أخبار لبنان » تقارير ومقالات مختارة حول إفلاس رجل الأعمال اللبناني صلاح عز الدين

ـ صحيفة 'السياسة' الكويتية:
أركان النظام السوري يطالبون 'حزب الله' بالتعويض عن أموالهم أودعوها لدى 'فقاسة المال' المفلس صلاح عز الدين
كشفت مصادر موثوقة وشديدة الخصوصية لـ'السياسة', أمس, أن مسؤولين سياسيين وعسكريين كباراً في النظام السوري خسروا مبالغ طائلة كانوا قد أودعوها لدى رجل الأعمال اللبناني المفلس صلاح عز الدين, وأنهم يحاولون الحصول على جزء من أموالهم من 'حزب الله', الذي تمكن من تحصيل نحو 17 مليون يورو من عز الدين بعد اعتقاله وقبل تسليمه إلى القضاء اللبناني.
وأكدت المصادر المقربة من دمشق ومن التحقيقات الجارية مع عز الدين, أن شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد ونجلي خاله رامي وحافظ مخلوف, ونائب الرئيس فاروق الشرع, واللواء محمد ناصيف, واللواء رستم غزالي, وعائلة اللواء الراحل غازي كنعان, إضافة إلى عدد من كبار ضباط الجيش والمخابرات, أودع كل منهم لدى عز الدين مبلغاً يقارب 200 ألف دولار (الحد الأدنى الذي كان يقبل تلقيه المفلس).
وأوضحت أن هؤلاء المسؤولين يحاولون الآن بالتشاور مع 'حزب الله' أن يحصلوا ولو على جزء من أموالهم التي أودعوها بعد توصية من أصدقائهم في الحزب, خاصة بعدما علمت دمشق أن 'حزب الله' استطاع تخليص ما يقارب 17 مليون يورو مما تبقى لدى عز الدين من أموال وأملاك قبيل تسليمه إلى الدولة اللبنانية.
وكشفت المصادر أن الرئيس السوري بشار الأسد أبدى غضبه الشديد لدى معرفته بإفلاس عز الدين والضرر الذي لحق بأركان نظامه, معربا عن اعتقاده بأن الإيرانيين كانوا يعلمون مسبقاً بإمكانية حدوث ذلك, لكنهم لم ينبهوا السوريين.
ولفتت إلى أن التحقيقات مستمرة لمعرفة الطريقة التي اتبعها عز الدين في تعامله مع الأموال المودعة لديه, وكيفية استطاعته خلال سنوات عدة جمع مبالغ طائلة, ودفع فوائد بنسبة عالية للمودعين, كاشفة أنه كان يدفع خلال السنوات الماضية, فوائد للمودعين من أموال مودعين جدد, وليس من الأرباح الحقيقية لمشاريعه وشركاته التي لم تكن لتغطي بأي شكل من الاشكال مثل هذه المبالغ.
وأوضحت المصادر القريبة من التحقيق أن الفوائد العالية وغير المنطقية كانت مخصصة لخدمة أهداف ثلاثة: إغراء المودعين بعدم سحب هذه الفوائد نقداً بل إضافتها الى ودائعهم لتشغيلها من جديد, وإقناعهم بزيادة ودائعهم بشكل كبير عن طريق بيع بيوتهم وممتلكاتهم, إضافة إلى نشر الشائعات حول الفوائد من أجل إقناع مودعين جدد بضخ المزيد من الأموال.
وبناء على ذلك, دأب عز الدين على تلميع صورته ودفع التبرعات بسخاء من أموال المودعين, من دون أن يدفع أي مبلغ من ماله الخاص, الأمر الذي تؤكده ثقة غالبية السكان به في جنوب لبنان, وتحديداً في مسقط رأسه معروب.
وفي هذا السياق, قال جميل فنيش وهو يجلس مع مجموعة من أبناء معروب في ساحة البلدة, لوكالة 'فرانس برس', أمس, انه أودع هو وأبناؤه مع عز الدين أكثر من مليون دولار ليوظفها في أعماله من دون أي ضمانة منه لأنه 'رجل ثقة وصاحب كف أبيض', مضيفاً 'كنا أحيانا نتقاضى الارباح عنه واحيانا اخرى نضيفها على المبلغ الاساسي', فيما تحدث علي أمين فنيش عن 'مصائب طالت العديد من الجنوبيين الشيعة', وقال 'أنا أحمل 'حزب الله' والدولة المسؤولية', متسائلاً 'أليسوا هم المسؤولين عن الناس? أين كانوا بينما كان الناس يهرولون من أجل توظيف اموالهم بطريقة غير قانونية?'.
