صحيفة واشنطن تايمز الأميركية 14 - 3- 2008
فريد الغادري وسامي الخوري
منذ ذلك التاريخ المصيري (14 آذار) يعتقد كثير من اللبنانيين والسوريين على حد سواء ان فريق '14 آذار' قد بدد عمليا جميع الفرص التي اتاحها له المجتمع الدولي. في الواقع ،وبعد أربعة قرارات مختلف للأمم المتحدة ، و دعم الولايات المتحدة للجيش اللبناني في وقت لاحق، وحرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله التي قطعت أجنحة حزب الله ، لا يزال الفريق غير قادر على الاستفادة من هذه الفرص باتخاذ إجراءات جريئة.
ولكن وبعد الرحيل المفاجئ ولكن المتوقع للرئيس اللبناني الانتهازي إميل لحود من بعبدا، شجع الرئيس بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس '14 آذار' علنا لانتخاب رئيس لبناني جديد بما أن الفريق كان له اغلبيه المقاعد في البرلمان الذي يمكن ان ينعقد في أي مكان بعد أن رفض رئيسه الموالي لسوريا نبيه بري ، دعوة المجلس الى الانعقاد. رفضت قيادة '14 آذار' وعلى رغم استياء العديد من اللبنانيين الاميركيين ، الذين عملوا بجد لمساعدة الولايات المتحدة ، ممارسة حقها الدستوري بتجاهل حزب الله وسوريا وانتخاب رئيس جديد للبنان.
واتبعت '14 آذار ' منذ البداية، نغمة استرضائية مع حزب الله ، ورضخت للكثير من مطالبه وذلك من اجل رعاية توافق الآراء والهروب من المواجهة. وهذا كان أكبر خطأ بلا شك. فيما عدا سمير جعجع ، الزعيم المسيحي الصريح، لم تقدر المنظمة أن تضع استراتيجية متماسكة ضد إرهاب حزب الله. وكمثال على ذلك ، فإن بعض القياديين في فريق 14 آذار استبعدت قوى أخرى فاعلة مناهضة لحزب الله من الدائرة الداخلية،الامر الذي أعفاهم من خيارات اكبر. احد هؤلاء السياسيين كان اللبناني الشيعي المستفرد احمد الأسعد، الذي يتمتع بتاريخ ملحوظ في السياسة اللبنانية، والذي كان ، ولا يزال ، على استعداد لتخريب مخططات حزب الله الكبرى. وقد زار الأسعد واشنطن مؤخرا و كانت رسالته قوية بما يكفي لجذب انتباه الكثيرين في إدارة بوش.
ولكن، بعكس رسالة الأسعد المنطقية ، لم يتمكن زعيم الدروز وليد جنبلاط ، الذي زار واشنطن ايضا عدة مرات في السنة الماضية ، من ان يقاوم المناسبة لدعم جماعة الإخوان المسلمين السورية (SMB) ،بشكل سري وعلني، ولدعم النائب السابق لرئيس سوريا عبد الحليم خدام (الشخصية المكروهة في سوريا )، وذلك بناء على أوامر المخطط الملفق في المملكة العربية السعودية عن طريق السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة بندر بن سلطان . لكن أولئك المقربين من الرئيس السوري في واشنطن يعرفون جيدا انه يستخدم جماعة الإخوان المسلمين السورية كفزاعة يقول بها لصانعي السياسات الغربية 'إذا لم أكن أنا ، فإنها ستكون جماعة الإخوان المسلمين السورية، حركة حماس السورية'. انه من غير المقبول أن لا يكون السيد جنبلاط على علم بإستراتيجية الأسد في واشنطن ، وبالنسبة له فإن دعم هذه الحركة الغير مقبولة في سوريا والغير مرحب بها في واشنطن هو أمر غير مسؤول بكل ما للكلمة من معنى ويعزز جدول أعمال الأسد نفسه.
وخلال آخر خطاب له في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ، أحسن السيد جنبلاط أخيرا الحديث وامتنع عن دعمه الصريح للنواة الإسلامية وذلك بدعوته الولايات المتحدة لدعم 'المعارضة الصادقة،' والذي فسر من قبل كثيرين ، وبشكل محق، على انه دعم إعلان المعارضة داخل سوريا. لم نفقد كل شيء ، ولكن ما لم تصبح '14 آذار' جادة بشأن حزب الله بمواجهة هذه المنظمة الإرهابية علنا من خلال خطوات جريئة كعقد سلام منفصل مع إسرائيل قبل أن يقوم الأسد بعقد سلام على حساب لبنان ، فإن الحركة ستواصل النضال ضد عدو هو أكثر فعالية بكثير بفضل تكتيكاته الإرهابية اللادنية (المحملة).
لقد أرسلت الولايات المتحدة مؤخرا إشارات كثيرة للفريق أنه سيكون على عاتقهم التحكم في مصيرهم. هل ستفشل المنظمة في اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية لبنان من حزب الله ؟ في نهاية المطاف ، يمكن حتى للولايات المتحدة أن تتخلى عن الفريق (14 آذار) لافتقاره الى حل وذلك لصالح سياسيين لبنانيين صاعدين آخرين يتمتعون بمصداقية وصلاحية مثل احمد الأسعد.