محاضرة عن "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" في ثانوية "خالد بن الوليد"
حسن زراقط
كان المُراد من اللقاء الذي جمع طلاب ثانوية "خالد بن الوليد" التابعة لـ"جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية" في بيروت، بالمدير الإقليمي لـ"برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" سيف الدين أبارو، أن ينحصر بالتعريف بالمنظمة في جانبها الإنمائي والتطويري. لكن السياسة حضرت بوضوح عبر أسئلة "قوية" و"مباشرة" من الطلاب للضيف الأممي، الذي نجح في التعريف وفي "مجاراة" سائليه عن الحرب الإسرائيلية على غزة، وعدم تنفيذ القرارات الدولية بحق إسرائيل و"محاصرة نووي إيران".
بداية، النشيدين الوطني اللبناني و"المقاصد"، ثم قدمت مديرة الثانوية هبة نشابة للطلاب نبذة عن السيرة المهنية لأبارو "الذي يحمل مسؤولية التعريف والتنسيق للآليات والعمليات في المنظمة"، وسبق أن عمل في مراكز مهمة ضمن بعثاتها إلى العراق والأردن.
وفي محاضرته، استعرض أبارو مراحل تأسيس المنظمة عقب الحرب العالمية الثانية، مذكِّرا بأنها عقدت أربع مؤتمرات كبرى آخرها قمة الألفية في نيويورك عام 2000. أما عن لبنان، فأشار أبارو إلى وجود 23 مؤسسة عاملة تابعة للمنظمة من بينها "اليونيفيل" جنوب لبنان والبعثة السياسية المتمثلة بمكتب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مايكل ويليامز.
وحان دور الطلاب في الأسئلة. لانا عويدات تسأل: "ماذا فعلت الأمم المتحدة في غزة خصوصاً عند تعرّض إحدى مؤسساتها للقصف الإسرائيلي؟"، فيجيب أبارو "الأمم المتحدة لا تستطيع أن تنجز أي شيء إذا لم تتحرك الدول الأعضاء... لكن المنظمة كسكرتارية تنفيذية قامت بدورها"، فـ"استنكر الأمين العام للأمم المتحدة الحرب. لكن عجزت الآليات في اتخاذ القرار". واضاف "نحن كموظفين شماعة تعلق عليها المواضيع التي تتهم الأمم المتحدة بأنها غير فاعلة فيها".
بدوره، يستفسر الطالب علي عبد الكريم عن آفاق وصول الشباب العربي إلى المنظمات الدولية، فيأتي الجواب جازماً "ليس لديكم عذر في أن تتقاعسوا عن إسماع صوتكم. إتفقوا على التحدث بصوت واحد". ثم يتساءل توفيق جوهر عن عدم تنفيذ القرارات المتعلقة بإسرائيل، فيرد أبارو "عندما سُئل بطرس غالي هذا السؤال أجاب أن كل القرارات الصادرة بحق إسرائيل لم تكن تحت البند السابع".
وأكمل الطلاب في السياسة. يسأل يامن ناصر "لماذا محاولة فرض عقوبات على إيران، هل لأنها دولة مسيطرة أم إسلامية؟"، فيجيبه الضيف "إيران تحاول تجنب هذا الوضع، لكن القرارات تعكس رغبة المنظومة الدولية". وعما إذا كان راضٍاً عن أداء الأمم المتحدة؟ يؤكد ابارو "لو لم أكن راضيا لما بقيت". وأدلت نشابة بدلوها سائلةً "هل اليونيفيل تحمي إسرائيل أم جنوب لبنان؟". يجيب ضيفها "تحوَّل الإجابة إلى اليونيفيل". لكنه يستدرك "اليونيفيل بعثة حفظ سلام مهمتها مراقبة الحدود وإرسال التقارير عن الإنتهاكات. لا أتوقع أن بعثات المراقبة مهمتها الحماية".
إذاً، كادت السياسة أن تطيح بهالة التنمية في محاضرة أبارو، الذي ختم "الشباب العربي متهمٌ بأنه مشغول بأسماء المغنين والمغنيات وقضايا الموضة وبأن القضايا العربية لا تهمّه"، داعيا الطلاب إلى الإنشغال بقضايا العالم و"ليس فقط بطرح المداولات على المسؤول".