ياسر الحريري
موقف الرئيس نبيه بري من الاستمرار في عقد جلسات الحكومة، ان غاب عنها وزراء التيار الوطني الحر، ووزراء حزب الله، لا يتناقض مع النهج الذي سار عليه رئيس مجلس النواب منذ بدء الازمة السياسية الرئاسي منها والحكومي والنيابي. كون الرئيس بري وبحسب مصادر نيابية، منذ البداية اخذ موقفاً واضحاً لجهة حضور جلسات انتخاب رئيس الجمهورية المؤجلة، او جلسات مجلس الوزراء، مما يعني انه لن يسير في عملية تعطيل مجلس الوزراء من مبدأ ان كل شئ في الدولة يجري تعطيله وهناك مصالح للناس ولا يجوز تعطيلها نتيجة الخلاف السياسي، او الخلاف على توجهات اقليمية ودولية.
زوار بري، يؤكدون ان الرجل عندما نصح، بعدم الاصغاء للخارج، او الرهان على المستجدات الاقليمية او الدولية، انما قدم نصيحة مجانية، والسبب واضح ان اي تسويات كبرى، بطبيعتها تحتاج الى وقت طويل، والجميع يرى الكباش الاميركي- الروسي من سوريا الى اوكرانيا، مما يعني ان الاصغاء للخارج، لن ينفع الداخل، بل يزيد التعقيد في اوضاعهم، لاسيما وفق ما يحلل الزوار ان البعض في الداخل اللبناني، يعيش ازمات سياسية ومالية واقتصادية، ولا مصلحة له، في انتظار الفرج من الخارج، اذا كان بأمكانه اتخاذ خطوات وطنية تساهم في الحلول السياسية الداخلية.
من هنا فأن بري، يحاول ان يجمع الناس والقوى على طاولة الحوار لاسباب وطنية بحته، اذ يكفي اللقاء لابقاء الساحة الداخلية هادئة، والناس تتعامل مع بعضها وتتعاطى مع بعضها، بعيدأ عن اي توترات طائفية او مذهبية، وهذا في مصلحة الجميع ان على الصعيد الاجتماعي او المعيشي، خصوصاً ان الضغط الاقتصادي كبير جداً على اللبنانيين.
في المقابل وفق مصادر قيادية في 8 اذار فان المشكلة تكمن في تيار المستقبل، اذ ثبت بما لا يعدو للشك انه غير قادر على اتخاذ القرارات الوطنية الحاسمة، وهو في حالة انتظار، كاملة لمجرى التوجهات الخارجية للسياسة السعودية، بعد ان عمد اهل الحل والعقد في المملكة الى تصفية مشاكله المالية والاقتصادية، مقابل تنازله عن الشركات التابعة له.
واشارت المصادر الى ان، هناك تيارات داخل تيار المستقبل، لم يعرف بعد اذا ما كانت مدعومة من خطوط وامراء واجهزة داخل المملكة، ام انها اي هذه التيارات - داخل تيار المستقبل، نتيجة طبيعية لضعف سعد الحريري على مستوى الساحة السنية، اذ هناك من يقول اليوم، ان نتائج الانتخابات البلدية في طرابلس، لم تكن صدفة، بل &laqascii117o; لعبة مدروسة&raqascii117o; من بعض اقطاب طرابلس الذين عمداً تراخوا، كي يفوز الوزير اللواء اشرف ريفي بهذه النتيجة البلدية، ليوجهوا صفعة سياسية مدوية الى تيار المستقبل، ومن خلاله الى كل من الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري.
بعض نواب &laqascii117o;تيار المستقبل &raqascii117o; يرتبكون في الاجابات عن هذه الاسئلة المنطقية ويقولون ان هناك متغيرات صحيح داخل التيار، لكن فريق الثامن من اذار، يحلل الامور على هواه احياناً بغية تسجيل مواقف على الحريري، الذي ما يزال الطرف الاقوى داخل الساحة السنية، ومن مصلحة الثامن من اذار وحزب الله بالتحديد، ان يبقى سعد الحريري، الطرف الاقوى المعتدل، كون البديل عنه غير معلوم الى هذه اللحظة، اذا ما كان سلفياً او متطرفاً، وهي امكانية قائمة، لكنها تطيح بالجميع.
ومن الاسرار التي يمكن ان يجري تناولها، في قضية الحريري، ورفض فريق السنيورة وغيره لمبادرة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في ان يكون العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية والرئيس سعد رئيساً، ان مبادة نصرالله، تساوي انهاء احلام البعض في الرئاسة الثالثة كما تقول مصادر 8 آذار، لذلك يعاندون، كونهم يعلمون ان القرار السعودي، لم يصدر بعد في ملف الرئاسة الاولى، وبأي اتجاه سيكون، كون المملكة تريد ولوج باب الحلول اللبنانية مع ملفات اخرى باتت تجد نفسها متورطة فيها، وتريد الخروج منها كالازمة اليمنية، وهذه هي حقيقة مشكلة لبنان اليوم، مع المملكة، التي تصارع اليوم، لاستعادة هيبتها في اكثر من مكان بعد ان فقدت دور الوسيط في معظم الساحات العربية، وباتت جزء اصيلاً من الازمات، وقد خسرت من رصيدها السياسي، حتى امام حلفائها في دول الخليج العربي.
المصدر: جريدة الديار