إلى ذلك, يصف أبناء الجنوب الرجل الذي أطلقت عليه الصحف المحلية والعالمية اسم 'مادوف لبنان', بأنه 'فقاسة مال', حيث قال محمد وهو صاحب فرن على الحطب في العباسية 'كان فقاسة مال يأخذ القليل فيفقس مبالغ طائلة', فيما قال علي عز الدين, وهو صاحب محل هواتف خليوية في معروب, عن المفلس 'كان محسنا كبيرا لا يبخل على الفقير, يسدد الاقساط المدرسية وفواتير الادوية والمستشفيات للمحتاجين'.
وكشف أن شريك المفلس نائب رئيس المجلس البلدي في معروب يوسف فاعور, الذي أوقف بعد أيام على اعتقال عز الدين, هو عضو في 'حزب الله' وأن جزءاً كبيراً من الثقة التي كان يوليها الناس لعز الدين, مردها إلى أنه كان قريباً من الحزب ومن قياداته, علماً أن الشكوى القضائية الوحيدة حتى الآن في حق عز الدين تقدم بها النائب من 'حزب الله' حسين الحاج حسن وتتعلق بشيك بلا رصيد.
وصلاح عز الدين مولود في معروب في ,1962 وقد بدأ نجمه يلمع في اوساط الطائفة الشيعية منذ اكثر من عشرين سنة, عندما أنشأ 'حملة باب السلام للحج' التي كانت تنظم رحلات حج الى مكة المكرمة, ثم وسع دائرة أعماله لتشمل 'تجارة النفط والذهب والالماس والمعادن'.
وكانت تجارته تتم خارج لبنان 'بين إيران والجزائر والصين', وهو يملك ايضا 'دار الهادي للنشر' في الضاحية الجنوبية لبيروت, وقد ختمها القضاء بالشمع الاحمر بعد توقيفه 'حفاظاً على حقوق الناس'و


ـ صحيفة 'الشرق الأوسط'
عبد الرحمن الراشد:
المال أزمة حزب الله الحقيقية
صلاح عز الدين، رجل أعمال لبناني لم تعلن بعد رسميا رواية إفلاسه إلا أن شائعاتها هزت حزب الله أكثر مما فعلت حرب إسرائيل الماضية. مجرد رجل أعمال آخر من آلاف رجال الأعمال والمتعاملين في قطاع الاستثمار الذين سقطوا في زمن أسوأ أزمة مالية في العالم، لولا أنه يختلف عنهم بكونه &laqascii117o;رجل أعمال حزب الله"، حيث كان يقدم خدمات استثمارية لقيادات في الحزب ومنتسبيه. وبسبب التكتم عجزنا عن معرفة كل القصة، إن كانت بالفعل تعثرا ماليا بريئا كما شاع اليوم أم أنها عملية استخباراتية، الإسرائيليون وراءها.
الاستهدافات المالية ليست جديدة، فالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عاش حياة مشابهة لحزب الله اليوم. كان يتلقى من السعوديين مبالغ طائلة في الثمانينات ينفقها سرا لكن تعقدت أموره، تحديدا بعد خروجه من بيروت في عام 82، حيث خسر أيضا قواعده المصرفية، ولم يعد سهلا عليه إيداع مئات الملايين في حسابات بنكية. من أجل إخفائها، وتنشيطها، اضطر إلى الاستعانة بأطراف بعيدة واستثمارات فاشلة، مثل الزراعة في أفريقيا التي تبخر أكثرها.
حزب الله، مثل منظمة التحرير الفلسطينية سابقا، مضطر إلى السرية، ويخلط أمواله بين الإنفاق على التعليم والتطبيب وشراء الأسلحة والعمليات السرية الخارجية. يظن أن دمجها يسهل عليه الاختفاء تحت نشاطات شرعية ومبررة، لكنه في الحقيقة جعل كل أمواله ونشاطاته تحت المراقبة والمؤامرة. ولا بد أن أمواله السرية قد اخترقت بصورة ما حتى تصاب بمثل هذه النكسة. ولنتذكر أن عداوات حزب الله تزايدت عربيا ودوليا ولم تعد محصورة في إسرائيل، وورط نفسه في معارك مع حكومات لم يكن على عداء معها أصلا. لكن أليس من سياسة الحزب توظيف قدراته الوحيدة المشهور بها، العسكرية، لصالح أطراف أخرى؟ زادت مداخيله، لكن في الوقت نفسه كبرت اللعبة عليه، وضيق على نفسه، وصارت أذرعه الاستثمارية ومحطته التلفزيونية وجمعياته الخيرية مستهدفة في سلة واحدة مع أجهزته الأمنية.
حزب الله ليس منظمة صغيرة سهل الاختفاء والحركة، كما كان أبو نضال مثلا مع بضع مئات من أتباعه، بل دولة متكاملة بما تعنيه من خدمات ونشاطات وشعب يعيش عليه لا يقل عدده عن ربع مليون إنسان. معضلة الحزب الرئيسية ليست خوض الحرب أو تجنيد الأتباع فهذه أسهل واجباته، بل أصعبها تأمين الموارد المالية. فهو مسؤول عن خبز أفراده وعائلاتهم وتطبيبهم وتعليمهم، ولا يملك مصادر مالية، غير الوقفية، أو التبرعات الدينية، والمعونة المالية الإيرانية التي تشكل الرقم الأساسي. وحتى هذه مهددة بسبب الأزمة في إيران، فالإيرانيون يتحدثون علانية عن تذمرهم من تمويل حزب الله وحماس وبقية العرب في المنطقة في وقت يعيشون هم أنفسهم في ضائقة مالية.
فضيحة إفلاس عز الدين فتحت الباب واسعا للسؤال المشروع أين هي أموال حزب الله، وكيف تنفق، ومن منح القيادات ملايين الدولارات؟ ولأن الحزب ليس شفافا سيبقى محل الشك والشائعات.
منذ انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان وحزب الله يرفض التحول إلى مؤسسة مدنية منفتحة وإنمائية محلية. يطالب منذ عقد بنزع سلاحه لأنه لم تعد هناك أرض محتلة، والإسرائيليون مستعدون الليلة لإعادة مزارع شبعا إذا تخلى عن سلاحه. لا يريد ذلك لأنه يظن أن قيمته في سلاحه، يستخدم سلاحه من أجل النفوذ السياسي والتكسب المالي من قبل الممول الإيراني الذي يريد إبقاء لبنان ورقة مساومة لمصالحه، لكن ألا يرى الحزب تجارب دول أوروبا الشرقية التي كانت تمارس الدور نفسه حتى استهلكت وانهارت من الداخل؟
حزب الله يعيش في ثلاث دوائر صارت تضيق عليه. الدائرة الأولى العربية التي فقد فيها شعبيته منذ أن استخدم مخلبا لضرب السنة في بيروت، ثم جرب لضرب المصريين. والثانية محيطه الشيعي اللبناني الذي تسببت سياسته في دمار بيوته، ومل الإنسان الشيعي من حالة العسكرة المستمرة باسم مزارع محتلة. وآخر الدوائر التي ضاقت عليه حلقة الحزب نفسه، فهي صدمت باغتيال أكثر قياداته شعبية عماد مغنية، واليوم صدمتها شبهات فساد في روايات إفلاس عز الدين ولم يحاسب أحد، باستثناء اتهام إسرائيل بأنها وراء ما حدث، وهو أمر محتمل جدا، لكنه لن يعفي حزب الله من الإجابة عن أسئلة الناس العاديين الفقراء الذين وضعوا أموالهم وأولادهم في خدمة القيادة الغنية جدا.


ـ صحيفة 'السفير'
جعفر العطار:
عن أموال المفلسين في قضية عز الدين: الناس يحللون.. الناس يتفاعلون
لا شك في أن قضية إفلاس رجل الأعمال اللبناني صلاح عزالدين ما زالت فصولها تتوالى وذيولها تتفرّع لتطال شريحة كبيرة من اللبنانيين. ولا شك أيضاً في أن خبر الإفلاس أتى بمثابة زلزال بالنسبة إلى كثيرين. لكن، من هم هؤلاء؟ للإجابة، يكفي أن تجول في شوارع الضاحية أو تشارك أحدهم سهرات ما بعد الإفطار، إذ أن أحداً لا يحبّذ الحديث عن الموضوع وهو صائم.
الزمان: قبيل حديث السيد حسن نصرالله المتلفز حيث عمل على دحض الشائعات التي تطال بعض قياديي حزب الله.
المكان: الضاحية الجنوبية.
المستهدفون (بالسؤال): عامة الناس، بشكل خاص أولئك الفقراء.
لا تحتاج إلى أي مساعدة لاستنباط حركات الوجه التي غالباً ما تبدأ بابتسامة لتنتهي بهزّة رأس خفيفة عقب السؤال الروتيني: &laqascii117o;دخلك، مظبوط إنه فلان خسر كذا مليون دولار؟". أما الغريب هنا فأسلوب طرح السؤال، إذ يبدو وكأن سائله يعرف أو يتمنى ضمناً أن يكون الجواب: &laqascii117o;إيه إيه. مظبوط. أنا سمعت هيك". وفي الحالات &laqascii117o;الأجمل": &laqascii117o;لك له! أكتر من هيك يا زلمي!"... فترتخي عضلات الوجه وتعود الابتسامة.
من يطرح السؤال لا يشمت ـ والعياذ بالله ـ بفلان، مع الإشارة إلى أن فلاناً ليس من أولئك الميسورين جهراً. وللتوضيح، فلان ليس &laqascii117o;مدنياً". ومكانته، أياً تكن، لا تخوّله جمع مبالغ طائلة.
وبقي السؤال مطروحاً منذ نشر خبر إفلاس عزالدين في الإعلام إلى ما قبل كلمة &laqascii117o;السيّد" المتلفزة. حتى أن المرء راح يسأل عن عزالدين عوضاً عن السؤال حول آخر مستجدات الحكومة المعتزم تشكيلها ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري.
ويتغيّر السؤال. فتنخفض أسهم &laqascii117o;هل ما قام به عزالدين احتيالياً أم أنه خطأ تقني؟" في بورصة عزالدين اليومية. وتتكثف بطريقة واضحة وجامعة الأسئلة الرامية حول هوية المودعين: &laqascii117o;النائب الفلاني، من أين له هذا؟". ويتغيّر مضمون السؤال. لم يعد مطروحاً إن كان فلان مودعاً أم لا. والتعليق: &laqascii117o;العمى! لكنني علمت من علتان بأن المبلغ أكبر بكثير". ويبقى السؤال في حين تبرز التمنيات الضمنية. لكن، ماذا عن انقطاع التيار الكهربائي؟ &laqascii117o;عليك العوض!". فقد انضمت الهجمات العنيفة على وزارة الطاقة إلى لائحة التأليف الحكومي اليومية، ليستعاض عنهما بقضية عزالدين. &laqascii117o;هل تكون اسرائيل هي التي خططت للأمر؟ رصدت تحركاته (عزالدين) المالية و"بوووم!". طرح بعضهم هذا السؤال، لكنه سرعان ما أسقط. لماذا؟ لأن ذيول القضية تبلورت من جهة ولأن الناس لم تعد لتكترث، في الزمن الأول للأزمة، لتساؤلات على مثال كيف ولماذا، بقدر ما كان &laqascii117o;الرصد" مصوّباً بوجه المودعين &laqascii117o;الخفافيش". تضامن الجمهور مع المودعين الصغار، لا بل حزنوا لأجهلم. لكن لماذا لم تحمل هذه المشاعر نفسها الى قلوب الآخرين، أي أولئك &laqascii117o;الخفافيش؟". هؤلاء الدراويش والبسطاء فرحوا لأنهم كانوا على يقين بأن فلاناً لا يستأهل البذخ والمال إذ هو ينسى من حوله. وضعه الاجتماعي يفرض عليه أن يكون متوسط الحال. كما أنه متعال. لكنه كان بسيطاً. الدنيا غيّرته. أما الآن، يا ليته يعود إلى سابق عهده. غريبة كانت ردود الفعل التي سجّلت وبشكل خاص في الضاحية عقب خبر إفلاس عزالدين. فهناك حالة اجتماعية مغمورة استغلت زلزالاً مالياً لتثأر من المجهولين. فجّرت ما عندها وهي تحاول طمس حقيقة أن جوهرها طيّب.وأطلّ الأمين العام لحزب الله في كلمته المتلفزة أمام الهيئات النسائية. تحدث عن قضية عزالدين باقتضاب. حاول دحض الشائعات ولفت إلى أن &laqascii117o;مسؤولي الحزب لم ولن يكون عندهم هذه الأموال الطائلة" التي يجري الحديث حولها. قال &laqascii117o;السيّد" ما عنده فعدّل الناس بعض تساؤلاتهم. أما بورصة الحديث عن &laqascii117o;فلان" فسجّلت انخفاضاً في بعض النقاط. &laqascii117o;كيف أفلس عزالدين؟". هذا السؤال، خصوصاً بعدما تم نقل الأخير الى النيابة العامة، سوف ترتفع أسهمه في بورصة رجل الأعمال اليومية عوضاً عن الأسئلة &laqascii117o;الفلانية" التي قد تتلاشى نهائياً بعد فترة وجيزة عندما يصدر &laqascii117o;حزب الله" بيانه التوضيحي حول القضية.


ـ صحيفة 'إيلاف':
التحقيقات ذاهبة باتجاه الادعاء على عز الدين بالإفلاس الاحتيالي
بيروت ـ أشارت مصادر متابعة للتحقيق في قضية إفلاس رجل الأعمال صلاح عز الدين ان يوسف فاعور أحيل بدوره مع الملف على النيابة العامة المالية، إضافة الى كل من يظهره التحقيق لاحقاً. وأشارت المصادر لصحيفة السفير اللبنانية الى ان أجواء التحقيق الأولي تؤشر الى ان الأمور ذاهبة في اتجاه الادعاء على صلاح عز الدين بالإفلاس الاحتيالي، وذلك بالارتكاز على جملة مؤشرات: عدم وجود محاسبين او دفاتر محاسبة لدى عز الدين، عدم تبيان مصدر ضياع الأموال، واقتصار أقواله في معرض تبرير ضياعها على خسارته في مشروع تجاري، او في صفقة معينة، وذلك في ظل عدم وجود اي بيانات موثقة تثبت القيام بمثل هذه المشاريع. كما يفتقر رجل الأعمال الذي يدير كتلة نقدية كبيرة تبلغ قيمتها حوالي 450 مليون دولار، الى محاضر جمعيات عمومية، وموازنات سنوية لتحديد الإرباح والخسائر.
وتخلص المصادر الى ان العناصر الجرمية المنصوص عليها في قانون العقوبات الرقم 689 تنطبق حتى اليوم على قضية عز الدين. إلا ان مصادر متابعة للقضية تحصي عدد شركاته في لبنان بتسع شركات، واحدة في بيروت، وثمان في بعبدا، علماً بأن &laqascii117o;مؤسسة &laqascii117o;عبر الخليج للتجارة والصناعة" في حارة حريك، هي الشركة الأساسية التي كان يعتمدها في أعماله، ويقدم باسمها شيكات للغير. وهي الشركة التي يطلق عليه بموجبها صفة &laqascii117o;التاجر" الرسمية، والتي من خلالها يمكن إصدار حكم الإفلاس عليه.
وتشير المصادر الى ان العدد النهائي للمستثمرين لم يتم تحديده بعد، ولاسيما انه اتضح ان اكثر من مجموعة من المستثمرين كانت تضع أموالها باسم احد أفرادها. وبالتالي فان مستثمرا واحدا يختصر في هذه الحالة عددا من المستثمرين، الذين يعدون بالمئات.
وفيما استغرق البت بقضايا مماثلة سنوات عدة، تتوقع المصادر ان ينجز التحقيق لدى قاضي التحقيق الاولي في بعبدا خلال أسابيع قليلة، نظراً لوجود خيوط واضحة في القضية، وتشير الى ان المتضررين لم يعد بامكانهم رفع دعاوى أمام النيابة العامة، إنما بحسب مآل القضية القانوني، صار بإمكانهم رفع شكاوى مباشرة أمام قاضي التحقيق الأول في بعبدا، على ان يصدر بعد ذلك القرار الظني بحق عز الدين، وفي حال ثبت ان إفلاسه كان احتياليا، فهو يعد بحسب القانون بمثابة جناية، ويحال عز الدين عندها على الهيئة الاتهامية، ومن ثم على محكمة الجنايات


- 'أ ف ب'
ريتا ضو:
صلاح عز الدين 'صاحب الكف الأبيض' الذي تبخرت أمواله وأموال مودعيه
معروب (لبنان)  ـ  أودع جميل فنيش وأبناؤه 'الحاج صلاح' اكثر من مليون دولار ليوظفها في اعماله بدون اي ضمانة منه اذ انه 'رجل ثقة وصاحب كف ابيض' على حد قول جميل الذي يكاد لا يصدق خبر افلاس صلاح عز الدين وتبخر الأموال.  ويقول جميل الذي يجلس مع مجموعة من أبناء البلدة اذهلهم نبأ افلاسه ايضا، امام متجر صغير في ساحة معروب لوكالة فرانس برس ان 'المبلغ الاساسي الذي اودعناه الحاج صلاح عبر وسيط يفوق المليون دولار'. ويوضح جميل 'كنا احيانا نتقاضى الإرباح عنه واحيانا اخرى نضيفها على المبلغ الاساسي'.  ويعيش فنيش (65 عاما) وهو اب لاحد عشر ابنا وابنة وجد ل25 حفيدا، مع القسم الاكبر من افراد عائلته الكبيرة، في كندا حيث يقومون باعمال تجارية ويملكون مرآبا لتصليح السيارات. وهذه السنة، تنتهي عطلته في لبنان على غير ما يشتهي. ويقول 'لا نملك سندا بالمبلغ ولا ايصالا. اكتفى الوسيط بان دون على دفتره رقم المبلغ الذي اخذه منا'. والرجل الذي اطلقت عليه الصحف المحلية والعالمية اسم 'مادوف لبنان'، يصفه ابناء الجنوب بانه 'فقاسة مال' حسبما يؤكد محمد، صاحب فرن على الحطب في العباسية. ويقول محمد ضاحكا 'كان فقاسة مال يأخذ القليل فيفقس مبالغ طائلة'.
فيلا صلاح عز الدين المقفلة في معروب يلفها الصمت والناطور اختفى منذ ايام، وكأن سكانها غادروها على عجل فلم يجدوا الوقت لتأمين مأوى لفرس وحصان يتنقلان بكسل في الفناء الخلفي للمنزل ولعدد من فراخ البط والدجاج.  وصلاح عز الدين مولود في معروب في 1962. وقد بدأ نجمه يلمع في اوساط الطائفة الشيعية منذ اكثر من عشرين سنة عندما انشأ 'حملة باب السلام للحج' التي كانت تنظم رحلات حج الى مكة المكرمة.  بعد ذلك، وسع دائرة اعماله لتشمل 'تجارة النفط والذهب والالماس والمعادن'، كما يجمع فنيش واصدقاؤه. وكانت تجارته تتم خارج لبنان 'بين ايران والجزائر والصين'. وهو يملك ايضا 'دار الهادي للنشر' في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقد ختمها القضاء بالشمع الاحمر بعد توقيفه 'حفاظا على حقوق الناس'. ويقول علي عز الدين، صاحب محل هواتف خليوية في معروب، 'كان محسنا كبيرا لا يبخل على الفقير. يسدد الاقساط المدرسية وفواتير الادوية والمستشفيات للمحتاجين'.  حجم اعماله وصيته الحسن جعلا الناس يهرعون اليه لإيداع أموالهم مقابل وعود بإرباح كبيرة. ويقول جميل 'لقد خسر مرة في تجارة الحديد، فدفع لنا خمسة في المائة ارباحا، عوضا عن عشرين او 25% او اكثر'. ويتحدث علي أمين فنيش (67 عاما) الجالس قربه عن 'مصائب طالت العديد من الجنوبيين الشيعة'. ويقول 'انا احمل حزب الله والدولة المسؤولية. أليسوا هم المسؤولين عن الناس؟ اين كانوا بينما كان الناس يهرولون من اجل توظيف أموالهم بطريقة غير قانونية؟'.  ونفى الحزب على لسان أمينه العام حسن نصر الله الأسبوع الماضي أي علاقة له بصلاح عز الدين، ولو انه اقر بان عددا من كوادره أودعوا ملايين الدولارات مع الرجل. أوقف عز الدين قبل أسبوعين. وقال مسؤول مصرفي وكالة فرانس برس أن هناك اتجاها لتوجيه له تهمة 'الإفلاس الاحتيالي' إليه.  وبعد أيام، أوقف 'شريكه' يوسف فاعور نائب رئيس المجلس البلدي في معروب. ويؤكد علي عز الدين ان فاعور عضو في حزب الله وان جزءا كبيرا من الثقة التي كان يوليها الناس لعز الدين مردها انه كان قريبا من الحزب ومن قياداته. والشكوى القضائية الوحيدة حتى الآن في حق عز الدين تقدم بها النائب من حزب الله حسين الحاج حسن وتتعلق بشيك بلا رصيد. ويتريث الناس في اللجوء الى القضاء. بعضهم يهمس رافضا الكشف عن هويته الكاملة 'انه لا يريد التورط مع الحزب' مثل علي العائد منذ وقت قصير من بلد أفريقي. ويقول 'جمعت هناك مبلغ مئة ألف دولار وأودعته مع عز الدين على أمل ان احصل أرباحا كبيرة وأؤسس تجارة هنا. لم اعد املك شيئا ولا حل ألا بالعودة الى إفريقيا'.   وبعضهم لا يريد الدخول في تفاصيل ثروته مثل تلك السيدة من آل شور في طورا التي تقول 'اذا كان لنا نصيب في المال يعود'. ثم تقر ان المبلغ 'اقل من مليون دولار'. الا أن مسؤولا في مصرف في جنوب لبنان يتوقع ارتفاع عدد الشكاوى مع اتضاح سير التحقيقات. ويقول 'حتى الآن، أودع زبائن في حساباتهم في مصرفنا حوالي عشرين شيكا مرتجعا صادرة عن مؤسسة عبر الخليج للتجارة والصناعة التي يملكها عز الدين'، موضحا ان الحد الأدنى لقيمة الشيكات هو مئتا ألف دولار.   سكان معروب اعتادوا زيارات الصحافيين يدلونهم على المشاريع التي مولها 'الحاج صلاح' وبينها 'ملعب معروب البلدي، ستاد شهداء المقاومة والتحرير' والحسينية في ساحة البلدة وحسينية أخرى على بعد عشرات الأمتار. وتأتي الشائعات لتزيد من حجم الإثارة... الحاجة أم بلال (46 عاما) تبيع الخبز الصاج منذ 13 عاما لتقتات مع عائلتها. يقال انها وضعت مدخراتها مع 'الحاج صلاح'، لكنها تنفي. وتقول 'انا متعبة ومجروحة منذ وقعت هذه الشدة على الحاج'.  وتضيف 'انه إنسان طاهر. دفع لي 400 الف دولار لتجديد الفرن، ودفع كل أقساط ابني في المدرسة الداخلية. هذه مؤامرة عليه من إسرائيل'.
بعد إفلاس رجل الأعمال صلاح عز الدين وتردداته الشعبية:
جهود مكثّفة من حزب الله لحماية &laqascii117o;مجتمع المقاومة"
طرحت قضية افلاس رجل الأعمال الحاج صلاح عز الدين (المقرب من حزب الله) الكثير من علامات الاستفهام والأسئلة عن اسباب الافلاس وابعاده وانعكاساته السلبية على الحزب والمجتمع والمقاومة، وخصوصاً ان قيمة الخسائر التي تعرض لها عز الدين تتراوح (ما بين 500 مليون دولار والى اكثر من مليار دولار)، وان عدد المتضررين الذين خسروا اموالهم بسبب افلاسه يبلغ المئات ومعظمهم من أبناء الجنوب والضاحية الجنوبية اضافة الى بعض رجال الاعمال الخليجيين والمغتربين في افريقيا.
ولم يعد خافياً ان عز الدين (صاحب دار الهادي ومؤسسات اخرى) كان مقرباً من الحزب وعلى علاقة وثيقة بالعديد من قياداته ومسؤوليه، والدار التي كان يملكها كانت تتولى طباعة كتب معظم قيادات ونواب وعلماء حزب الله، مع انه لم يكن منتسباً تنظيمياً الى الحزب. كذلك فإنّ بعض الذين وضعوا اموالهم معه او تعاملوا معه لهم صلة بالحزب كالنائب حسين الحاج حسن الذي تقدم بشكوى على عز الدين بجرم الاحتيال واعطاء شيكات بدون رصيد.  وقد حرص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على الحديث شخصياً عن هذه المشكلة ونفي علاقة الحزب بما حصل وحرص الحزب على مساعدة القضاء اللبناني لمعالجة هذه المشكلة، ما يعني خطورة ما حصل والانعكاسات السلبية لهذه الأزمة على البيئة التي يتحرك فيها حزب الله ومقاومته.
وقد وصف بعض المراقبين هذه الكارثة &laqascii117o;بعدوان تموز" جديد نظراً للخسائر المالية الضخمة ولتضرر مئات المواطنين من جرائها.  فما هي اسباب هذه الكارثة المالية؟ وما هي انعكاساتها السلبية على &laqascii117o;المجتمع المقاوم"؟ وكيف تحرك حزب الله لمواجهة هذه الكارثة والحدّ من اضرارها المستقبلية؟
أسباب الكارثة وانعكاساتها   
بداية من هو الحاج صلاح عز الدين؟ وما هي اسباب الكارثة وانعكاساتها؟
الحاج صلاح عز الدين من الشباب المتدين الذين واكبوا العمل الإسلامي منذ أوائل الثمانينيات وكان من ضمن اجواء &laqascii117o;لجان العمل الإسلامي" التي اشرف عليها الحاج جعفر شعيب (الذي كان من مؤيدي الثورة الإسلامية في ايران) وعمل عز الدين بداية ناظراً في مدرسة النجاح في الشياح التي كان يشرف عليها جعفر شعيب، ثم انتقل للعمل في اطار حملات الحج وأسس مع عدد من الحجاج المتدينين &laqascii117o;حملة السلام" لكنه عاد وانفصل عنها ليؤسس &laqascii117o;حملة باب السلام"، و&laqascii117o;دار الهادي". ثم بدأ اعماله التجارية في البترول والحديد، لينطلق لاحقاً للعمل في البورصة. ومعروف عنه تدينه وحبه لعمل الخير وصدقه وعلاقاته الجيدة مع كل الأوساط الإسلامية وخصوصاً على صعيد حزب الله.  ويبدو ان نجاحه في الاعمال التجارية دفعه لتوسعة العمل، ما جذب اليه &laqascii117o;المستثمرين الكبار والصغار" الذين كانوا يودعونه الأموال مقابل ارباح جيدة (ما بين 20 -40٪)، وساهم في جذب المسثمرين اليه سمعته الجيدة وما يقوم به من اعمال الخير وقربه من اجواء حزب الله.   