مراسلة راديو كاتالونيا لـ ميديا أوبزرفر: أشعر بالخجل لأن أوروبا تتحدث ولا تفعل
حسن زراقط
ضمن برنامج زياراته الذي يمتد اسبوعاً في لبنان، زار وفد مؤلف من 24 عضواً في منظمة "كالتشوراي باز" الأسبانية للسلام والتضامن مخيم "صبرا وشاتيلا"، الجمعة، واطلع عن كثب على الأوضاع الصعبة اللاجئين الفلسطينيين، يرافقه اعضاء من منظمة "عائدون" المعنية بقضية اللاجئين.
الوفد الذي يضم سياسيين وصحافيين وناشطين من أسبانيا تأثر كثيراً بحال أهل المخيم ومعاناتهم المستمرة. وبعد توقفه عند مقبرة شهداء مجزرة "صبرا وشاتيلا"، تفقد أعضاء الوفد أزقة المخيم، وأصرّوا على تحية كل من شاهدوه طفلاً كان أم كهلاً.
في حديثه إلى "ميديا أوبزرفر"، أوضح مسؤول المنظمة، مانويل تابيال، أنها المرة الأولى التي يأتوا فيها إلى المخيم، "إذ أن صدى مأساة اللاجئين الفلسطينيين يكبر في أسبانيا وكل العالم. فمعظم الشعوب يسألون حكوماتهم أن تضغط على إسرائيل أو تقطع العلاقات معها كي تطبق القرارات الدولية".
ولفت تابيال إلى حادثة حصلت في العاصمة الأسبانية مدريد الأسبوع الماضي، التي استضافت وفوداً من جامعات عدة حول العالم، "فكانت المفاجأة أن الحكومة طردت وفد إحدى الجامعات الإسرائيلية لأن مقر الجامعة يقع في الفضة الغربية المحتلة، التزاماً من الحكومة بتطبيق القرارات الدولية".
وماذا عن انطباعاته حول ما رآه في المخيم؟ استنكر تابيال الوضع المأساوي للفلسطينيين المقيمين في المخيم، وطالب الحكومة اللبنانية "التي لا تحترم حقوق الفلسطينيين الإجتماعية" بتغيير هذه الحال، مشدداً على وجوب "الفصل بين الحقوق المدنية للفلسطينيين كالتعليم والعمل والإستشفاء عن موضوع التوطين".
وحول رأيه في المقاومة ضد العدو الإسرائيلي، أكد تابيال أنه يتفهم اسباب المقاومة، فـ"عندما ترى الأوضاع المزرية داخل المخيم، كيف لا تتفهم أن الناس هنا تملك أسلحة وقنابل".
وما هي الصورة التي سينقلها الوفد إلى اسبانيا؟ قال تابيال "الكل سينقل إلى المنظمات السياسية الأسبانية، المجتمع والأفراد، ما شاهده هنا، لحثِّهم على دعم اللاجئين"، معتبراً أن الولايات المتحدة وأوروبا مستفيدتان من بقاء الوضع على حاله في الشرق الأوسط حتى تحقق "السلام"، بهدف إبقاء السيطرة على النفظ والغاز في المنطقة، متهماً الطرفان بأنهما لا يقدمان الحلول لمأساة اللاجئين بينما يدعمون "إسرائيل".
بدورها، أبدت مراسلة "راديو كاتالونيا"، ريتا مارزاو، تأثرها بالحال المؤسفة لأهالي المخيم". وقالت لـ "ميديا أوبزرفر" اشعر بالخجل من الناس هنا، لأنني أوروبية واعيش في دولة ديموقراطية، ودستورنا يؤيد الديموقراطية والعدالة"، لكن أوروبا "لا تفعل الأشياء التي يجب أن تفعلها. أوروبا في تاريخها كانت مكاناً للعدالة. أما الآن، فهي تتحدث فقط ولا تفعل".
وكيف شاهدت اطفال المخيم؟ أجابت مارزاو "عندما رأيتهم تأكد لي أنه يجب أن نفعل أكثر مما نفعله الآن تجاههم. العالم يجب أن يتحرك ويجب أن تخرج إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في غزة والضفة والقدس. أما إلى أين فلا أعرف. ما أعرفه ان الفلسطينيين يجب أن يعيشوا بسلام".
وعن مضمون مراسلاتها في عملها، أوضحت مارزاو أنها تتكلم عن فنزويلا وبوليفيا وأفريقيا وإيران وسوريا "الدول التي تُعنى بالصراع"، مشيرة إلى انها إنْ كانت لا تدعم المقاومة فهي "تتفهم اسبابها".
وكان الوفد عقد لقاءات مع عدد من النواب من كتل "الوفاء المقاومة" و "التغيير والإصلاح". وتجدر الإشارة إلى أن الوفد سيزور مخيم عين الحلوة في صيدا ومخيم "البارد" في الشمال، كذلك سيزور الجنوب، وسيعقد لاحقاً مؤتمراً لشرح انطباعاته عن قضية اللاجئين الفلسطينيين.