نادين كنعان
بعد 11 عاماً على اغتياله، عاد رفيق الحريري إلى مسقط رأسه ليسأل: &laqascii117o;صيدا كيف؟". يتوسّط هذا السؤال اللوحات الإعلانية التي تنتشر منذ أيّام في أنحاء مدينة صيدا (جنوب لبنان) قبيل حلول ذكرى الجريمة التي أودت بحياته في 14 شباط (فبراير). من مدخل &laqascii117o;بوّابة الجنوب" وصولاً إلى المناطق التي تحدّها من كلّ الجهات، ترافق هذه اللوحات المارّة: رسم لرفيق الحريري بالأبيض والأسود على خلفية رمادية فاتحة، وإلى جانبه سؤال: صيدا كيف؟
من يتمعّن في الصورة قد يشعر أنّ القلب الأحمر الصغير الذي يتخذ شكل بالون ويعلو السؤال مألوف إلى حدّ ما. ألا يشبه هذا البالون ذاك الذي كان يطير من يد الفتاة الصغيرة في الغرافيتي الشهير الذي يحمل توقيع الفنان بانكسي؟
لا شكّ أنّ إعلان رفيق الحريري مستوحى من أجواء بعض أعمال الفنان البريطاني المجهول الهوية، لكن أكثر ما يلفت الانتباه هو إجابات عدد لا يستهان به من الصيداويين على السؤال الذي يحمله عبر مواقع التواصل الاجتماعي. إجابات من الواضح أنّها تعود إلى معارضين لسياسات الحريري ونهجه السياسي والاقتصادي.
بوساطة الفوتوشوب، ردّ أحدهم على الإعلان الطرقي نفسه قائلاً: &laqascii117o;مرتاحة منّك"، قبل أن يكتب ثانٍ: &laqascii117o;حلّ عنّا يا شيخ!"، ليستعين آخر بأم كلثوم ويقول: &laqascii117o;إسأك قلبك... إسأل روحك".
وهناك من فضّل نشر صور الإعلانات على فايسبوك وتويتر والتعليق عليها افتراضياً. هنا، نجيد تعليقاً فايسبوكياً مفاده: &laqascii117o;كيف صيدا؟ والله بدّك تسأل فؤاد السنيورة ومحمد زيدان". وهناك، تستفيض إحدى مستخدمات الموقع الأزرق في الإجابة: &laqascii117o;مبدئياً ولادك هجّروها.
شركاتك فلّسوها. موظفينك صاروا يا عاطلين عن العمل يا شحادين. معاشات بتوصل شهر إيه عشرة لأ. تيّارك هدفه تعطيل الانتخابات البلدية لأنّه خيفان من الخسارة. رفيق عمرك السنيورة ما عم يشبع قرط. وللائحة تطول إذا بتحب". ناشطة أخرى على الموقع نفسه رأت أنّ من يريد وضع إعلانات كهذه في الطرقات، عليه &laqascii117o;تحمّل إجابات وآراء الناس".
في ظل الأزمات المتشعبة التي يعيشها لبنان، وصيدا تحديداً، على مختلف الأصعدة، ووسط التخبّط الذي يعاني منه تيّار المستقبل ومؤسساته، لا يسعنا سوى القول إنّ نشر هذه الإعلانات تحديداً خطأ فاضخ!
المصدر: صحيفة الاخبار