أحيا حزب الله وجمهور المقاومة الإسلامية ذكرى القادة الشهداء شيخ شهداء المقاومة الإسلامية الشيخ الشهيد راغب حرب وسيد الشهداء السيد الشهيد عباس الموسوي والقائد الجهاديا الكبير الشهيد الحاج عماد مغنية باحتفال حاشد وذلك في النبي شيث وجبشيت وطيردبا.
بعد آيات من القرآن الكريم والنشيد الوطني ونشيد حزب الله، تحدث الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، فتوجه إلى رسول الله (ص) وإلى اهل بيت العصمة وبالخصوص إلى بقية الله في الأرضين بالعزاء في ذكرى شهادة أمه الزهراء عليها السلام.
أتوجه بالتحية في الذكرى السنوية الـ 38 لانتصار الثورة الاسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني وإلى ىسماحة السيد القائد الإمام الخامنئي، وإلى شعب الجمهورية الاسلامية الذي يقف بكل قوة إلى جانب شعوبنا كما اجدد التبريك والتعزية لعائلة سيد شهداء المقاومة الإسلامية وعائلته.
دعا الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الجميع الى مقاربة واعية للتهديد الاسرائيلي للبنان، مؤكدًا أن "المقاومة قادرة أن تصل الى حاويات الأمونيا في حيفا مهما حاولت "اسرائيل" إخفاءها"، ونصح العدو الاسرائيلي بـ"تفكيك مفاعل ديمونا النووية وإفراغ خزانات الأمونيا"، موضحًا أن "السفينة التي تنقل الامونيا تمثل 5 قنابل نووية"، معتبرًا أن "إخلاء سلطات الاحتلال لتلك الحاويات في الآونة الأخيرة يعني أن العدو يثق بقدرة المقاومة"، وقال "بقدراتنا الذاتية نستطيع تحويل التهديد الى فرصة أي الى تهديد لـ"اسرائيل" ومستوطناتها".
وقال السيد نصر الله إن صورة حزب الله والمقاومة الاسلامية الحقيقية هي صورة السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد"، وأضاف "الشهداء هم سادة النصر على المشروع الاميركي التكفيري في سوريا والهادف لتدمير كل حركات المقاومة"، مؤكدًا "أننا نصرّ في كل سنة على إحياء مناسبة شهادة القادة لتعرف الأجيال الحالية والآتية من هم القادة الحقيقيون ذو الفضل وأصحاب التضحيات الجسام الذين نصرنا الله ببركة صدقهم وجهادهم وصبرهم".
وحيّا السيد نصر الله بالمناسبة "كل عوائل شهداء مقاومتنا ومسيرتنا وكل الجرحى والاسرى المحررين وكل أهالي المفقودين"، كما حيّا الجيشين اللبناني والسوري المرابطين في البرد والصقيع والثلج، ورجال المقاومة المجاهدين المرابطين في هذا الطقس العاصف.
وتابع السيد نصر الله "خلال الأشهر الماضية قرأنا الكثير من التحليلات الاسرائيلية التي تهوّل بشكل مستمر على لبنان وسيناريوهات هذه الحرب، وهذا الموقف الاسرائيلي يتطور من التهديد الاستراتيجي أو المركزي أو الأهمّ، وهذه السنة وضع الاسرائيلي حزب الله في المرتبة الأولى كتهديد للكيان الغاصب وإيران في المرتبة الثانية والمقاومة الفلسطينية، ويبدو أن هناك هدفًا اسرائيليًا للضغط على الشعب اللبناني وبالأخصّ بيئة المقاومة، وحتى لو كان الرئيس الأميريكي دونالد ترامب سيأذن لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أو سيشجعه على شنّ حرب ضد لبنان فهذا لا يخيفنا"، مشيرًا الى أن "الغطاء العربي الذي سمح لـ "اسرائيل" بشن حرب 2006 اليوم موجود أكثر من عام 2006، فهناك دول عربية حاضرة لتمويل حرب اسرائيلية على لبنان".
وأضاف سماحته: "اذا شعر العدو بأن المقاومة وبيئتها ضعفت فهذا سيشجع العدو على شن الحرب على لبنان"، مؤكدًا أن "السلاح الجوي لا يستطيع أن يحسم أية معركة على الرغم من تأثيره"، وأشار الى أن "هناك ما تغير في الوجدان الاسرائيلي وهو أن المقاومة لم تعد تقف وتقاتل في أرضها"، وأردف "يبنون الجدران في المناطق المهمة بالمعنى العسكري وهم أعلنوا عن وضع خطط لحماية المستوطنات وناوروا على هذه الخطط".
السيد نصر الله توجّه الى ضباط وقادة العدو بالقول: "مخطئون عندما تفترضون أن معلوماتكم كافية لشنّ حرب جديدة على لبنان، وستفاجؤون بما نخفيه، فما نخفيه سيغيّر مسار أيّة حرب أو حماقة تقدمون عليها".
من جهة ثانية، قال السيد نصر الله إن "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أزعجهم عندما تحدث في الجامعة العربية عن القدس وذكّرهم بمسؤولياتهم كعرب عن فلسطين والمقدسات، كما أزعجهم عندما تحدّث عن المقاومة"، مخاطبًا الفلسطينيين بالقول: "سقوط الأقنعة والمنافقين الذين كذبوا عليكم لعشرات السنين أمر مهمٌ"، داعيًا الشعب الفلسطيني الى عدم الاستسلام ومواصلة المقاومة والثقة بخيارها، معتبرًا أن "من أهمّ وأعظم أشكال المقاومة في فلسطين هي انتفاضة القدس والعمليات الفردية"، ولفت الى أن "المنطقة والعالم لن يبقيا هكذا وكل المنطقة تتغيّر وهناك مشاريع تتهاوى وتسقط".
وتابع سماحته "من قلب الفتن والمؤامرات تولد أجيال من المجاهدين والمقاومين الذي سيصنعون الانتصارات الحاسمة وسيغيرون وجه المنطقة.. كل ما يجري من حولنا ليست إرهاصات تصفية للقضية الفلسطينية، بل هي إرهاصات تصفية المنافقين الكاذبين على الشعب الفلسطيني"، مشدّدًا على أن "الأفق هو أفق أمل ومستقبل ولا يمكن لأحد أن ينهي القضية الفلسطينية".
الأمين العام لحزب الله تطرّق الى الأزمة البحرينية، فجزم أن "البحرين دولة محتلة وليست مستقلة خاصة أن هناك قوات سعودية قمعت الشعب البحريني"، واصفًا "قرار إعدام الشبان الـ 3 مؤخرًا بالقرار السعودي وليس البحريني"، ورأى أن "النجاة في البحرين تكمن في الإصغاء لمطالب الناس والمعالجة الجدية الحقيقية"، وقال "من يُراهن على تعب الشعب البحريني بعد 6 سنوات، فعليه أن يرى مشاهد الايام القليلة الماضية ويدرك بأن هذا الشعب لن يستسلم".
وتوقّف السيد نصر الله عند العدوان السعودي الأميريكي المستمرّ على اليمن، فأشار الى أن المعطيات الحسّية تؤكد أن "اسرائيل" شريكة في العدوان على اليمن، وأن الإمارات أيضًا مشاركة بشكل أساس في هذا العدوان، واعتبر أن "ما يجري في اليمن أسطورة ومعجزة حقيقة يصنعها الشعب اليمني"، وشدّد على أن "الشعب اليمني الذي يرفع شعار "هيهات منا الذلة" سينتصر دمه على السيف".
وقال السيد نصر الله "نحن الآن على بوابة الانتصار على المشروع الاميركي السعودي "الاسرائيلي" الذي اسمه "داعش"، ونحن باقون في مواجهة كل المشاريع التي تستهدف بلداننا وشعوبنا ومستقبلنا سواء اسمها "اسرائيل" أو "داعش" أو الجماعات التكفيرية نواجهها بلا تردّد وبلا وهن أو ضعف، ونحن على طريق الانتصار في هذه المواجهة"، وأردف "مسؤولون أميركيون تحدثوا عن أن "داعش" صناعة أميركية سعودية.. لا شك أن "داعش" سعودية المنشأ لمصلحة "اسرائيل"".
وأكد سماحته أن "السعودية التي صنعت "داعش" تتحمّل الى جانب الادارة الاميركية مسؤولية قتل مئات الآلاف من الشهداء في اليمن والعراق وليبيا ومصر"، جازمًا بأن "الهدف من صناعة "داعش" هو تدمير سوريا والعراق".
وفي الختام، توجّه السيد نصر الله للقادة الشهداء بالقول "سنُواصل دربكم ونحفظ وصيّتكم بدمائنا وفلذات أكبادنا".