زينب حاوي

صورة متناقضة تظهّرت أمس تحت عباءة &laqascii117o;نقابة الصحافة". المناسبة كانت إعلان &laqascii117o;ميثاق الشرف" للمواقع الإلكترونية (&laqascii117o;النشرة"، &laqascii117o;القوات"، &laqascii117o;ليبانون ديبايت"، &laqascii117o;لبنان 24"، mtv، &laqascii117o;الجمهورية"، &laqascii117o;المنار"، &laqascii117o;الكتائب"...) المؤلف من 10 بنود، بحضور وزير الإعلام رمزي جريج، ورئيس لجنة الاتصالات والإعلام النيابية النائب حسن فضل الله، ونقيب الصحافة عوني الكعكي (جاء متأخراً إلى اللقاء)، وممثل المواقع الإلكترونية ميشال قنبور (موقع &laqascii117o;ليبانون ديبايت").

ألقى الأخير كلمة باسم هذه المواقع، طمأن فيها الى أن الالتزام بحرية الرأي لن يجرّ الى &laqascii117o;فوضى التعبير". في هذه الصورة، بدا الشرخ واضحاً بين الحاضرين لجهة وصول قطار التكنولوجيا إلى بعضهم متأخراً. على أهمية هذه الخطوة، وعمومية بنودها التي تتناول الدستور اللبناني، والوحدة الوطنية، والحريات الفردية والملكية الفردية، ومهنية نشر الصور، إلا أن ما شهده اللقاء من تراشق يحيلنا مباشرة الى العقم الحقيقي الذي يعانيه القطاع الإعلامي.

قرب التصديق على مشروع قانون الإعلام الجديد

وزير الإعلام لم يخف امتعاضه من عدم حضور نقيب الصحافة، فما كان من نائبه جورج بشير إلا أن برر هذا الغياب بأن الكعكي موجود حالياً مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، علماً بأن الأخير خارج لبنان. المثير للسخرية أيضاً أن بشير خانه لسانه عندما رحب بمن سماهم &laqascii117o;الزملاء" الجدد في مواقع &laqascii117o;التواصل الاجتماعي" بدل &laqascii117o;المواقع الإلكترونية"، حتى ظنّ أن مارك زوكربرغ يدسّ نفسه بين الحضور، على حدّ تعليق أحد من الحضور. لعلّ البارز في كلام حسن فضل الله، تبشيره بقرب التصديق على مشروع قانون الإعلام الجديد، وتنظيم جلسة موسعة ستضم كل الأطراف المعنية في إعداد هذا المشروع الجديد تمهيداً لإقراره في الجلسة العامة للمجلس النيابي. وعدّ فضل الله المواقع &laqascii117o;الجدية والمهنية" كجزء أساسي من الإعلام ووجوب خضوعها للقانون الجديد بغية &laqascii117o;حمايتها". النقطة الأبرز في مداخلة فضل الله الإضاءة على واقع نقابتَي الصحافة والمحررين اللتين لم تضما حتى الآن العاملين في الإعلام المرئي والمسموع والإلكتروني، وحتى المطبوع. هنا ردّ الكعكي، الذي أجرى مداخلة مقتضبة أقرب الى حفلة المجاملات، على وجود المطبوعات السياسية وغير السياسية داخل النقابة، لكنه بالطبع نسي أو تناسى أن أغلب هذه &laqascii117o;الامتيازات" وهمية وليس لها أي حيثية في عالم الصحافة، إذ تنحصر مهمتها في زيادة الأصوات لدى انتخابات النقابة. من جهته، لم يأت كلام جريج بجديد. اعتبر أن القطاع الإلكتروني اليوم عالم قائم بذاته، محذراً بشكل مبطن من تحوّل هذا الميثاق الى تمهيد لإلغاء الأحكام التشريعية والوضعية المتعلقة بهذا القطاع. وتحدث عن أهمية أن يحظى العاملون في القطاع الإلكتروني بـ"الحصانات التي يتمتع بها باقي الصحافيين" من الانتساب الى النقابات أو إنشاء تجمع خاص بهم. لكن، هل لباقي العاملين في قطاعات المطبوع والمرئي والمسموع حصانات، ليكون لزملائهم هذا &laqascii117o;الامتياز؟!
المصدر: صحيفة الأخبار