أخبار لبنان » هكذا قارب الإعلام اللبناني اتفاق الزبداني

زينب حاوي

خلال تغطيتها لما سميّ باتفاق &laqascii117o;الزبداني- كفريا/ الفوعة" أمس، حظيت &laqascii117o;المنار" بمشاهد حصرية ومباشرة. هذا الإتفاق الأممي الذي طال انتظاره نفذ على قاعدة خروج المسلحين من الزبداني مع عائلاتهم (يصل عددهم إلى 123) من الحدود السورية اللبنانية وصولاً الى تركيا، في مقابل فك الحصار وخروج عائلات سورية (أكثر من 336) من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين منذ أشهر، الى تركيا وبعدها الى سوريا.
الصفقة واكبها الإعلام المحلي والإقليمي والغربي واستعان بمشاهد &laqascii117o;المنار" الحيّة من الزبداني. في ما بعد، اصطف هذا الإعلام عند نقطة &laqascii117o;المصنع" في انتظار خروج الحافلات من سوريا تمهيداً لدخولها الأراضي اللبنانية، فمطار بيروت الدولي. جرى تعامل القنوات اللبنانية مع الحدث بشكل وصل الى حدّ التناقض. هناك منابر استغلت هذه الصفقة لتمرر نفساً من التسييس والمذهبة، ومنها من اعتبر أنّ هذا الإتفاق يمهدّ للتسوية الكبرى في سوريا منهياً معاناة الكثير من العائلات السورية.
قناة mtv لم يرق لها ما حصل. جندّت كل طاقتها لتصوير هذا الإتفاق على أنه مقدمة &laqascii117o;لتقسيم سوريا". هكذا، طالعتنا مقدمة نشرة أخبارها أمس بأن &laqascii117o;تبادل المناطق في سوريا هو على قاعدة إخراج الشيعة من مناطقهم ذات الأغلبية السنية وبالعكس". هذا الكلام كررته مراسلة القناة جويس عقيقي في تقريرها من نقطة &laqascii117o;المصنع"، فأوردت: &laqascii117o;مسلحون وعائلات شيعية مقابل مسلحين وعائلات سنية. هكذا، رست المعادلة". عقيقي لم تكتف بهذا التوصيف، بل أعطت مساحة لافتة الى بعض أهالي مجدل عنجر المتواجدين في هذه النقطة الذين ـــ كما بات معلوماً ــــ أتوا ليهللوا ويهنئوا هؤلاء. وخلصت القناة الى دمغ شاشتها في الأسفل بأنّ &laqascii117o;الأهالي يصفون حزب الله بالإرهابي". إذاً تصويب على الحزب، وقبله على الدولة اللبنانية التي اعتبرتها محطة &laqascii117o;المرّ" غائبة لا كلمة لها في ما حدث وعابت عليها تحويل لبنان &laqascii117o;الى ممرّ آمن" للمسلحين، متناسية صولاتها وجولاتها في جرود عرسال إبّان نقلها لعراضة عناصر جبهة &laqascii117o;النصرة" المحتلين لهذه البقعة اللبنانية!
هذا التوظيف للحدث، قابله خطاب مختلف بل متناقض على شاشة &laqascii117o;المنار" التي أكدّت في مقدمة نشرتها المسائية أمس أن ما حصل جاء &laqascii117o;ثمرة جزئية لمعادلة الزبداني التي صنعتها التضحيات". قناة &laqascii117o;المقاومة" لم تتوان في كل تغطياتها أكان في سوريا أو في استديواتها في لبنان، من تكرار وصف المسلحين بـ&laqascii117o;الإرهابيين". كما كان لافتاً أيضاً تعامل lbci مع الصفقة. أتت تغطيتها وصفية مهنية، استعادت شريط هذا الإتفاق الذي كان يجب أن يطبَّق في أيلول (سبتمبر) الماضي. كما حرصت المحطة على تصوير إحدى السيدات المستصرحات على نقطة &laqascii117o;المصنع" التي كانت تنتظر زوجها المصاب، من الخلف من دون إظهار وجهها بخلاف ما فعلته mtv. وصلت أسئلة قناة المرّ الى المنتظرين على نقطة المصنع الى حدّ الاستفسار عن أسماء وصور وعلاقتهم بالآتين من سوريا.
على ضفة الإعلام المكتوب، برز مقال فاقع أمس نشر في موقع صحيفة &laqascii117o;النهار" الالكتروني من منطقة زحلة. مقال لدانيال خيّاط، عنون على الشكل الآتي: &laqascii117o;من المصنع، عبر مبعدو الزبداني، صمدوا كالسنديان، لولا الجوع والوجع". وذيِّل المقال بصورة لأحد المسلحين وهو يحمل شارة النصر بيده من وراء نافذة إحدى الحافلات. ومن هذا العنوان، يمكن استقراء أجواء هذا المقال الذي يمجدّ هؤلاء المسلّحين. الكاتب بالغ كثيراً في أنسنة قضية هؤلاء المسلحين، عبر التركيز على ما أسماه الحصار والجوع اللذين تعرضوا لهما. واكتمل المشهد أخيراً بنقل ما فعله أهالي مجدل عنجر من تحايا واستقبال لهؤلاء، ليرسو المشهد على أن الآتين من الزبداني هم أبطال أشاوس صمدوا، وها هم يعودون ظافرين!
المصدر: صحيفة الأخبار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد