حسن سلامة
في ظل حال الدوران الذي يميز الاستحقاقات الداخلية او ما يطلق عليها &laqascii117o;السلة الكاملة" التي تتضمن الانتخابات الرئاسية وقانون الانتخابات، دخل عليها مؤخراً ملف النفط والغاز، يبقى السوال الاول، هل يمكن ان تشهد البلاد انفراجات في الوضع الداخلي سواء على خلفية حوار اول اب، او حركة الاتصالات التي تحصل بين الحين والآخر داخلياً واقليمياً؟
وفق المعطيات لدى اكثر من مصدر سياسي فلا شيء متوقع ان ينتج عنه حوار 2 و3 و4 آب، ولا ما يحكى عن اتصالات غير معلنة تقوم بها بعض القيادات اللبنانية في اكثر من اتجاه وبالاخص نحو رئىس تيار المستقبل سعد الحريري فحتى زوار الرئيس نبيه بري ينقلون عنه مؤخراً انه غير متفائل حيال جلسات الحوار المنتظرة وهو يبدي استغرابه لمواقف بعض الاطراف بما يتعلق بالملفات الثلاثة التي يتوقع ان يتم طرحها في هذه الجلسات، وان كان رئيس المجلس سيدفع نحو وضع كل قيادات الحوار امام مسؤولياتهم حيال الفراغ في مؤسسات الدولة، ومخاطر استمرار هذا الفراغ، بعد ان بلغت الامور حافة الانهيار.
اذا، كيف ترى المصادر الاتجاهات حول الاستحقاقات الكبرى وما هي التوقعات في المرحلة القريبة؟
يبدو واضحاً ان ملف النفط والغاز عاد مجدداً الى دائرة الجمود، رغم توافق بري والعماد عون على تلزيم &laqascii117o;البلوكات" وتعيد المصادر عودة الامور الى نقطة الصفر الى اكثر من &laqascii117o;فيتو" ظهر مؤخراً حول الآليات التي تحيط بهذا الملف:
ـ &laqascii117o;الفيتو" الاول، عبر عنه الجانب الاميركي بعد دخول الجانب الروسي على الخط، فالديبلوماسية الاميركية عبر سفيرها في بيروت ابدت انزعاجها الشديد مما وصلت اليه المباحثات بين لبنان وروسيا بما يتعلق بالملف، ولذلك دفعت واشنطن نحو عرقلة اصدار المراسيم.
ـ &laqascii117o;الفيتو" الثاني، وهو بالاصل ليس بعيداً عن &laqascii117o;الفيتو" الاميركي، وهذا ما جرى تسريبه حول اعتراض رئىس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة ازاء اتفاق الرئيس بري والعماد عون بحيث ان السنيورة وجد نفسه خارج اللعبة، وقد ترجم اعتراض السنيورة، باعلان رئيس الحكومة تمام سلام ان ملف النفط يحتاج الى توافق كل الاطراف، وبالتالي لم يدع الى اجتماع اللجنة الوزارية المعنية، ولا هو بصدد طرح المراسيم امام مجلس الوزراء.
اما في موضوع رئاسة الجمهورية، فمسار الامور ليس احسن حالاً، وتشير المصادر الى ان العماد عون يلاحظ امام زواره ان الاتجاه حول هذا الملف اكثر ايجابية من المرحلة السابقة، وهذا الاعتقاد مرده الى امرين الاول ان بعض الاطراف التي كانت تعارض انتخابه سابقاً ابدت ليونة في الاسابيع الاخيرة كالنائب وليد جنبلاط، والامر الثاني ان الجميع سيصلون في وقت معين الى الاعتراف بحقيقة ما يمثله &laqascii117o;الجنرال" مسيحياً وبالتالي ان لا مناص من دعم هذا الترشيح.
الا ان المصادر لا تبدو متفائلة بامكان حصول تغيير في وقت قريب بموقف تيار المستقبل ازاء ترشيح عون، وما يعزز هذا الواقع الموقف المتشدد للسنيورة والذين يناصرونه داخل &laqascii117o;التيار الازرق" ضد ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح، فرئيس كتلة المستقبل - وفق المصادر - يدفع ليس فقط للحؤول دون تبني رئيس التيار سعد الحريري لترشيح عون، بل انه يدفع نحو منع عودة الاخير لرئاسة الحكومة، لان &laqascii117o;عينه" لا تزال على هذا الموقع، وهو بالتالي يراهن على حصول تغييرات اقليمية تعيده الى رئاسة الحكومة، وتقول المصادر ان الموقف السعودي يتقاطع كثيراً مع رهانات السنيورة، فالرياض لا تزال تضع اولا &laqascii117o;فيتو" على العماد عون، وهي ثانياً لم تقم بأي خطوة فعلية حتى الآن لاخراج الحريري من ازمته المالية.
اما بخصوص قانون الانتخابات، فلا شيء يوحي بامكان وصول حوار آب الى صيغة مختلفة عن قانون الستين، الامر الذي عبر الرئيس بري عنه ايضاً امام زواره بقوله &laqascii117o;اننا قد نعود الى قانون الستين في حال عدم الوصول الى صيغة جديدة، لان الانتخابات ستحصل في مواعيدها تحت كل الظروف".
وتوضح المصادر في هذا السياق ان كتل المستقبل والقوات واللقاء الديموقراطي لم يظهروا حتى اليوم اي ليونة في السير بقانون يناسب كل الاطراف وبخاصة كتلة المستقبل التي تصرّ على التمسك بالصيغ التي كانت اتفقت عليها &laqascii117o;القوات" و&laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" مع العلم ان الصيغة المذكورة جرى اعدادها على &laqascii117o;قياس" الاطراف الثلاثة من حيث توزيع النواب بين الاكثري والنسبي ومنها على سبيل المثال انتخاب نائبي دائرة صيدا على اساس الاكثري والمقعد السني في مرجعيون - حاصبياً على اساس النسبي.
من كل ذلك، ترى المصادر ان الفراغ القائم مرشح للاستمرار الى مزيد من الوقت، طالما ان لا تسويات على مستوى الملفات الاقليمية.
المصدر: جريدة الديار