التقى بعد ظهر الثلاثاء في مقر نقابة الصحافة نقيبا الصحافة والمحررين محمد البعلبكي وملحم كرم وأعضاء النقابتين لبحث ما أقدم عليه الاعلامي العراقي الزميل منتظر الزيدي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الاميركي جورج بوش.
ورأت النقابتان في ما قام به الزميل العراقي تعبيرا صارخا وصادقا عن غضب الجماهير العربية في جميع أنحاء العالم العربي وأحرار العالم على السياسة الاميركية في عهد الرئيس بوش، وما أنتجته من كوارث وويلات مدمرة لا سيما في العراق وفلسطين، من دون أن تقيم أي وزن لحقوق الشعوب والانسان.
واعتبرت النقابتان أن تصرف الزميل الزيدي نابع من شعوره القومي والوطني والانساني وذلك بغض النظر عن الاسلوب الذي اعتمده في التعبير عن هذا الشعور.
وطالبت النقابتان السلطات القضائية العراقية بأن تأخذ بعين الاعتبار الدوافع التي حدت بالزميل الزيدي على الاقدام على ما أقدم عليه. وحذرتا من تعرضه لأي أذى جسدي أو معنوي.
وتبنت النقابتان كل ما ورد في الكتاب الذي وجهه في هذا الشأن رئيس اتحاد الصحفيين العرب الاستاذ ابراهيم نافع الى نقيبي الصحافة والمحررين الاستاذين محمد البعلبكي وملحم كرم وهذا نصه: "تابع الاتحاد العام للصحفيين العرب واقعة قذف الصحفي الزميل منتظر الزيدي للرئيس الاميركي جورج بوش بحذائه خلال المؤتمر الصحفي في ختام زيارته القصيرة لبغداد وما تبع ذلك من قسوة مفرطة تعامل بها حراس الرئيس الاميركي مع الصحفي العراقي. ووضعه قيد الاعتقال".
"والأمانة العامة للاتحاد ترى أن الحالة النفسية التي يعيشها الشعب العراقي ومعاناته القاسية وسقوط مئات الآلاف من الضحايا بين قتلى وجرحى كانت الدافع الأول وراء ما بدر من الزميل الصحفي الذي عانى مع زملائه الصحفيين الكثير من عسف قوات الاحتلال الاميركي والقوى الأخرى المتصارعة مما أدى الى استشهاد أكثر من 200 صحفي عراقي، الى جانب الاستمرار في الضغط والحد من حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة".
وأكد مكرم محمد الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب "أن الأمر لم يكن يستوجب الوحشية المفرطة التي أعادت الى الأذهان سلوك إدارة بوش في انتهاك حقوق الانسان.
وتطالب الأمانة العامة للاتحاد الحكومة العراقية بالمحافظة على حياة الزميل الصحفي وتأمين إطلاقه وضمان محاكمة عادلة له ومراعاة كافة الظروف التي أحاطت بالواقعة وما يعيشه الشعب العراقي من معاناة على مدى سنوات وخاصة الصحفيين وما تعانيه المؤسسات الاعلامية من مداهمات مستمرة لقواتها من قبل قوات الاحتلال الاميركي التي ما زلت تعتقل مصور وكالة رويترز رغم تبرئته من القضاء العراقي".
وقد كلفت الأمانة العامة النقابة العراقية بمتابعة موضوع الزميل منتظر الزيدي مع استعدادها التام لاتخاذ كل الاجراءات والخطوات اللازمة للدفاع عن الزميل بكل الوسائل.
اللقاء التضامني
ثم استقبل مجلس النقابتين حشدا من الشخصيات والفاعليات المشاركة في الحملة الأهلية لنصر فلسطين والعراق وشارك النقيبان البعلبكي وكرم في اللقاء التضامني الذي عقد في نقابة الصحافة بدعوة من الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق عند الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم كما شارك النواب علي حسن خليل، أمين شري، علي عمار وحسن فضل الله، والنائبان السابقان زاهر الخطيب وبشارة مرهج، ناشر صحيفة السفير طلال سلمان، منسق الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق معن بشور فضلا عن حشد واسع من الشخصيات والقوى السياسية والقيادات الفلسطينية وفعاليات نقابية وهيئات نسائية ومحامون واعلاميين من وسائل مختلفة لبنانية وعربية.
البعلبكي
افتتح اللقاء بالنشيد الوطني، ثم ألقى النقيب البعلبكي كلمة رحب فيها بالحضور في دار نقابة الصحافة دار الشعب اللبناني بكل فئاته وأطيافه دار الحرية ودار العرب جميعا في هذه الظروف وهي الأخص دار فلسطين والعراق.
أضاف: كلنا نواكب ما يجري في هذه الأيام في فلسطين والعراق وقد استوقفنا جميعا هذا الحدث الذي شهدته بغداد على يد زميل لنا هو الاعلامي منتظر الزيدي، لما يحمل من معان نعتبرها في مثل هذه الظروف التي يجتازها العراق وفلسطين جميعا مفصلية.
واعتبر ان ما أقدم عليه منتظر الزيدي ظاهرة تحديا للاعراف انما في جوهره ودلالته عمل بطولي لأنه عبر أبلغ تعبير عن غضب الجماهير العربية في كل مكان من أنحاء العالم العربي على السياسة الاميركية المتبعة في منطقتناالتي نعرف كم هي مستمرة لمخططات عدونا الأكبر العدو الاسرائيلي.
