أخبار لبنان » 11/11 في عيون الصهاينة وداعميهم

 

3001_300

 

في بداية العام 1985 نشرت مجلة 'نيويورك تايمز' تقريراً مطولاً عن وضع قوات الاحتلال الصهيوني في جنوب لبنان بقلم الكاتب توماس فريدمان اعترفت فيه قيادة تلك القوات بأنها تعرضت الى ما يزيد عن 900 هجوم في العام 1984 وحده، ونسب هذا التقرير الى مصادر في وزارة الحرب الصهيونية قولها: 'ان معظم الوسائل المستخدمة في التفخيخ او في الكمائن هي من صنع منزلي وان 90% من هذه العمليات على الأقل قام بها لبنانيو الجنوب'.
وقال التقرير: 'ان عملية نسف مقر قيادة القوات الاسرائيلية في صور يوم 11 تشرين الثاني 1983 شكلت بداية حرب العصابات الشاملة على ايدي اللبنانيين ضد الاسرائيليين'.
ونقل التقرير الذي حمل عنوان 'العيش مع حرب قذرة' عن ابراهام بورغ قوله : 'في لبنان، انك ابداً لا تعرف مكان العدو انها حرب لم يجربها الاسرائيليون من قبل، وفي الواقع اننا لم نقاتل ابداً مواطنين، لقد قاتلنا الجيوش الاردنية والسورية والمصرية ولكننا لم نقاتل المدنيين'.
وأضاف بورغ، وهو ابن وزير الأديان يوسف بورغ: 'في لبنان، حيث خطوت، فأنت محاصر بالحرب، وكل ما حولك عدو: الطريق .. الشاحنة.. الطعام، البحر.. انني لا استطيع ان أحارب هؤلاء جميعاً'.
وينقل التقرير عن دبلوماسي غربي زار الجنوب أكثر من مرة، قوله، 'ان الاسرائيليين مشغولون تماماً بالدفاع عن النفس، وربما كان الثمن الأكبر الذي دفعوه في هذه الحرب هو انهم فقدوا في عيون العرب صورة الجندي الاسرائيلي 'السوبرمان' .
بينما كان المؤلف اليهودي 'أ .ب. يهوشاد' يقول: 'ان لبنان بالنسبة لي هو نوع من العقاب السماوي، انه عقابنا من اجل الضفة الغربية، اراه يقول لنا: 'انكم لا تريدون اعادة الأراضي؟ حسناً سوف امنحكم ارضاً سوف تتوسلون لاعادتها، ولكنكم لا تستطيعون، ان هذا العقاب الحقيقي على سياستنا تجاه الضفة الغربية'.
ويستصرخ التقرير وزير الخارجية السابق للعدو أبا ايبان فيقول: 'اذا تبين ان كل ما فعلناه هو ان نبادل عدوانية 7 آلاف فلسطيني، بعدوانية 700 الف شيعي، فإنا اعتقد عندئذ ان تجارتنا كانت خاسرة تماماً'.
ومن ناحية اخرى فان  رئيس الاستخبارات العسكرية السابق شلومو غارزيت يذكر في التقرير: 'ان الاسرائيليين كانوا يميلون الى تصور لبنان على انه بلاد ذات ثقافة غربية يهدده الارهابيون الفلسطينيون.. ان  احداً لم يعر اي التفاتة الى حقيقة الوضع السكاني'.
وفي نهاية التقرير الذي اوردته الصحيفة الاميركية يعلق الحاخام دائفيد هارتمان، احد ابرز الفلاسفة اليهود بقوله:'ان التجربة اللبنانية نهاية مرحلة سياسية في اسرائيل بدأت بعد حرب حزيران 1967 التي خلقت صورة اسرائيل المستقرة'.
ويضيف هارتمان: 'ان الشعور بالعظمة الذي بدأ العام 1967 قد تلاشى في لبنان.. والحقيقة تضرب البلاد الآن.. وكما أن حرب الأيام الستة كانت جرعة زائدة من الخيال.. فإننا نتلقى ا لآن جرعة زائدة من الحقيقة، وهي كبيرة فعلاً: لبنان والاقتصاد معاً'.

المصدر: جريدة 'العهد'

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد