لم يتطرق الأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله الى الشأن اللبناني الداخلي في خطابه بالذكرى السنوية للقادة الشهداء في مجمع سيد الشهداء، وإن كان الخطاب قد احتوى الرؤية الشاملة تجاه ما يحصل في المنطقة، وخاصة في الشأن السوري، كما شكل موضوع المقاومة في وجه إسرائيل حيزا بارزا من الخطاب الذي استهله بالتعزية وبمشاعر المواساة في الذكرى الـ11 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري &laqascii117o;رغم الخصومة السياسية مع بعض ورثته".
ولفت نصرالله النظر الى الربط القائم بين الأزمة السورية والموضوع الإسرائيلي، مشيراً إلى أن نتائج خلاصات المؤتمرات والدراسات الإسرائيلية أن الإسرائيليين يعتبرون أنهم أمام فرصتَين وتهديدَين: الفرصة الأولى تشكل مناخا مناسبا لإقامة علاقات والدفع بتحالفات مع الدول العربية السنية، مستفيدين من تفاقم المواجهة بين الدول العربية السنية وإيران، وفق التعبير الإسرائيلي. أما الفرصة الثانية فهي إمكانية تغيير النظام في سوريا، بالتعبير الحرفي &laqascii117o;سقوط النظام في سوريا سيُنزِل ضربة قاسية بمحور المقاومة، والجيش السوري سيصبح من المشكوك بقدرته على المشاركة بأي مواجهة عسكرية مع إسرائيل".
وأضاف أن &laqascii117o;التهديد الأول للإسرائيلي هو إيران، والثاني هو حركات المقاومة في فلسطين ولبنان، ويصنف حزب الله بالتهديد العسكري الأساسي، لذلك عندما يصلون الى التوصيات يكثرون الحديث عن حرب لبنان الثالثة بعد حرب تموز والغزو الإسرائيلي عام 1982". أضاف: &laqascii117o;الإسرائيليون ومعهم حكومات عربية يدفعون بقوة باتجاه الحديث عن أن كل ما يجري في المنطقة هو صراع سني شيعي، العنوان الطائفي يخدم مصالحهم".
وسأل الحكومات العربية &laqascii117o;هل تقبلون صديقا ما زال يحتل أرضا سنية؟ هل تصادقون كيانا ارتكب أهول المجازر في التاريخ بحق أهل السنة؟ هؤلاء الصهاينة صادروا الحرم الإبراهيمي وينتهكون حرمة المسجد الأقصى وهي أوقاف سنية، وفي كل يوم كم حرب شنت على غزة وعشرات آلاف الشهداء أمام مرأى العرب والمسلمين؟".
وتابع: &laqascii117o;كيف يقبل عاقل من أهل السنة أن تُقَدَّمَ إسرائيل على أنها صديق وحامٍ؟ كل الذين قتلوا واستشهدوا واعتقلوا من أبناء الشعوب العربية ألم تكن أغلبيتهم الساحقة من أهل السنة؟ هذه مسؤولية العلماء والناس أن يرفضوا التضليل والتآمر، وإلّا فلسطين ستضيع الى الأبد، المقدسات الإسلامية والمسيحية ستضيع الى الأبد".
أضاف: &laqascii117o;إسرائيل تعاطت مع الأحداث السورية بأنها فرصة لتغيير النظام وحلقة الفصل الأساسية وعمود خيمة المقاومة، وإذا كُسر هذا العمود، محور المقاومة سيتلقى ضربة قاسية جدا، والآن هناك شبه إجماع إسرائيلي بأن أي خيار آخر غير بقاء نظام الرئيس (بشار) الأسد مقبول به، لأنهم يعتبرون أن هذا النظام كان وما زال وسيبقى يشكل خطرا من خلال موقعه على مصالح إسرائيل في المنطقة، لذلك هم من اليوم الأول كانوا جزءا من المعركة على سوريا استخباراتيا ولوجستيا، وتسهيلات عبور في أكثر من مكان في لبنان والأردن، وكانت إسرائيل من خلف الستار تحضر كل ما يمكن أن يحرض ضد سوريا".