أضاف: هذا الزميل الذي قذف رئيس أكبر دولة في العالم وهي ما جرته علينا من ويلات، نحن ننظر لما أقدم عليه من زاويته الوطنية أولا، مشيرا الى أن الزميل الزيدي قد يكون استفاد من وضعه كصحافي عندما دخل القاعة إنما دخل بدافع لا يستطيع أي منا إلا أن يقدره كل التقدير، وقد تختلف معه بعض الاختلاف إنما من حيث الجوهر هو محق وعلى العالم أجمع أن يعلم أن ما من عربي إلا ووجد ما أقدم عليه الزيدي تعبيرا عما يختلج صدره من آلام لما جرته السياسة الاميركية من ويلات.
ووضع البعلبكي ورأى ان ما جرى حدث فريد من نوعه في تاريخنا ومنطقتنا بل في العالم أجمع متسائلا عما حدث لهذا الزميل بعد أن أقدم على ما أقدم عليه وأين هو الآن متمنيا على القضاء العراقي أن يأخذ بعين الاعتبار الدوافع الشريفة التي حملت الزيدي على ما أقدم عليه ويجب أن تكون المعيار الأول والأخير".
كرم
وألقى النقيب كرم كلمة قال فيها:"ان محاكمة منتظر الزيدي الصحافي العراقي إبن التاسع والعشرين إذا حصلت ستكون محاكمة الشعوب العربية جميعا لأن منتظر الزيدي إنما حكى بإسم الناس بإسم الذين ضرب الاحتلال بيوتهم وقتل ناسهم واستباح ثرواتهم وأراضيهم.
وقال: كل هذا بإسم الديمقراطية، بإسم تصدير الديمقراطية ولو بالقوة كأن الديمقراطية هي الباترويت أو أبو غريب أو غوانتنامو وكأن الامثولة انتشرت في بريطانيا بعد ابياس كوربوس تجاوزوا الديمقراطية وفي اسبانيا وفي استراليا وفي كندا.
وتابع: ان محاكمة منتظر الزيدي هي محاكمة الغرب كله الاميركي والاوروبي الجاعل من الحرية والديمقراطية شعارا بشرعة واجهة تخفي المظالم والتجاوزات.
وقال: العراق ودع جورج بوش وداعا عسيرا لأن السياسة الاميركية في هذا الشرق سياسة المحافظين الجدد من العراق الى فلسطين الى لبنان لا تستحق وداعا أرقى من هذا الوداع.
اضاف: منتظر الزيدي ولا مبالغة صار بعد 14كانون الأول 2008 من أكثر الرجال شعبية في العالم العربي وفي العالم الرحب كله.
وتابع قائلا: ما أحد يوافق على "ديمقراطية" الأحذية ولكن ما أحد يستطيع أن يلجم وثبات الخلق فمن الصعب على العراقي أن تلتقي من احتل العراق وقسم العراق وقتل شعب العراق وأن يضبط انفعاله فيرد على الخطاب الظالم بالوسائل اللينة. كل السياسة الاميركية في حاجة الى إعادة نظر لا سيما في هذا الشرق دار المعاناة والحقوق المغدورة.
وطالب بالافراج عن الزميل منتظر الزيدي لأنه بإسم العراق والعرب رد على التحية الاميركية الغربية بأحسن منها.
بشور
ثم تحدث معن بشور الذي أشار الى أنه ومنذ الحرب على العراق دأبت الحملة على تحمل مسؤولياتها، لافتا الى أن التضامن اليوم في نقابة الصحافة انما هو التضامن في المكان المناسب.
وقال: ليس أكثر عزاء لمنتظر الزيدي وهو يعاني من جلاديه أن يعرف أن نقابتي الصحافة والمحررين الى جانبه، وأعلن عن افتتاح حملة التضامن مع منتظر الزيدي وهو اللقاء التضامني الأول الذي سوف ينظم مهرجانا يوم الاثنين المقبل في حركة لن تتوقف لكي يعود منتظر الى أهله والى شعب العراق.
وأكد على التحركات الشعبية التي دعا اليها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة يوم الجمعة المقبل.
وقال: ان أجمل ما في هذا اللقاء وجود الناشطة الايرلندية كويف التي أمضت شهرين تشارك أهل غزة معاناتهم في وجه الحصار والتي وصلت بالأمس الى بيروت قبل أن تعود الى غزة وحينما علمت بهذا اللقاء قالت انها ستحضر لأن التضامن مع منتظر هو تضامن مع غزة وفلسطين والتضامن مع غزة وفلسطين هو تضامن مع العراق وأهله ومقاومته.
أضاف: لقد هددنا بوش وجماعته بأنهم سيحكمون بلادنا ببساطيرهم فجاءهم حذاء منتظر الزيدي ليرد لهم الكال كالين ويعلمهم أن شعب العراق لا يمكن إلا أن يكون شعبا حرا أبيا منتصرا على كل الأعداء.
وأكد أن قضية فلسطين والعراق هي قضية واحدة وهي قضية هذه الأمة وحريتها واستقلالها.
وحمل السلطات الاميركية والحكومة العراقية مسؤولية أي أذى يلحق بمنتظر الزيدي مطالبا بالافراج الفوري عنه.