أخبار لبنان » ردّ المقاومة المزلزل قادم

هشام يحيى
ما قبل جريمة اغتيال الشهيد سمير القنطار لن يكون كما قبلها على صعيد المواجهة مع العدو الغاصب لفلسطين والمتربص شرا وعدوانا بكل شعوب ودول هذه المنطقة التي تقاوم اجرامه وجبروته، ومن يظن بحسب مصادر سياسية واسعة الإطلاع بأن مثل هذه الجريمة الغادرة التي نفذها سلاج الجو الإسرائيلي في منطقة جرمانا في دمشق سيمر مرور الكرام سوف تثبت له الأيام القادمة بأنه واهم ومشتبه، فرد المقاومة المزلزل على هذه الجريمة النكراء قادم وسيذهل العدو والصديق والقريب وسيكون له ارتدادات بكل الإتجاهات في السياق الذي يؤكد بأن زمن العربدة الإسرائيلية في هذه المنطقة قد ولى ومن لديه آذان وعيون فلسيمع ويشاهد جيدا ما هي العواقب الوخيمة التي ستحل باسرائيل وأتباعها من الإرهابيين التكفيريين خلال الأيام المقبلة في سوريا وكل المنطقة كرد على جريمة اغتيال الشهيد سمير القنطار.
المصادر أشارت الى ان عملية اسرائيل في دمشق ليست موجهة للحكومة السورية وحسب بل هي عملية مباشرة على المقاومة التي ستكون هي معنية بالرد المناسب على الجريمة الاسرائيلية للتأكيد على مسألتين أساسيتين: الأولى هي تثبيت قواعد الإشتباك مع العدو وفق الخطوط الحمراء التي تحددها المقاومة بنفسها لا أي قوة دولية أو اقليمية أخرى سيما أن المقاومة ما تعودت إلا أن تعتمد على ذاتها في التعامل مع المغامرات الاسرائيلية غير المحسوبة العواقب، ما يعني أن رد المقاومة سيأتي في سياق إعادة لجم وضبط الإنتهاكات الإسرائيلية التي تكاثرت في الفترة الأخيرة، والمسألة الثانية، هي تأكيد المقاومة على جهوزيتها واستعداداتها الكاملة لمحاربة اسرائيل في أي وقت، وذلك بغض النظر عما يجري على الحدود اللبنانية ـ السورية وفي سوريا العراق من الحرب التي تخوضها المقاومة في مواجهة حلفاء اسرائيل من مسلحي &laqascii117o;داعش" و&laqascii117o;جبهة النصرة" وغيرهما من التنظيمات الارهابية التكفيرية.
وشددت على أن عملية  الرد على جريمة دمشق  بخلفياتها وأبعادها السياسية والعسكرية والأمنية سوف تأتي لتؤكد على أن توازن الرعب بين اسرائيل وحزب الله لا يزال قائما، ما يعني بأن أي تهور اسرائيلي من شأنه أن يمس بهذا التوازن الدقيق سيؤدي إلى قلب كل المعادلات السياسية والعسكرية السائدة على جانبي الحدود بين لبنان وسوريا والأراضي المحتلة وفي المنطقة برمتها، خصوصا أن الإسرائليين قد تم إبلاغهم عبر أكثر من قناة دبلوماسية بأن أي تصعيد اسرائيلي سيقابل برد أقوى من قبل حزب الله خصوصا ان كل الاراضي المحتلة في فلسطين هي تحت مرمى صواريخ المقاومة الإسلامية التي لن تسكت على أي انتهاك كبير قد تقدم عليه اسرائيل، خصوصا إذا ما أدى هذا الإنتهاك الإسرائيلي إلى التسبب باغتيال مقاومين أو بقتل المدنيين كون مثل هذا الإنتهاك يعتبر بالنسبة للمقاومة من المحرمات وتجاوزا للخطوط الحمراء التي لا يمكن السكوت عنها أو مرورها مرور الكرام من دون رد حازم و قاس.
إلى ذلك رأت المصادر عينها إلى  أن القراءة الأولية لعملية دمشق قد دلت على نحو كبير بأن الهدف المباشر لهذه العملية أتى ضمن سياق حرف الانظار عن  الحرب الجارية في سوريا ضد الإرهاب التكفيري، وبعد القرار الدولي الذي صدر  بالإجماع عن أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر الداعم لخطة سلام في سوريا، ما يدل ويؤكد على مدى عمق التماهي والتنسيق وتوزيع الأدوار على الساحة السورية بين المجموعات المسلحة الإرهابية التكفيرية وبين مخابرات العدو الصهيوني &laqascii117o;الموساد" الذي هناك معلومات أكيدة بأنه على صلة وثيقة بتلك المجموعات التي يحرك الإسرائيلي عملياتها وتوجهاتها الميدانية الآنية ضمن السياق الذي يخدم الأجندة الإسرائيلية في مواجهتها مع محور المقاومة والممانعة في لبنان وسوريا وكل أرجاء المنطقة.
وشددت على انه لم يكن بالأمر الجديد أبدا تواجد عناصر للمقاومة في دمشق فهذا أمر معروف ومعلوم لدى جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية في المنطقة وكل العالم في ظل الحرب التي تخوضها المقاومة ضد الارهاب التكفيري. ما يعني بأن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي وبعد أن بادرت إلى قصف المكان الذي كان يبيت به الشهيد سمير القنطار داخل العاصمة السورية بعيدا عن خطوط التماس المواجهة للعدو الإسرائيلي في الجولان المحتل، فهذا يعني بأن قيادة العدو السياسية والعسكرية قد اتخذت قرارها بتغيير قواعد الإشتباك القائمة بين محور المقاومة والممانعة وبين اسرائيل في سوريا ، وتغيير هذه القواعد يعني بأن اسرائيل قد ارتكبت خطأ استراتيجياً فادحاً عندما قامت بتنفيذ هذه الغارة التي أعطت كل المبررات للمقاومة بما تملك من قدرات وطاقات وامكانات عسكرية وأمنية هائلة على طول حدودها الشمالية من ناحية لبنان ووصولا إلى سوريا لاستباحة كل المحظورات في الرد على اسرائيل وذلك على قاعدة أن المناطق السورية المحتلة من قبل اسرائيل كما بقية الاراضي الفلسطينية باتت هي اليوم في مرمى محور المقاومة والممانعة الذي نجح من الحاق الهزيمة النكراء بإسرائيل في العام 2000 والعام 2006 في لبنان، وبالتالي فلا شيء يمنع هذا المحور اليوم من استخدام ورقة المقاومة على الجبهة السورية - الإسرائيلية تحت عنوان تحرير الأراضي السورية المحتلة لإلحاق هزيمة جديدة بإسرائيل التي قد تكون وبنتيجة حرب الإستنزاف الطويلة المكلفة مع المقاومة على الأراضي السورية الواسعة مرغمة على التخلي عن الجولان المحتل كما أرغمت في 25 آيار العام 2000 على الخروج المذل وغير المشروط من جنوب لبنان.
المصدر: صحيفة الديار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد