أخبار لبنان » مبادرة نصرالله تفتح الباب امام ضمانات الحريري

حسن سلامه

لا يستطيع اي فريق داخلي وبخاصة بما يسمى 14 آذار واستطراداً تيار المستقبل عدم النظر ايجابياً لما طرحه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته يوم السبت بذكرى انتصار حرب تموز من حيث الاستعداد للتعاطي بروح ايجابية مع مسألة رئيس الحكومة لما بعد الانتخابات النيابية في حال وافق الآخرون على دعم العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، حتى ولو سارع بعض الصقور في تيار المستقبل الى الاعتراض على ما اعتبروه &laqascii117o;شروط حزب الله".
وبغض النظر عن الردود السلبية من البعض على ما يمكن تسميته مبادرة للسيد نصرالله، فان ذلك &laqascii117o;فتح كوة" مهمة في جدار الازمة القائمة اليوم في البلاد، ولو ان المسألة قد تحتاج الى بعض الوقت للدخول في حوار مباشر او غير مباشر بين حزب الله والمستقبل حول ما يوصف بـ&laqascii117o;السلة" وتحديداً رئاستي الجمهورية والحكومة لان بعض الظروف الخاصة بتيار المستقبل عموماً ورئيسه سعد الحريري خصوصاً قد لا تكون ناضجة اليوم للدخول في مثل هذا البحث وتحديداً بما يتعلق بالموقف السعودي من هذه &laqascii117o;السلة".
لذلك، ما هي مصلحة الحريري في التجاوب مع مبادرة نصرالله، وما هي المواقع التي قد تدفعه الى عدم التجاوب معها؟
في معلومات مصادر سياسية مطلعة ان رئيس المستقبل اعرب اكثرمن مرة امام بعض الذين التقاهم في الاشهر الاخيرة مباشرة او مواربة عن رغبته بترؤس الحكومة التي ستشكل بعد انتخاب رئيس للجمهورية وان يستمر على رأس الحكومة لفترة طويلة، حتى ان هناك من يقول ان الحريري يرغب ببقائه على رأس الحكومة خلال السنوات الست من ولاية الرئيس المقبل للجمهورية.
الا ان مخاوف الحريري كانت دائماًانه اذا عاد ودعم ترشيح العماد عون، فلا شيء يضمن بقاءه على رأس الحكومة وهو عبّر اكثرمن مرة امام جهات خاصة معنية بالاستحقاق الرئاسي عن تخوفه من تكرار تجربة اقالته من الحكومة عندما قدم وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل والوزير عدنان السيد حسين في 12 كانون الثاني 2011،  استقالاتهم ولذلك جاءت مبادرة الامين العام لحزب الله لتفتح الطريق امام امرين رئيسيين:
- الأول: ان السيد نصرالله طرح محاولة ثلاثية في الحكم ان يكون العماد عون رئيساً للجمهورية والرئيس بري رئيساً لمجلس النواب (بحيث اسقط ايضاً محاولات فؤاد السنيورة لزرع الشقاق داخل الثنائي الشيعي أمل وحزب الله عندما رشح النائب محمد رعد لرئاسة المجلس) وسعد الحريري لرئاسة الحكومة.
- الثاني: ان اعلان نصرالله بأن الحزب سيكون منفتحاً وايجابياً حيال ما يتعلق برئاسة الحكومة بعد انتخاب الرئيس انه لن يصعّب الامور... معنى ذلك ان حزب الله على استعداد لبحث الضمانات التي يرغب بها الحريري، خصوصاً ان رئيس المستقبل يدرك ان &laqascii117o;الجنرال" لا يستطيع اعطاءه كل الضمانات التي يريدها الان الضمانة الاساس تبقى عند السيد نصرالله.
لذلك فالسؤال الآخر هل يقبل الحريري بما طرحه الامين العام لحزب الله، ام ان هناك موانع اخرى قد تحوّل دون ذلك؟
وفق المصادر السياسية فان حزب الله يرغب بان يكون الرد على المبادرة من جانب الحريري مباشرة ليس من بعض صقور المستقبل او حتى من كتلته النيابية، في ظل هيمنة فؤاد السنيورة ومن معه من &laqascii117o;رؤوس حامية" على قرار الكتلة.
فاذا رفض الحريري مبادرة نصرالله فمعنى ذلك، انه اقفل اي بحث داخلي حول الملف الرئاسي على الاقل في الفترة القريبة، واذا تعاطى معها بشكل موضوعي فذلك سيدفع النقاش الداخلي حول الملف الرئاسي وكذلك رئاسة الحكومة نحو الايجابية، وبالتالي سيشكل الموقف الايجابي من الحريري خطوة استثنائية تمهد لخرق جدار الازمة في هذين الملفين.
وانطلاقاً من ذلك، فالسؤال الاخير، اذا كان الحريري يرغب فعلياً في التجاوب مع الافكار التي طرحها السيد نصرالله، فهل هو قادر على ذلك؟
المصادر تجزم بان قرار الحريري سلباً او ايجاباً يتوقف على ما تريده السعودية، وما اذا كانت اصبحت مستعدة لتسهيل الحلول للاستحقاقات الكبرى في لبنان، مع العلم وفق المصادر ان الرياض لم تعد مهتمة كثيراً بالوضع اللبناني، وهذا الامر تظهره الاعداد الكبيرة من السعوديين الذين باعوا املاكهم في لبنان او انهم يعرضون ما يملكون للبيع.
ولذلك، فاذا كانت السعودية غير مهتمة كثيراً للوضع في لبنان وتعطي الاولوية للوضعين في سوريا واليمن، فهل هي جاهزة لتسهيل الحلول ام انها لا تزال تريد مقايضة الحل اللبناني باثمان في سوريا او اليمن؟ هذا السؤال ستجيب عنه الايام القليلة المقبلة، وان كانت المؤشرات تؤكد ان الرياض لا تزال تضع &laqascii117o;الفيتو" على وصول العمال عون الى رئاسة الجمهورية.
المصدر: جريدة الديار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد