نظم المعهد العالي للعلوم السياسية والادارية في جامعة الروح القدس الكسليك محاضرة بعنوان 'وسائل الاعلام والانتخابات اوجه التشابه والاختلاف بين لبنان وفرنسا'، في اطار نشاطاته الاكاديمية وتجسيدا لدور الجامعة في بناء المجتمع ولاسيما في تعزيز روح المواطنية لدى الطلاب.
بداية، كلمة ترحيب ألقاها مدير المعهد الدكتور جورج اليحشوشي شدد فيها على دور الجامعة في رفع مستوى النقاش السياسي. وتطرق الى تأثير التسويق السياسي على خيار الناخب و'ضرورة عقلنة هذا الخيار'، مشيرا الى اهمية انتخابات ال 2009 مقارنة مع سابقتها و'الخيبة التي نتجت عنها'، مؤكدا ان 'المواطن هو صاحب الدور الاول في كسر هذه الحلقة المفرغة وبالتالي لا بد ان يعي قدرته في هذا المجال'.
وألقت امينة سر المعهد الدكتورة ميرنا ابو زيد كلمة عرفت فيها بالمحاضرين وموضوع المحاضرة التي وضعتها في اطار 'البحث العلمي حول دور وسائل الاعلام وموقعها في العملية السياسية بشكل عام لا سيما خلال المرحلة الانتخابية'، طارحة جدلية التأثير المتبادل بين وسائل الاعلام والسياسة والمنحى الاعلامي المتصاعد الذي تنحوه الحملات الانتخابية في لبنان والعالم 'حيث يطغى عامل الظهور الاعلامي شيئا فشيئا في اطار مسار التمثيل الشعبي'.
وتحدث مدير قسم الجدارة في الصحافة في المعهد الفرنسي للصحافة في جامعة باريس الثانية البروفيسور ريمي ريفيل عن تعاظم دور وسائل الاعلام في الحملات الانتخابية ولاسيما التلفزيون 'الذي يلعب دورا محوريا في هذا المجال كونه الوسيلة الاكثر انتشارا بين الجمهور'.
وحدد اربعة عوامل تقرر الانتخابات في فرنسا وهي: 'اولا، رجال السياسة الذين يهتمون كثيرا لاستطلاعات الرأي التي تقيس مستوى شعبيتهم، ثانيا وسائل الاعلام والصحافيين الذين يتصاعد نفوذهم ووزنهم في الحياة السياسية، ثالثا، المحليين ورابعا، الناخبين'، مشيرا الى 'المترددين منهم الذين يحددون خيارهم في اللحظة الاخيرة وهم الاكثر تأثرا بالحملات الاعلامية'.
ولفت الاستاذ الخبير في سوسيولوجيا الاعلام الى 'انتشار النمط الاميركي في التسويق السياسي في فرنسا'، طارحا الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مثالا.
وختم بالحديث عن الضوابط التي يضعها المجلس الاعلى للاعلام المرئي والمسموع في فرنسا والتي تهدف الى ضمان التوازن في الاعلام بين كافة التيارات السياسية وبين جميع المرشحين من الموالاة والمعارضة.
ثم تحدث كاتب افتتاحيات لوريان لوجور عيسى غريب عن تطور اساليب الدعاية السياسية في لبنان مشيرا بشكل خاص الى اهمية الصورة بالنسبة الى المرشح وكيف ان البعض يعمد الى تحسين تغيير صورته 'لملاقاة ما يطلبه الجمهور'، متوقفا بشكل خاص عند 'ظاهرة الهوس بالكليب وبالملصقات الاعلانية'.
وحدد عام 2005 'نقطة انطلاق للتسويق السياسي وللتعبئة السياسية عبر وسائل الاعلام'.
وأبدى اسفه 'لغياب الموضوعية عن وسائل الاعلام اللبنانية ايا كان نوعها'، منوها بمبادرة مراقبة العملية الانتخابية 'دون تعليق كبير امل على فعاليتها'.