يوم السبت، في الرابع والعشرين من الجاري تتوحد القنوات اللبنانية لأجل غزة، وتقدم لملايين المشاهدين اللبنانيين والعرب والغربيين يوماً يجمعهم حول قضية إنسانية، أخلاقية، قبل أن تكون سياسية، إيديولوجية. يُنتظر من الجماهير هذه، في المقابل، أن تقدم لأهل هذه القضية ولضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة تبرعات، تساهم في عودة الحياة إلى حياتهم.
ابتداء من صباح يوم السبت المقبل إذاً، "تقدم وسائل الإعلام اللبنانية برامج تضامنية مع غزة، تلبية لمبادرة "تلفزيون لبنان&laqascii117o;، بالتعاون مع الوكالة الوطنية للأنباء والإذاعة اللبنانية، نوجه عبرها رسالة قوية وواضحة نقول بمفادها أننا نشعر معهم، ونحن إلى جانبهم&laqascii117o;، كما أعلن وزير الإعلام طارق متري ظهر أمس، بعد اجتماعه مع رؤساء مجالس إدارة وممثلي وسائل الإعلام في لبنان، بحضور نقيبي الصحافة والمحررين ملحم كرم ومحمد بعلبكي.
كان مبشراً حضور ممثلين وصحافيين من معظم وسائل الإعلام المرئي من توجهات سياسية مختلفة، فحضر من الإعلام المرئي "أل بي سي&laqascii117o;، "الجديد&laqascii117o; ، "المستقبل&laqascii117o;، "المنار&laqascii117o;، "تلفزيون لبنان&laqascii117o;، والمسموع "صوت لبنان&laqascii117o;، "صوت المحبة&laqascii117o;، "إذاعة النور&laqascii117o;، "صوت الشعب&laqascii117o;، "صوت المشاريع&laqascii117o; والمكتوب "النهار&laqascii117o;، "السفير&laqascii117o;،"اللواء&laqascii117o;.
و لفت متري إلى أن "كل وسائل الإعلام اللبنانية أبدت تعاونها وحماستها لهذه الفكرة، مع العلم أنه لكل منها، حرية انتقاء طريقتها الخاصة وبرمجتها للتعبير عن تضامنها&laqascii117o;. ورفض متري فكرة "تأثير الخلفيات السياسية المختلفة لكل منها، على هذا اليوم، أو التوقف عند المصطلحات المتعارضة المستخدمة في وصف ما جرى، فالمهم هو روح هذا اليوم، والأهم التركيز على الجانب الإنساني، لأن هذا يوم للناس، وليس للسياسة ولا للسياسيين&laqascii117o;.
وشرح متري أنه "يمكن للمساهمين إرسال تبرعاتهم على الحساب المصرفي الذي أوجدته الحكومة اللبنانية في مصرف لبنان، وسيكون مفتوحا&laqascii117o;، لافتا إلى أن "ما سيُجمع في هذا اليوم، لن يُعيد بناء غزة، ولكن سيساهم في تأمين المساعدات الإنسانية والطبية في ظل فقدان الناس لمصادر دخلها ومنازلها&laqascii117o;.
في هذا اليوم، سيكون الهواء لأهل غزة، ولحاجاتهم ولكلام الناس، وهيئات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية والعربية والمحلية، والمغتربين والمقيمين... وبحسب دلال قنديل ياغي رئيسة تحرير الأخبار في "تلفزيون لبنان&laqascii117o;، أحد منسقي المبادرة، فإنه "يستطيع الناس خلال هذا اليوم، أن يقدموا تبرعات عينية فردية، عبر تبنيهم حالات يسمعون قصتها عبر الهواء المفتوح من غزة&laqascii117o;، لافتة إلى أنه "تتم بلورة الأفكار حول كيفية التعامل مع التبرعات العينية، ونقلها وتوزيعها&laqascii117o;. أما فيما يتعلق بالبرامج، "فلكل قناة حريتها التامة في اختيار ما تعرضه يوم السبت، والزاوية التي تتناول منها الموضوع، على أن يصب في الجانب الإنساني، وبإمكانها حتى أن تنقل مباشرة عن "تلفزيون لبنان&laqascii117o;، الذي سيبرمج خلال الأسبوع ما سيعرض&laqascii117o;. وتقول ياغي، أنه منذ إطلاق المبادرة "نجد أنها تكبر شيئا فشيئا ككرة الثلج، وكأن الناس احتاجوا إلى متنفس للتعبير عن رأيهم وعن دعمهم، ولا سيما باندفاع هيئات المجتمع المدني حيث لعب منسق لجنة متابعتها الدكتور كامل مهنا دوراً ديناميكياً في عملية التشبيك فيما بينها&laqascii117o;. بدوره يتحدث مهنا عن "أهمية هذه المبادرة، وقدرتها على خلق جو من التضامن مع غزة ما بعد العدوان عليها&laqascii117o;، مشددا على "تفاعل المجتمع المدني من اللحظة الأولى مع ما يجري&laqascii117o;.
ومن المعروف أنه لطالما نفذت الجهات الدولية والعالمية منذ سبعينيات القرن الماضي، أياماً إعلامية مفتوحة "تيلي تون&laqascii117o;، جمعت خـــلالها تبرعات، تخطت مئات عشرات ملايين الدولارات، لأهداف إنسانية بالدرجة الأولى. ولكن في لبنان تأتي أهمية هذه المبادرة بكونها تسمح لكل الناس على اختلافهم، بأن يكـــونوا شركاء فيها، من أي جهة كانوا أو أي سياسة أيدوا.
إذا، على مدى ساعات نهار السبت كلها، لابد أن يجد الناس غزة أمامهم. أو ربما علينا أن ننتظر لنرى مدى تحمّل وسائل الإعلام لمسؤوليتها في إنجاح هذا النهار... بعد أيام ثلاثة نعرف أكثر.