أخبار لبنان » انقاذ الحريري بيد السعودية... ورفع «الفيتو» عن عون يفتح ابواب السراي

ابراهيم ناصرالدين

ما هي خيارات الرئيس سعد الحريري بعد سلسلة &laqascii117o;النكسات" التي هزت تيار المستقبل؟ سؤال لا توجد ايجابات واضحة عليه حتى الان لان النقاش الجدي داخل &laqascii117o;التيار الازرق" لم يبدأ بعد، لكن المسلم به ان &laqascii117o;الوضع صعب" في ظلّ ضعف وتفكك داخلي، &laqascii117o;وانهيار مالي"، وضعف في &laqascii117o;الحظوة" السعودية، وعدم قدرة على التحلل من &laqascii117o;رغبات" المملكة..

قبل البحث في خيارات الحريري، اوساط في 8 آذار تحمل تيار المستقبل مسؤولية ما وصلت اليه الامور، وقالت انه لن يكون مفيدا تحميل الآخرين المسؤولية، ثمة اخطاء توالت طوال السنوات الماضية، العامل الشخصي في الموضوع له دلالاته واهميته، ومن خلال اجراء مقارنة بسيطة بين الحريري الاب والابن، وبعيدا عن اختلاف الظروف السياسية، تبرز الكثير من الفوارق الهائلة بين الرجلين، فالاول لم يكن يسمح بقيام مراكز قوى داخل تياره السياسي ووضع الجميع تحت جناحيه، ووأد كل محاولات &laqascii117o;التمرد" في مهدها ودون ضجيج، بينما لم يلتفت الابن الى مخاطر بروز زعامات &laqascii117o;مناطقية" تنافسه داخل التيار، وتعامل معها باستخفاف كبير &laqascii117o;وعجرفة" مبالغ فيها، وصلت الى حد مطالبة الوزير اشرف ريفي لمن توسط لرأب الصدع بينهما، بان يعامله رئيس المستقبل &laqascii117o;بكرامة"..

قوة ونفوذ الحريري الاب في السعودية بالمقارنة مع ضعف الاحتضان السعودي للابن، تشكل ايضا نقطة محورية لم يستطع الشيخ سعد تداركها، خلافه مع الامراء السعوديين وفي مقدمهم الامير محمد بن نايف، وغياب &laqascii117o;الود" مع ولي ولي العهد محمد بن سلمان، سمح للطامحين في تيار المستقبل بنسج علاقات داخل المملكة على حسابه، ولم يعد وحيدا صاحب &laqascii117o;الوكالة الحصرية" على الساحة اللبنانية كما كان الحريري الاب، بعض المقربين من السعودية يقولون ان المملكة اعطته من الفرص ما لم يعط لغيره لكنه لم يثبت جدارته، ولم يكن على قدر المسؤولية المنوطة به، والسعودية ليست في صدد التخلي عنه او &laqascii117o;نبذه"، لكن لا يمكنها الاستمرار في &laqascii117o;الرهان" على &laqascii117o;حصان" خسر كل جولات السباق مع خصومه السياسيين، وهذا يكشف عن ضعف بنيوي لا امل في اصلاحه...هذه النظرية &laqascii117o;الفجة" التي يسوقها خصوم الحريري داخل &laqascii117o;التيار الازرق"، نقلا عن اوساط سعودية فاعلة، هي ما دفعت وزير الداخلية نهاد المشنوق الى الخروج عن صمته والقول ان ما اتخذه تيار المستقبل من قرارات او ما ارتكبه من &laqascii117o;اخطاء" ليس بقرار ذاتي، وانما من سوء تقدير سعودي للموقف يدفع ثمنه اليوم سعد الحريري.

الواضح ايضا ان ثمة معالجة خاطئة لما يصطلح على تسميته تبدلاً في المزاج الشعبي في الشارع السني، لان المشكلة ليست في تبدل هذا المزاج وانما في &laqascii117o;تقلبات" قيادة المستقبل السياسية التي ادت الى فقدان الجمهور الثقة في قيادته.. الجديد في الامر ان &laqascii117o;المدرسة السعودية" ما عاد &laqascii117o;ماشي حالها"، فالرئيس الحريري الذي ترعرع في احضان هذه البيئة كان مقتنعا حتى اسابيع خلت انه باستطاعته اتخاذ اي قرار ساعة يشاء ودون اي مقدمات وما على انصاره الا &laqascii117o;السمع والطاعة"، لكنه اكتشف متاخراً ان ما كان يملكه والده من ارث وجداني في ضمير اهل السنة في لبنان لا ينتقل &laqascii117o;بالوراثة"، وحده المال والشحن الطائفي والمذهبي كانا الحل لتعويض هذا الخلل، وعندما تشح الاموال ويغيب التحريض لن يعود كافيا اقناع الناس بالبقاء تحت عباءة &laqascii117o;المستقبل" فقط لان سعد هو الوريث الشرعي للحريري الاب..

وسواء كانت المسؤولية سعودية ام سوء ادارة من الحريري، فان المقدمات لا تشير الى استيعاب قيادة المستقبل لما حصل، وما نقل عن بعض المسؤولين &laqascii117o;الزرق" المقربين من الحريري يشير الى ان ثمة محاولة &laqascii117o;مستقبلية" لتحميل حزب الله مسؤولية ما وصلت اليه الامور من &laqascii117o;اهتراء" داخل &laqascii117o;التيار الازرق"! وثمة سؤال مركزي يطرحه هؤلاء &laqascii117o;ما الذي يريده الحزب &laqascii117o;سنة الاعتدال" ام &laqascii117o;سنة متطرفون"؟ ويقولون ان الحزب لم يتلقف كلام الحريري في لاهاي مع انطلاق عمل المحكمة الدولية، وقبوله المشاركة في الحكومة، والحوار الوطني والثنائي، وتغطية الحرب على الارهاب، والتخلص من &laqascii117o;الحالة الاسيرية"، وتوقيف قادة المحاور في طرابلس والتخلص من الامارة في رومية" فما الذي يريده بعد؟...

في رأي اوساط 8 آذار، يشير هذا المنحى من التفكير الى غياب اي مراجعة جدية في &laqascii117o;التيار الازرق" لما وصلت اليه الامور، لان لوم الاخرين لن يحل المشكلة، فما هو المطلوب اكثر من استجابة الحزب للحوار الوطني والثنائي والمشاركة في الحكومة، فاذا كان العنوان تخفيف الاحتقان ووأد الفتنة، فان هذا الامر لقي تعاونا بشكل مطلق، ونجح الطرفان في تسييله على ارض الواقع، اما باقي الامور السياسية فالمشكلة لدى التيار الازرق الذي لا يملك القدرة على اتخاذ اي قرارات مفصلية بضغط سعودي، اقر به الوزير المشنوق، فما الذي يريده &laqascii117o;المستقبل" غير &laqascii117o;تفهم" حزب الله لوضعه &laqascii117o;الصعب"؟

اما السؤال عن التطرف والاعتدال السني، فمسؤولية الحريري الاجابة عنه، فتارة هو تيار اعتدال بينما &laqascii117o;عدة" الشغل لديه من المتطرفين، خطابه التعبوي يلامس حدود &laqascii117o;الجريمة" الوطنية، لكنه في الوقت نفسه يجلس مع &laqascii117o;القتلة والمجرمين"، ظل يزرع الخوف لدى البيئة السنية حتى اقنعها بانها اقلية تحتاج الى حماية بينما هي تمثل غالبية العرب والمسلمين وليست &laqascii117o;جزيرة" معزولة، اتخذ قرارا، عفوا، طلب منه دعم &laqascii117o;الثورة" السورية لاسقاط النظام، فشل المشروع فزاد شارعه احباطا وشعورا بالهزيمة.. &laqascii117o;هاجر" من البلاد تحت حجج امنية واهية وعاد اليها دون ان يكلف نفسه عناء الشرح لجمهوره لماذا غادر؟ ولماذا رجع؟...قبلها استثمر الحريري في التطرف عبر &laqascii117o;تغطية" &laqascii117o;الحالة الاسيرية" وقادة المحاور في طرابلس، وعندما &laqascii117o;انتهت المهمة" تخلى عنهم ليس &laqascii117o;كرمى" لـ&laqascii117o;عيون" حزب الله وانما بعد ان ثبت انهم استثمار فاشل سبب اضرارا كارثية لتيار المستقبل والبيئة السنية... فاين مسؤولية حزب الله؟

وهل الحزب مسؤول ايضا عن انهيار علاقة المستقبل مع القوات اللبنانية؟ اليست سياسات المستقبل &laqascii117o;اللالغائية" هي المسؤولة عن &laqascii117o;تطفيش" سمير جعجع بعد ان جرى احراجه امام جمهوره فاضطر الى الخروج من هذه العلاقة بعد ان تقصد الحريري ان يجعل منه تابعا وليس شريكا... وماذا عن &laqascii117o;تطفيش" الجنرال عون قبله، الم يتخذ الحريري قرار عزله عام 2005 بعد ان كان شريكه في &laqascii117o;ثورة الارز"... حاور ميشال عون لاشهر عديدة ثم خلص الى عدم &laqascii117o;صلاحيته الرئاسية"... اكتشف متأخرا انه &laqascii117o;مكبل" بفيتو سعودي تبعته &laqascii117o;حفلة" تأنيب اميرية على &laqascii117o;مغامرته" &laqascii117o;الصبيانية"... بعدها تبنى ترشيح الوزير سليمان فرنجية، دون اي مقدمات تشرح للجمهور كيف اختار الصديق الشخصي للرئيس الاسد &laqascii117o;وابن الخط" الوفي لمحور المقاومة...

الحريري ومن معه من مستشارين ومن ورائه السياسة السعودية تتحمل مسؤولية بقائه وحيدا اليوم بينما يتنافس المقربون منه على &laqascii117o;تناتش" ارثه السياسي الضائع، وليد جنبلاط نأى بنفسه وتراجع خطوة الى الوراء منذ ان اكتشف انه &laqascii117o;ضحية" &laqascii117o;لعبة امم" استمر الحريري في &laqascii117o;مستنقعها.. مسيحيا لم يعد الى جانبه الا بعض القيادات المستقلة غير الوازنة، حتى امانة 14 آذار باتت &laqascii117o;اثر" بعد &laqascii117o;عين"... حزب الله لم يتعود &laqascii117o;الشماتة" او استغلال ضعف خصومه، بعد حرب تموز خرج منتصرا ومد اليد الى تيار المستقبل رغم &laqascii117o;الطعنات في الظهر"... بعد احداث السابع من ايار 2008 لم يستغل انهيار خصومه وجاءت الدوحة لتعيد &laqascii117o;الروح" الى فريق سياسي تحول بفعل رهاناته الخاطئة الى &laqascii117o;جثة"... طبعا لا مصلحة له بـ&laqascii117o;غرق" الحريري، لدى الاخير خيارات محدودة، &laqascii117o;خطاب التطرف" لن ينقذه وغير قابل للصرف محليا، العودة الى القصر الحكومي قد تكون &laqascii117o;مفتاح الفرج" لكنها عودة مشروطة بدخول &laqascii117o;الجنرال" الى قصر بعبدا... مهمة الحريري في اقناع السعودية فهل تريد المملكة حقا انقاذه؟؟؟
 
المصدر: جريدة الديار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد