الفايسبوكية. على خطى زملائها لكن بمنحى وهدف مختلفين، وسمت otv شاشتها بهاشتاغ &laqascii117o;#وحدا_الانتخابات_بتنضّف" يوم الثلاثاء الماضي، وفي أسفلها عدّاد تنازلي ليوم الجمعة الموعود. بعدها، بدأت بتخصيص ساعات بثّ مباشر لاستضافة وجوه من التيار ومن مسؤولي القطاعات الشبابية.
في هذه التغطية، برزت lbci التي بدأت باستضافة الوجوه البرتقالية قبل ثلاثة أيام، مُتخذة بذلك استراحة من متابعة &laqascii117o;الثورة". وضعت المحطة ثقلها في مواكبة التظاهرة العونية عبر نشر مراسليها عند مداخل &laqascii117o;ساحة الشهداء"، وعند نقطة الانطلاق في ميرنا الشالوحي (سن الفيل). عدا ذلك، أفردت &laqascii117o;المؤسسة اللبنانية للإرسال" ساعات لمواكبة هذا الحدث واستصراح المشاركين عن أسباب انضمامهم إلى التظاهرة. لكن اللافت في مواكبة lbci أنّها في مقدمة نشرة أخبارها المسائية هاجمت عون وصهره وزير الخارجية جبران باسيل، مع جردة لأخطاء التيار في الحكومة من &laqascii117o;ضرب التيارات النقابية" إلى قصة &laqascii117o;الإفادات المدرسية" وصولاً إلى التوريث السياسي بتزكية باسيل رئيساً للتيار البرتقالي. في غضون ذلك، غابت في الساعات الأولى لانطلاق المواكب البرتقالية إلى ساحة الاحتشاد قناتا mtv و&laqascii117o;المستقبل"، مع تغطية متقطعة لـ&laqascii117o;المنار" في مواجزها الإخبارية، إلى حين استقرارها على البثّ المباشر المتواصل قبيل موعد التظاهرة بقليل. كانت &laqascii117o;الجديد" تنقل بزخم متواصل أيضاً من الساحة المذكورة، وعند نقاط الانطلاق. برز في هذه التغطية الأسئلة النقدية التي وجّهها مراسلوها لمن استصرحوهم من نوّاب &laqascii117o;التيار الوطني الحر" وكوادره، لعلّ أبرزها يصبّ في كيفية الترويج لقانون أرثوذكسي للانتخابات يكرّس الطائفية في ظل الدعوة إلى دولة علمانية مواطنية وإجراء انتخابات نيابية، فيما يرزح الشعب تحت الضغوط الاجتماعية.
لكن بالرغم من هذه الأسئلة المشروعة التي طُرحت، خرج من بين المستصرحين من يسائل بدوره &laqascii117o;الجديد". قال أحد المشاركين لمراسل القناة رامز القاضي &laqascii117o;لمّا محطة تلفزيونية بتفتح الهواء 24 على 24 وهيدا شي حقه مصاري فيني أعرف من وين بتجيو المصاري؟". (غامزاً من قناة تغطية المحطة للحراك الشعبي). بدت تغطية otv (أم الصبي) أقرب إلى التحشيد وبثّ الحماسة في الجماهير البرتقالية للمشاركة، مستعينة بتطبيق &laqascii117o;واتسآب" لدعوة مشاهديها إلى إرسال صور التظاهرة عبره لعرضها على الهواء. في تغطية المحطة ميدانياً، طغت المبالغة على مراسليها، كتأكيد مراسلتها ريتا نصّور أن هناك &laqascii117o;مئات الآلاف" يحتشدون في &laqascii117o;ساحة الشهداء"، بينما العدد لم يكن مكتملاً وقتها. وفي نهاية المطاف لم يصل إلى هذا الرقم. وفي المقلب الآخر، برزت جوزفين ديب التي غطت وصول المواكب السيّارة المتوجهة إلى التظاهرة. في هذه النقطة، تحوّلت ديب إلى شرطية سير تعمد إلى إيقاف الباصات بغية التحدّث إلى الركاب. لا شكّ أنّ الحشد والرهان على عدد المشاركين كان الهدف الأساسي للتيّار ولمناؤيه. الشاشات أيضاً اهتمت بهذا الأمر وسلّمت بأنّ العدد &laqascii117o;لا يُستهان به". البعض ذهب نحو المغالاة في القول إنّ المحتشدين في الساحة فاق عددهم المتظاهرين الذين نزلوا في 14 آذار 2005. وهناك من قارن بين &laqascii117o;تسونامي" عودة ميشال عون في 2005 والـ &laqascii117o;تسونامي" الحالي.
هذا الحشد الذي بدا كبيراً، لم يُعجب &laqascii117o;المستقبل"، فاتخذت من علم &laqascii117o;حزب الله" اليتيم المرفوع في &laqascii117o;ساحة الشهداء" ذريعة للادعاء بأنّ العونيين لم يكونوا لوحدهم بل شاركهم جمهور من الحزب! كلام دحضته بشكل غير مباشر وبسياق مختلف مراسلة otv ريتا نصور، التي أكدت اختلاط أعلام التيار مع &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;القوات" و&laqascii117o;الكتائب" الذين يملكون &laqascii117o;نفس المطالب" كما قالت. شعارات الحراك والردّ عليها، لم تحضر فقط في الساحة وعلى ألسنة المتظاهرين بل حضرت أيضاً على شاشتي &laqascii117o;الجديد" وlbci. أوردت الأخيرة في مقدمة نشرة أخبارها أنّ التظاهرة العونية تهدف إلى إرسال رسالة إلى الحراك الشعبي، فيما لم تر &laqascii117o;الجديد" في مقدمة نشرة أخبارها أيّ خلاف أو اختلاف بين الساحتين، إذ رأت أنّ اجتماعهما ليس مستحيلاً ويبدأ بإقرار قانون انتخابي جديد.
المصدر: صحيفة الأخبار