دموع الاسمر
هل تتم المصالحة بين الرئيس سعد الحريري والوزير ريفي؟
اسئلة تطرحها الاوساط الطرابلسية في حمأة ما وصلت اليه العلاقات بين الرجلين، وفي ظل وصف هذا الفراق بانه سحابة صيف وتمضي، لكن المهم ان يحافظ الرجلين على العلاقة التي جمعتهما معا في اوج التوترات السياسية التي شهدها لبنان في السنوات العشر الاخيرة.
وترى اوساط طرابلسية ان لا عداوة سياسية الى الابد لذلك المطلوب من الاطراف المتنازعة الحفاظ على هدوئها وترك الايام معالجة ما خلفته نتائج الانتخابات البلدية الاخيرة بين الرجلين. وتعتبر ان ما جرى من مصالحات وتحالفات في طرابلس يبشر خيرا لانهاء الازمة الداخلية في تيار المستقبل خصوصا وان هذا الخلاف يولد خلافات لا تحمد عقباها في صفوف التيار الازرق بين مؤيد للحريري واخر لريفي.
ولفتت اوساط طرابلسية الى ان الخلاف بين الحريري والرئيس نجيب ميقاتي من جهة، وبين الحريري والوزير محمد الصفدي من جهة ثانية طوته التحالفات السياسية قبل الانتخابات البلدية على الرغم ان الخلاف استمر زهاء خمس سنوات واجه فيها ميقاتي اعنف التصريحات السياسية واتهامه بما اسموه «العمالة» لايران وسوريا الدولة، وخيانة نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة واعتبار ان وصوله الى الندوة البرلمانية حصل على اكتاف التيار الازرق، علما ان الاوساط الطرابلسية تؤكد انه في ذلك الحين لولا تحالف ميقاتي والصفدي مع الحريري ما كان ليكسب الحريري في تلك المعركة الانتخابية.
وترى الاوساط ان الخلاف بين الحريري وريفي يختلف في مضمونه عن الخلاف الذي حصل بين الحريري وميقاتي، فالرئيس ميقاتي واجه اعنف الحملات السياسية من قيادات الحريري مجتمعة، ولم توفر بحقه كل انواع الاتهامات على اشكالها، وبقي ميقاتي صامتا يتلقف هذا الهجوم برحابة صدر وعمل دؤوب تجاه ابناء مدينته، لذلك من الطبيعي ان يسارع الحريري الى مصالحة الرجل الذي لم يخطئ بحقه، بينما تعتبر الاوساط ان خلاف الحريري - ريفي بات عميقا وجذريا فريفي لم يوفر مناسبة الا وشن فيها هجوما عنيفا على التيار الازرق واعتباره انه خرج عن الثوابت بل واتهمه انه مد يده الى ما اسماهم «عملاء النظام السوري « وتحالف سياسيا معهم ليكسب الانتخابات البلدية، لذلك ترى الاوساط ان خلاف الحريري وميقاتي يختلف في الشكل والمضمون، فميقاتي لم يقف يوما في وجه الحريري ورد عليه ولم ينافسه في سحب انصاره بينما خلاف الحريري ـ ريفي يتكرس يوما بعد يوم خصوصا ان الاخير يرى فيه الحريري انه بنى مجده السياسي من خلال اثارة النعرات المذهبية والطائفية اضافة الى سحب اعداد لا يستهان بها من انصار الحريري وضمها الى شعبيته.
وتشير الاوساط الى ان ما تخبئه الايام القادمة من تحالفات سياسية يمكن ان تحدث تغييرا في المشهد الطرابلسي فالتحالف السياسي بين الحريري ـ ميقاتي ـ الصفدي ـ كرامي وكبارة ما يزال قائما حتى الساعة، بينما تحالف ريفي مع عم الوزير فيصل كرامي المهندس معن كرامي شهد اهتزازات مؤخرا نتيجة اعلان ريفي ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والذي بسببه واجه معن كرامي حملة غضب واسعة خصوصا وان مؤيدي ال كرامي يرفضون التقارب مع جعجع او التحالف مع مؤيديه.
بانتظار ما ستؤول اليه الايام المقبلة من الصراع الدائر بين الحريري وريفي يعيش المواطن الطرابلسي نكبة تلو الاخرى بسبب تراجع الخدمات الاجتماعية والصحية والاقتصادية حيث تعيش المدينة ازمة اجتماعية مقلقة نتيجة تزايد البطالة والفقر وغياب تقديم اي حلول تنقذ المدينة من نكبتها الاجتماعية.
المصدر: جريدة الديار