ياسر الحريري
تسعى مختلف الاوساط السياسية لمعرفة آخر تطورات الملف الرئاسي مع تمترس الاطراف الداخلية عند مواقفها المعلنة بين ترشيح القوات اللبنانية للعماد ميشال عون وترشيح سعد الحريري للوزير سليمان فرنجية، وهذا المشهد يلقى مراوحة سياسية داخلية واقليمية، مما يعطي انطباعاً ان &laqascii117o;الستاتيكو"، مستمر الى ان تنضج الظروف.
صحيح وفق ما قالته مصادر في 8 اذار ان الرئيس بري يرى ان الثمار اينعت وحان قطافها، لكن رئيس مجلس النواب نفسه يعتقد انه اذا لم يصر الى القطاف، قد تفقد الثمرة مواصفاتها، ونصبح في مكان آخر.
هذا المكان الآخر يعني ان عدم وصول فرنجية، يعني ان العماد عون لن يصل بدوره.الى قصر بعبدا، كما ترى المصادر، من هنا فان بعض الجهات تشدد على معرفة الاجواء الاميركية وملاحظة كيفية جنوح الموقف الفرنسي، الذي يبدو الى اليوم اكثر قرباً من الموقف السعودي، لكن قرب الموقفين السعودي - الفرنسي، لا يمنحهما حق تسمية رئيس الجمهورية اللبنانية، بل الى اليوم ثبت &laqascii117o; بالوجه السياسي القطعي" ان البيت الابيض، وبالتحديد مكتب لبنان في الخارجية الاميركية، هو اللاعب الرسمي في تسمية رئيس جمهورية لبنان. لكن يستأنس بالمواقف الاخرى، .تمهيداً للقرار الاخير الذي لا يبدو ان الاميركي فيه الى اليوم على عجلة من امره.
رغم كل ما يقوله الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري، الا ان الظروف لم تنضج في حقيقتها تؤكد المصادر، لكن النصائح هي ان لا يخسر فريق 8 اذار احد مرشحيه للرئاسة الاولى، اذ هناك عون وفرنجية والواضح ان بري يؤيد الى جانب القوى الرئيسية في 14 اذار وصول فرنجية الى قصر بعبدا.
يبقى السؤال هل ينزل بري والباقون الى المجلس النيابي، دون حزب الله والعماد عون؟
الكلام الاولي هناك امكانية كبرى لحدوث هذا الامر تضيف المصادر، اذ يبدو ان القناعة كبرى بضرورة عدم خسارة الكرسي الاول في البلد من قبل بعض الاطراف وتحديدا بري والوزير وليد جنبلاط وقوى اخرى بينها الحريري، وهذه القوى قادرة دون حزب الله والعماد عون ان تؤمن النصاب القانوني او الدستوري لعقد جلسة .
الا ان السؤال، هل من محاذير في هذا السياق؟
المصادر تقول لا محاذير، اذ بالنسبة لبري، فرنجية ليس فقط حليف للمقاومة، بل هو من صلب المقاومة سياسياً ووطنياً، وقد لا يكون الرجل الاقوى مسيحياً لكن الاقوى وطنياً. وثانياً هذا لا يؤثر على العلاقة الشيعية - الشيعية اي علاقة حركة امل بحزب الله، كونها علاقة وجودية، والاستحقاق الرئاسي امامها يصبح مسألة تفصيلية، وليس فقط اساسية. ولحزب الله وللعماد عون حرية المشاركة في هكذا جلسة او مقاطعتها، ولن يكون لهذه المواقف اي اعتبارات سلبية.
الرأي الثاني يرى، انه من الصعب ان يقدم بري على هذه الخطوة، تؤكد المصادر، الا اذا وصل الى مكان رأى فيه ان الامور يجب ان لا تبقى مقفلة او انها ستؤدي بالبلد الى الهاوية، هذا في الوقت الذي يرى وفق رؤية المصادر ان من حقه الطبيعي ان لا ينحاز الى العماد عون ليشارك في ايصاله الى قصر بعبدا، لكن هذا الاعتبار ضعيف، كون هذه الخطوة تحتاج الى ميزان الجوهرجي فكيف والامر ان بري هو &laqascii117o;الجوهرجي السياسي" في هذه المرحلة الحساسة لبنانياً واقليمياً ودولياً؟
بالطبع قسم كبير من فريق 8 اذار يتهامس بدعمه لفرنجية، وهناك قوى حزبية في مجالسها الخاصة ميالة الى فرنجية اكثر مما هي ميالة لانتخاب العماد عون، لكنها كرمى لحزب الله لم تعلن مواقف علنية الى الان، طالما ليس هناك وقت داهم يحتم عليها اعلان الموقف، مع التأكيد انه ثبت بالفعل ان حزب الله يخوض نقاشات خلف الاضواء حول ترشيح العماد عون، لكنه بنفس الوقت ثبت لديه ان فرنجية لن يتراجع عن ترشيحه.
الاهم كما يقول مرجع سياسي ان لا نفوّت الفرصة الذهبية من يدنا، وهي الى اليوم بين ايدينا، ولكن لا احد يعلم الى اي وقت يمكن ان تستمر بين ايدينا؟.
المصدر: جريدة الديار