أخبار لبنان » الهلع الاسرائيلي بانتظار الردّ...

محمود زيات
ما هو مؤكد ، فان قادة الاحتلال الاسرائيلي ، وهم يحضّرون لاستهداف المناضل اللبناني المقاوم سمير القنطار ، اعتقدوا انهم بذلوا كل جهد ليكونوا مستعدين لتلقي الرد المؤلم والمتوقع من &laqascii117o;حزب الله" ، استجابة للحرب المفتوحة .. والحساب المفتوح الذي تحدث عنه امين عام &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله ، والذي يبقى الهاجس الاكبر لدى الاحتلال، وهم قبل سبع سنوات ، وحين وقعوا على قرار الافراج عنه، وقعوا ايضا على قرار اغتياله.

اولى الاشارات التي اطلقت عن الانتظار الاسرائيلي للرد  الذي سيكون في مكان وزمان يختارهما &laqascii117o;حزب الله" ، كانت من عضو الكنيست الاسرائيلي ايال بن رؤوفين الذي شغل سابقاً منصب قائد &laqascii117o;الجبهة الشمالية" في جيش الاحتلال قال &laqascii117o;إنّ إسرائيل تستعد لرد فعل &laqascii117o;حزب الله" بعد اغتيال القيادي سمير القنطار ، وعلى الأرجح أن رد فعل كهذا، إذا حدث، سيكون مدروساً، وليس من أجل إشعال المنطقة بحرب شاملة ، القول &laqascii117o;إن المسؤولين في الجيش الإسرائيلي والاستخبارات وسلاح الجو وآخرين يستحقون كل المديح بعد تصفية القنطار في هذه العملية العسكرية الشائكة والمعقدة" ، فيما عبر رئيس كتلة &laqascii117o;المعسكر الصهيوني" يتسحاق هرتسوغ عن الغبطة بالقول : إن &laqascii117o;تصفية" سمير القنطار هي &laqascii117o;عدالة تاريخية"، وقال &laqascii117o;لقد كان إرهابياً ولم يتخلَ يوماً واحداً عن طريق الإرهاب والقتل.. والمنطقة آمنة من دونه".

ويقول الخبير في شؤون الاستخبارات رونن برعمان على اسرائيل ان تمر بايام من التوتر ..بانتظار موقف امين عام &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله، حول كيفية الرد على عملية الاغتيال، ان عملية اغتيال القنطار شكلت ضربة لعدونا الاكثر خطورة الذي يمثله &laqascii117o;حزب الله" ، ولفت الى ان القنطار ومنذ بدأ العمل في الوحدات الخاصة التي نظمها &laqascii117o;حزب الله" في الجولان ، حاولت اسرائيل اغتياله قبل ثلاثة اشهر ، واليوم نجحوا في اغتياله.اما الخبير العسكري الصهيوني اور هيلر فقال &laqascii117o;حين زار القنطار ضريح (الشهيد القائد) عماد مغنية واكد على الاستمرار بمقاومة اسرائيل، اعتقد كثيرون في اسرائيل ان هذا الكلام كان كلاما رمزيا لا اساس له، لكنه انخرط بشكل فعلي وعمل على تجهيز سكان من الجولان لشن هجمات على اسرائيل، لان التعريف الاسرائيلي بـ &laqascii117o;الارهاب" يضع المقاومين في خانة الارهاب امثال سمير القنطار ، قال ديفيد كيمحي الذي كان مديرا عاما  لوزارة الخارجية الاسرائيلية ورئيسا لمحطة الموساد الاسرائيلي في بيروت في السبعينات &laqascii117o;ان الارهاب بالنسبة للبنان، كالفاتيكان بالنسبة للكاثوليك"، ومن داخل زنزانته في سجن عسقلان ، قال القنطار  امام الصحافية الاميركية بربارا نيومان المتعاطفة من دون حدود مع اسرائيل والتي سُمح لها باجراء حديث معه : &laqascii117o;ساقاتل كل اسرائيلي اغتصب ارضي وهجر شعبي وارتكب المجازر". ولاحقا علقت الصحافية على كلام القنطار بالقول &laqascii117o;حين سمعت اجوبة سمير القنطار ، ادركت كم هو مريح وجود الحراس الاسرائيليين على ابواب زنزانته".

مثلما هزت رصاصاته كل المستعمرات الاسرائيلية، وزرعت الرعب في نفوس المستوطنين، هزّ الشرط الذي وضعه امين عام &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله المتمثل باطلاقه من السجون الاسرائيلية ، في قائمة شروطه في صفقة التبادل التي جرت في تموز العام 2008 .

هو سمير القنطار المقاوم اللبناني الذي بكّر في تصويب بندقيته نحو فلسطين المحتلة، حين ابحر على متن زورق مع مجموعة من رفاقه ، ليشق عباب البحر ، قبل ستة وثلاثين عاما ، نحو مستوطنة نهاريا في الساحل الفلسطيني المحتل. فالقيمة النضالية التي حملها القنطار، والتي شكلت تحديا بين المقاومة والاحتلال في مفاوضات صعبة لاتمام صفقة التبادل،  دفعت بـ &laqascii117o;حزب الله" الى التمسك بالافراج عن القنطار ووضع اطلاقه كشرط من الشروط غير الخاضعة للتفاوض ، وبالفعل خرج القنطار على رأس مجموعة من المقاومين الذين تم اسرهم خلال عدوان تموز العام 2006، وهو ما ان وصل الى بوابة رأس الناقورة الحدودية في الجنوب ، ردد امام مستقبليه بالقول &laqascii117o;ما عدت من فلسطين .. الا لاعود الى فلسطين".

من جديد يسقط شهيد يحمل من الحكايات ما يكفي ، ليكون علامة مضيئة في مسيرة المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي، شهيد مقاوم انطلق من بلدته عبيه في جبل لبنان الى شاطىء نهاريا الفلسطيني، وحكاية سمير القنطار جديرة بان يسلط الضوء عليها ، ولو في زمن العتمة وانتشار التعمية، والعلاقة بين بلدة عبيه الجبلية في لبنان وشاطىء &laqascii117o;نهاريا" الفلسطيني ، تقاس بحكاية غنية من النضال والمقاومة ، جعلته يحتل صفحة مشرقة من صفحات هذا الوطن ، من شاطىء مدينة صور ، ركب سمير وثلاثة من رفاقه جاؤوا من سوريا ، البحر في زورق مطاطي سريع ، عام 1979 ،  باتجاه مستعمرة نهاريا الساحلية التي لا تبعد عن الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية سوى كيلومترات قليلة ، وهي تعتبر محمية امنية اسرائيلية ، وخاض مواجهة ضارية مع وحدة كومندوس من لواء &laqascii117o;غولاني" ادت الى اصابته واسره ، بعد ان نجح في التسلل الى منزل عالم كيميائي اسرائيلي ، وقُتل وجُرح عدد كبير من الاسرائيليين ، وسقط اثنان من المجموعة الفدائية ، واُسر سمير القنطار واحمد الابرص ، ولم تمنعه مجموع الاحكام الاسرائيلية الصادرة بحقه، والتي وصل مجموعها الى 542 عاما، من مواصلة مقاومته للاحتلال ، ولو من داخل الزنزانة.

وهو قال مرة ، منذ أن غادرت شواطئ مدينة صور ليلة 22 نيسان 1979 ، أدركت انه على الأرجح ستكون هذه المرة الأخيرة التي ألامس بها تراب وطني ، بسبب صعوبة وتعقيد المهمة العسكرية التي كلفت بقيادتها، وبقدر ما أحزنني فراق الوطن كنت سعيداً لأنني سأقوم بواجب وطني وقومي وتنفيذ مهمة عسكرية فوق تراب فلسطين الغالية باسم كل لبناني حر وشريف لقد انتظرت تلك اللحظات بفارغ الصبر كيف لا ورفاقي وأنا كنا شاهدين على الجرائم الصهيونية في فلسطين وبحق قرانا ومدننا في لبنان ، كنت شاهداَ على الهستيريا التي أصابت هذا الاحتلال . منذ وقوعي في الأسر أدركت أن معارك من نوع آخر يجب أن أخوضها فلا يكفي أن نقاتل بالبندقية بل المحك العملي للمقاتل هو بلاءه الحسن في كل الظروف من هنا سلاحي الوحيد كان وما يزال منذ اللحظة الأولى هو إرادتي التي لا يمكن أن تكون قوية إلا إذا كان إيماننا قوي بشعبنا وامتنا وصوابية طريقنا وعدالة أهدافنا.

ومن سجن هداريم قال سمير قبل تحريره بسنتين .. أنني فخور بما قمنا به ولم اكن لأندم لحظة واحدة لأنني اخترت الدرب وسأبقى رافضاً للعروض التي قدمها العدو لي ..بأن أرسل رسائل الاعتذار لعائلات قتلاهم الذين قتلوا في عملية نهاريا وان أعلن ندمي عبر شاشات التلفاز كشرط مسبق لإطلاق سراحي في المستقبل ، لكنني لست نادما على مقاومتي للاحتلال حتى  ولو مت داخل الزنزانة ، واكرر على مسامعكم انه لو اضطرني الامر أن امكث عشرين عاماً اضافية، او ان اموت داخل الزنزانة  ، فلن يفرحوا يوماً بمشاهدتي أوقع على رسائل اعتذار لهم. وسيبقى صدى رصاص المقاومين في لبنان ، يخترق كل المسافات ويصل إلى زنزاناتنا حاملاً كل الدفء ومبشراً بفجر الحرية لشعبنا وأرضنا ونحن نلمس آثار المقاومة على المجتمع الصهيوني .
وحين سُئل مرة .. على من تراهن في تحريرك من المعتقل الاسرائيلي؟.، رد بلهجة حاسمة .. بالتأكيد ، نراهن على المقاومة التي استطاعت ان تحرر اجساد الشهداء وتعيدهم الى الوطن ، واستطاعت ان تحرر اسرى ومعتقلين ، واستطاعت ان تحمي لبنان كله من الاعتداءات الاسرائيلية ، فلا احد يمكنه ان يردع اسرائيل الا المقاومة ، وانا في كل يوم اجدد ثقتي بالمقاومة، واؤمن بان الأسوار العالية التي تحيط المعتقل في قلب النقب الفلسطيني، لن تستطيع أن تحجب عن أعيننا شمس الأمل، .. كان سمير القنطار واثقا من رهانه على المقاومة ..التي سطرت اروع الملاحم في اخراج الاسرى الاحياء والشهداء من المعتقلات الاسرائيلية.
..بعد ساعات قليلة على تحرير سمير ورفاقه ، في السادس عشر من تموز العام 2008  ، اعد له &laqascii117o;حزب الله" استقبالا شعبيا حاشدا في ملعب الراية في قلب الضاحية الجنوبية،  يومها مازح السيد حسن نصرالله القنطار وهو يحتضنه بالقول &laqascii117o;منشانك عملنا الحرب"، واليوم ها هو سمير يمضي الى الشهادة &laqascii117o;منشان" تنتصر المقاومة على المحتل.

حزب الله ينعي القنطار

أصدر حزب الله بيانًا جاء فيه: عند الساعة العاشرة والربع من مساء امس الاول، أغارت طائرات العدو الصهيوني على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق مما أدى إلى إستشهاد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الأسير المحرر الأخ المقاوم والمجاهد سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين.
اضاف البيان &laqascii117o;تغمد الله تعالى شهيدنا العزيز وجميع الشهداء برحمته الواسعة وأسكنهم فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين".
المصدر: صحيفة الديار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد