كلوديت سركيس
35 عامًا مرَّت على جريمة قتل عنصرين ايرلنديين وجرح ثالث من قوات المراقبة في #اليونيفل، في بلدة مارون الراس في الجنوب عام 1980 زمن سعد حداد، بإطلاق الرصاص عليهم بعد احتجازهم في عداد دورية ضمّت أربعة عناصر من التابعية نفسها نجوا من المكمن.
يومذاك لم يُفتح ملف تحقيق في الجريمة. الا ان السلطات الايرلندية علمت ان ثمّة متّهمًا في هذه القضية موجود في اميركا التي فتحت سلطاتها تحقيقًا مع المتهم محمود عبد النبي بزّي، وتركته بحسب قوله امس امام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابرهيم، في حضور ممثل النيابة العامة العسكرية القاضي داني الزعني. ومرّت الاعوام الى ان دخل قبل نحو خمسة اعوام من جديد الى اميركا ليتمّ إبعاده الى لبنان حيث أُوقف. وأبلغت السلطات الايرلندية النيابة العامة التمييزية، بحسب مصادر الدفاع عن المتهم وفتح لبنان تحقيقًا بالجريمة مع الموقوف الذي خفّ سمعه بمرور الزمن وغطّى الشيب شعره. واقسم أمام المحكمة مرات على القرآن الموجود على المنصة بعدم علاقته بالجريمة يوم كان عنصراً في جيش سعد حداد. وأفاد: 'كنت في الحسينية في بنت جبيل عندما حصل ذلك الحادث. واتهم اسرائيل بالتخطيط لهذه العملية لإخراج قوات الطوارىء من لبنان لتبقى الطريق مفتوحة عليها، وحضوا على التظاهر لهذه الغاية'.
واستمع الشاهد جورج مخول الذي كان عنصرًا مع لحد ويقيم في اميركا. وأفاد ان بزي كان مسؤولا عن عيناتا وكونين في جيش لحد في تلك المرحلة ولديه مجموعة من ستة مرافقين. واضاف ان شقيق الموقوف قتل خلال تظاهرة على يد قوات الطوارىء. بعد ذلك تلقى حداد اخبارية عن مشكل في مارون الراس. وذهبت وعدد من الاشخاص بينهم الجلبوط بناء لطلبه الى المكان ووجدنا العناصر الثلاثة ارضا، فيما عناصر آخرون يفرّون ومحمود يقف، ولم يكن سلاح في يده انما مرميا على الارض. وباعتراض محامي الدفاع عن المتهم عن مكان وجود السلاح اجابه رئيس المحكمة ان الشاهد ادلى في تحقيق سابق انه عندما حضر الى المهنية مكان الحادث كان السلاح في يد المتهم. وأكد الشاهد على ما ذكره في تلك الافادة، مضيفا 'ان كلاما سرى مفاده ان المتهم سيثأر لموت شقيقه'. وتدخل بزي مدافعا وقال: 'احضرني الاسرائيليون وعرضوني على التلفزيون الاسرائيلي وشبكات تلفزيونية دولية عرضت صوري وصور امي. وفي اليوم التالي ارسل حداد بطلبي الى الثكنة وطلب مني ان اعترف بقتل الجنود الايرلنديين. إن من قتلهم هو حداد وضباط اسرائيليون. ارسلوا بطلبي ليلبسونني التهمة. اقسم انني اقول الحقيقة'. وخالف الشاهد مكررا انه كان عنصرا عاديا في جيش حداد عند حصول الجريمة وسائقا للمدعو حنا دياب المعروف بـ'ابو اسكندر' وبعد عام عليها عيّنه حداد مسؤولا عن تلك البلدتين. وفي اميركا علموا انني بريء من هذه التهمة وإلا لكانوا اعتقلوني.
وتمسك الشاهد باقواله واستطرد 'انا ادلي بما عرفته وسمعته. وتناهى الى حداد ان المتهم خطف ايرلنديين وطلب تعقب بزي 'قبل ما يغلط'. ورد عليه المتهم 'غير صحيح. الاسرائيليون خططوا لهذه العملية'. وعقّب الشاهد ان حداد كان منزعجا من جماعة الطوارىء وأمر بمضايقتهم في المنطقة. فتدخل الشاهد 'بسبب اسرائيل التي خططت للعملية'.
وأعلن الدفاع انه سيتقدم بدفع بمرور الزمن العشري على الجريمة. واجابه رئيس المحكمة سيكون لنا رد على هذه الدفوع لان الادعاء ورد عام 2006. فاجابه المحامي الحاج ان المحاكمة فُتحت بناء على عطف جرمي من افادة الشاهد. وعندما يتعلق الامر بمرور الزمن على القضية لا يعود الى المحكمة نشر الدعوى مجددًا. واوضح رئيس المحكمة ان ايرلندا على استعداد لاحضار الشاهد الإيرلندي الى لبنان للادلاء بإفادته. وأن المحكمة ستستدعيه. ثم سأل القاضي الزعني الشاهد الذي افاد ان المتهم كان منفعلا عندما رآه في مسرح الجريمة، مشيرا الى ان ما سرده عن الحادث امام المحكمة سمعه فحسب.
وارجئت المحاكمة لسماع الايرلندي الذي نجا من الحادث، في الجلسة المقبلة وحددت في 25 تشرين الثاني المقبل على ان يصار الى تبليغه بواسطة سفارة بلاده. وكذلك ستجرى مقابلة بين بين الشاهدين الإيرلندي واللبناني.
المصدر: صحيفة النهار