ياسر الحريري
الاجواء السياسية والاقتصادية والانتخابية في لبنان، لا تأخذ من الاهتمام الامني، اذ ان الاجهزة الامنية اللبنانية وفق مصادر امنية تعمل بكد لملاحقة المشتبه بعلاقاتهم بالجماعات التكفيرية في لبنان،الذين يتسللون عبر الحدود او التهريب من خلال جماعات يجري رصدها.
بعض المتابعين الامنيين من المصادر العليمة يقولون انه جرى تهريب ما يقارب ثمانية مقاتلين سوريين الى مخيمات اللاجئين والى مختلف القرى والمدن اللبنانية، وان هذا التسلل المستمر لمثل هؤلاء جرى تحت جنح استقبال النازحين، وهم باتوا في الداخل اللبناني، بعد ان جرى تدريبهم في الاردن بالقرب من الحدود السورية، بتمويل سعودي مباشر، حيث يضطلع الاردن بدور المستقبل للمقاتلين ويشرف مع ضباط اميركيين على تدريبهم احياناً.
واكدت مصادر في 8 آذار الى ان المشكلة الاساسية، في الخطة (ب) التي قد تلجأ اليها المملكة العربية السعودية ان اضطرت في لبنان، لكنها الى اليوم تلقى تهديدات اميركية واضحة بعدم المس بالامن اللبناني الداخلي، وان الامن اللبناني خط احمربالنسبة للادارة الاميركية وللمجموعة الاوروبية وما زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى لبنان تأكيد على اهمية الاستقرار، وبذلك وجه رسالة ناعمة الى من يعنيهم الامر في المملكة العربية السعودية.
لكن السؤال ماذا لو تفلت العقال السعودي واخذ قراراً بتفجير الساحة اللبنانية؟
تجيب المصادر انه اذا ما حصل هذا التفلت فأن كل الاحتمالات ستكون مفتوحة، واشارت الى ان هناك مبالغة امنية في الافصاح عن هذه المعطيات، ومثالاً على ذلك ما جرى في مخيم عين الحلوة، تحت عنوان &laqascii117o;الشباب المسلم" الذي برز في المخيم فجأة كقوة عسكرية قادرة على فتح اشتباكات ضدّ جميع القوى الفلسطينية بأستثناء البعض، والخوض في هذه الاشتباكات لايام، ولم تنته تلك الاشكالات الا بالتراضي والرضى؟!
ولفتت المصادر الى ان المزاج الذي وطده تيار المستقبل في الساحة السنية من عام 2005 الى اليوم يحصد مفاعيله السلبية في الانتخابات البلدية. وهنا يبرز السؤال ما هو الترابط بين الموضوع الامني والبلديات؟ ببساطة القول تقول المصادر من تابع مجرى العمليات الانتخابية والتمهيد لها سيلاحظ حضور التطرف في المناطق والبلديات السنية التي كان يرعاها تيار المستقبل، والنتائج التي ادت اليها هذه الرعاية، وهو الآن ـ اي الرئيس سعد الحريري يحصد مفاعيلها اليوم.
المصادر المهتمة في الشؤون الامنية في لبنان، ترى بضرورة الانتباه الى الساحة والتنسيق بين الاجهزة الامنية الذي الى اليوم يعطي نتائج ايجابية ،من هنا فأن الاهمية بمكان مواصلة دعم هذه الاجهزة على اختلاف ميولها في المزاج السياسي، وعدم تعريضها للضغط الطائفي والمذهبي، بل رعايتها امام المرحلة الحساسة، حيث الجميع يرى كمية ونوعية التفجيرات التي تحصل في العراق، وكيف تجري هذه الخروقات تحت وطأة الخلافات السياسية القائمة على الساحة العراقية حيث يجري استغلالها من القوى الداعمة لداعش والتكفيريين لقتل العراقيين.
قيادات امنية في البلد تصرّ على ان اهمية الاستقرار السياسي تفتح الابواب للضبط الامني، فبقدر ما يجري العمل على ضبط الشحن الطائفي والسياسي وعدم التصعيد الداخلي في السياسة بقدر ما تبقى الساحات الشعبية متجهة نحو هذا الاستقرار، وعدم فتح الابواب للاصطياد في الماء العكرة، مع الاشارة القصوى لهؤلاء، بأن ضبط الوجود السوري في لبنان ليست فقط مهمة امنية، بل سياسية، ويجب النظر اليها بالابعاد الوطنية، بعيدأ عن سياسة التمييز والتضييق على اللاجئيين، الا من يعمل على الاخلال بالامن الوطني اللبناني.
المصدر: جريدة الديار