وتابع نصرالله: &laqascii117o;إسرائيل تلتقي بقوة مع السعودي والتركي، على أنه لا يجب ولا يجوز أن يُسمح بأي حل يؤدي الى بقاء الأسد ونظامه حتى لو حصلت تسوية ومصالحة وطنية سورية ــ سورية، هذا الأمر مرفوض سعوديا وتركيا وإسرائيليا. لذلك هم يعطلون المفاوضات ويعيقون ذهاب الوفود، ويضعون شروطاً مسبقة ويرفعون الأسقف التي لم تعد مقبولة أوروبيا وأميركيا، ولا مشكلة لهم باستمرار الحرب، ويعتبرون أي مصالحة وطنية خطرا يرفضونه خصوصا على إسرائيل".
أضاف: &laqascii117o;الإسرائيليون سلموا بواقع أنه لا يمكن إسقاط النظام، لذا يدعون، بكل وقاحة، الى تقسيم سوريا على أساس عرقي وطائفي، معتبرين أنه إذا تم تقسيم سوريا الى دويلات، يمكن التفاهم والتواصل مع هذه الدويلات، وصولا الى مرحلة التحالف".
وشدد على أن &laqascii117o;المشروع السعودي في سوريا فشل أيضا ولم يَجْنِ إلّا الخيبة وهو يتجرع اليوم كأس أحقاده".
وأعلن نصرالله &laqascii117o;إننا أمام انتصارات كبيرة في محورنا، ولا أتحدث عن نصر كامل، بل عن تطورات ميدانية هائلة وضخمة"، معتبراً أن &laqascii117o;هذا يدل على أن هناك مسارا جديدا موجودا في سوريا والمنطقة، وهذا فتح بابا أمام مستجد جديد له انعكاس على سوريا والعالم".
وأضاف أن &laqascii117o;هذه الهزائم دفعت بالسعودية وتركيا الى الحديث عن تدخل بري لمحاربة داعش وضمن الائتلاف الدولي بقيادة أميركا، وهذا تطور مهم جدا سواء حصل أو لم يحصل"، معتبراً أنه &laqascii117o;إذا لم يأتوا إلى سورية، فستحل الأزمة، وإن استغرق الأمر وقتاً، وإذا جاء هؤلاء الى سوريا، ربما سيكون من الخير للمنطقة كي تنهي قصة المنطقة بأكملها" ولفت النظر الى أن &laqascii117o;رهان السعودية وتركيا على التدخل البري ليس لمواجهة داعش، بل لتكونا متواجدتين على طاولة المفاوضات حول سوريا أو لمواصلة تسعير الحرب السورية".
وانتقد السعوديين والأتراك، معتبراً أنهم &laqascii117o;جاهزون لأن يأخذوا المنطقة الى حرب إقليمية وعالمية، وليسوا جاهزين على الإطلاق لأن يقبلوا بتسوية حقيقية في سوريا، وهذا ما يظهر مستوى الحقد الأعمى".
ونبّه لوجود &laqascii117o;ماكينة إعلامية دولية وعربية خليجية تعمل على شيطنة حزب الله للنيل منه خدمة لإسرائيل".
وأشار إلى أنه &laqascii117o;عندما ترى إسرائيل أن في لبنان من يمنعها من أن تدخل الى حرب تنتصر فيها، لن تخرج الى الحرب، معتبراً أن الذي يمنع إسرائيل من الحرب هو وجود مقاومة وحضن للمقاومة هو شعبها ومعها جيشها الوطني.
ولفت النظر إلى أن &laqascii117o;أحد الخبراء الإسرائيليين يقول إن سكان حيفا يخشون من هجوم قاتل على حاويات مادة الأمونيا التي تحتوي على أكثر من 15 ألف طن من الغاز والتي ستؤدي الى موت عشرات آلاف السكان"، معتبرا أن &laqascii117o;لبنان اليوم يمتلك قنبلة نووية، أي أن أي صاروخ ينزل بهذه الحاويات هو أشبه بقنبلة نووية".
المصدر: جريدة السفير