لكن منذ نحو سنة، بسبب الأزمة المالية العالمية وتراجع اسعار الحديد، تعرض عز الدين لخسارة كبرى (حوالى مئة وخمسين مليون دولار) حسب بعض المصادر، لكنه بدلاً من معالجة هذه الخسارة عمد لتوسيع الاعمال وجذب المزيد من الأموال مقابل رفع نسبة الأرباح، ما أوقعه لاحقاً بالخسارة الكبرى التي لم تتحدد قيمتها نهائياً (والتي تتراوح بين 500 مليون ومليار دولار) والمشكلة ان عز الدين لا يملك اصولاً عينية كبيرة لتغطية الخسارة او قسم منها.  وهذه الكارثة سبق ان تكررت في لبنان وبعض الدول العربية والإسلامية، وتعرضت بعض الشركات والمؤسسات الاستثمارية الإسلامية او العاملة في البيئة الإسلامية لخسائر كبرى، وان كانت مشكلة عزب الدين ان الخسائر التي مني بها كبيرة وتطال مئات المواطنين. كما ان علاقاته الجيدة بحزب الله والمقاومة وكون الكثير من الذين اودعوا اموالهم عنده قريبين من الحزب او ينشطون في بيئته، كل ذلك اثار علامات استفهام كبيرة حول هذه الكارثة وانعكاساتها السلبية على الحزب والمقاومة، ما دفع بالسيد نصر الله الى نفي علاقة الحزب بما جرى والعمل لتطويق الاثار السلبية وتسليم عز الدين للقضاء اللبناني وفتح نقاش موسع داخل مؤسسات الحزب حول ما جرى.
المعالجة والنقاشات الداخلية
لقد حرص حزب الله منذ معرفته بالخسائر الكبرى للحاج صلاح عز الدين على تسليمه للقضاء اللبناني مع ما بقي لديه من اموال، وحاول معالجة ما امكن من آثار سلبية لما حصل، لكن  ضخامة الكارثة وما نشر حولها من تقارير وما أثير من علاقة للحزب ومسؤوليه بعز الدين والأضرار التي انعكست على صورة الحزب والمقاومة، كل ذلك دفع السيد نصر الله لعقد لقاء خاص مع كوادر الحزب وشرح ابعاد ما جرى، كما تحدث نصر الله عن الأزمة خلال الافطار الذي اقامته هيئة دعم المقاومة الإسلامية للاخوات مساء الثلاثاء في 7 أيلول، ووعد نصر الله بإصدار بيان مفصل عن الأزمة.  ولقد اثارت هذه الكارثة نقاشات كبيرة علنية وداخلية حول اسبابها وحول بعض مظاهر الترف والرفاهية في الأجواء القريبة من حزب الله، مما قد يكون له مخاطر كبيرة على المقاومة ومستقبلها. وكل ذلك ساهم في دفع القيادات الإسلامية والمسؤولين في الحزب للدعوة لإعادة النظر بما يجري في الأوساط القريبة من المقاومة وحزب الله وعدم السماح بتغطية اية مؤسسة او أية شخصية تقوم بأنشطة مالية او اجتماعية تتعارض مع الاخلاق والقواعد التي بُني عيها حزب الله او التي تخالف النظام العام او التي لا تقوم على أسس سليمة ادارياً ومالياً، وخصوصاً ان الواقع الإسلامي تعرض منذ عدة سنوات لعدة كوارث مالية مشابهة من قبل شركات وأشخاص يقومون بتشغيل اموال الناس مقابل فوائد عالية، ومن ثم يتعرضون للافلاس.  ان الكارثة المالية التي تعرض لها الحاج صلاح عز الدين شكلت انذاراً قوياً للمعنيين في حزب الله والساحة الإسلامية من اجل مراجعة ما يجري داخل الساحة الاسلامية، وخصوصاً في الجنوب والضاحية الجنوبية، والالتفات الى بعض مظاهر الرفاهية غير المقبولة التي انتشرت بين الأوساط القريبة من الحزب.  كذلك إنّ ما جرى شكّل دعوة صريحة لضرورة مراجعة ما تقوم به بعض المؤسسات المالية والتجارية من اعمال وعدم السماح بقيام مؤسسات وهمية او غير سليمة من الناحية الاقتصادية والمالية. ورغم ضخامة الكارثة فإن ما جرى قد يشكل فرصة للمحاسبة والمراجعة والوقوف ملياً امام بعض المظاهر السلبية في الواقع الإسلامي والعمل على مراجعتها.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد