حاضر الاعلاميان ماغي فرح وغسان بن جدو عن 'الاعلام المرئي في لبنان:نعمة أم نقمة' بدعوة من 'جذور' مؤسسة سيمون بولس، في مركز ميلاد الغزال معوض الثقافي والرياضي - زغرتا في حضور رنده جواد بولس، واليزابيت بولس، قائمقام زغرتا ايمان الرافعي، رؤساء البلديات وفاعلياتسياسية واعلامية.
بعد النشيد الوطني تحدث روبير مكاري تلته رئيسة مؤسسة 'جذور' رندى جواد بولس شرحت فيها سبب اختيار 'جذور' بارادة العودة الى الاصل لان لا مستقبل آمنا 'من دون ماض مكين وحاضر متماسك'. وقالت:'فبعد نشاطاتنا الاجتماعية والتربوية والانسانية، ها نحن نطرق باب النشاطات الثقافية - السياسية، على أمل أن نساهم، ولو بمقدار ذرة في التوعية الاجتماعية وفي رفع المستوى الثقافي - السياسي، وفي تقريب وجهات النظر وتوحيد القواسم المشتركة من أجل عمل بناء مفيد. ولان صلة الوصل مع كل هذه القضايا هو الاعلام كان اختيارنا لموضوع 'الاعلام نعمة أم نقمة'.
فرح
ثم تحدثت الاعلامية ماغي فرح وقالت:'التعدد الاعلامي وتعدد الشاشات لا يعني أن كل من يعمل في هذه الوسائل الاعلامية هم أشخاص لديهم انتماءات سياسية أو مرتهنين لاية جهة أيا تكن، حتى ولو كان الاعلامي منتميا سياسيا الى مكان ما الا أنه يصل الى وقت يشعر فيه بصراع بين انتماءاته ومعتقداته وبين حريته الاعلامية التي تريد دائما أن تقول الحقيقة. ولا مجال لان ينجح الاعلامي اذا لم يقل الحقيقة في وجه الجميع وفي وجه الاقوياء قبل الضعفاء، هذه هي رسالته. عمل الاعلامي الاضاءة على الحقيقة والتنوير لخلق الوعي المثقف. علينا في عملنا أن نقدم الحقيقة وأن نكون صادقين وننتصر على الخلافات، والا نكون في هذه الصراعات خاصة وان التحالفات تتبدل وتتغير والصراعات السياسية يجب أن تبقى دائما بعيدة عن مهنتنا وعن رسالتنا'.
وتحدثت عن تجاربها الاعلامية وتنقلها بين المحطات 'التي كانت تنتهي بايقافي عن العمل لاسباب سياسية مختلفة شكلت عائقا أمام ممارسة الحرية التي أومن بها ووصلت الى خلاصة أن هناك أماكن لا يمكننا فيها ممارسة الحرية التي نريد، لان الحرية لها سقف وهذا السقف هو بعض المصالح والنفوذ السياسي والمصلحة المالية والاعلانية التي تتحكم في الاعلام في كل مكان. هناك اخلاق اعلامية تحتم على كل منا الا يتخطى الادبيات المسموحة ولكننا نرفض الا نمارس حريتنا على اكمل وجه ومهما كان الثمن'.
وتابعت:'يجب ألا نكون كاعلاميين ضحايا ما يحصل على المستوى السياسي ولدينا مشاكل دائمة مع المؤسسة التي نعمل فيها والتي في بعض الاحيان تتضارب مصالحها مع مصالحنا.نحن في عصر العولمة والفضائيات ومفهوم الحرية اختلف لذا علينا أن نقول الحقيقة وعلى الناس أن تحكم. ووجود الحرية نسبي فاذا مارسناها أكثر مما يجب ندفع ثمنا ولكن ايضا الحرية يجب ان تكون مسؤولة والفلتان الاعلامي في لبنان بحاجة الى ضوابط'.
وأضافت فرح:'لذا اطالب بضرورة وجود شرعة عالمية تمنع بعض الامور وتسمح امورا اخرى لان الفلتان الاعلامي خطير جدا وقد يؤسس لحرب جديدة .كما أن هناك أسس يجب ان نبني عليها هذا الاعلام الذي اصبح سلطة كبيرة لهاحسناتها ولها مخاطرها على الاجيال والسلم الاهلي والحياة اليومية فبهدف الحصول على اكبر نسبة من المشاهدين بات كل شيء مسموحا مما يضر بمجتمعنا وبالسلم الاهلي .والاعلامي رسول ويجب ان لا يكون الاعلام جسرا له كي يصل الى أي مكان. كما أن الاعلام هو الرسالة التي يجب ان نفهمها وان يراقب كل اعلامي نفسه ذاتيا وان يكون عنده اخلاق وقيم ومبادىء ومسؤولية وشجاعة الكلمة'.
ولفتت الى :'أن المجاهرة بكل الحقائق قد تكون مضرة جدا وطريقة طرحها واللغة التي تطرح فيها. الاعلام في لبنان متعدد لكن كل وسيلة تخص سياسيا ولكن الاعلامي بعد ممارسته الاعلام يتخطى هذه الوسيلة ويصبح هو يعطي من شخصيته من اسلوبه مهما كان انتماؤه السياسي .والصراع بين حرية الاعلامي الحق وضميره وبين انتمائه يؤدي دائما الى انتصار مهنته .وعملنا ممنوع فيه الخطأ لان الناس تفهم وتحاسب'.
وختمت قائلة:'هذا الاعلام هو رسالة ولكنه ليس كذلك عند جميع الاعلاميين وربما يفكر المسؤولون ما هي الضوابط التي قد تجعل من الاعلام رسالة خير وسلام.'
بن جدو
أما الاعلامي غسان بن جدو فأستهل كلامه بالقول :'عندما نسأل عن دور الاعلام وموقعه وانواعه في لبنان ينبغي تحديد ما الذي نقصده نحن بالاعلام وهو المعلومةأولا ومن ثم التعريف فالتحليل فالموقف. واذا اطلعنا على ما يقدم في الاعلام اللبناني نجد ان الموقف اولا وبعد ذلك ينسحب كل شيء عليه. ونتيجة ذلك الموقف يصبح الواقع مجيرا لحساب ذلك الموقف والتحليل يبنى على ذلك الموقف. أن الاخطر أن يصبح الاعلامي أو وسيلة الاعلام هي ايضا تقدم المعلومات طبقا للموقف وليس العكس. والاعلام في لبنان ليس سيد بل هو خادم وعبد ومسير من المال السياسي الذي يموله أو لذاك الحزب أو لتلك المؤسسة وعليه انا كشخص أنتمي الى مدرسة عربية أقول أن الاعلام في لبنان اعلام قوي ووسائل الاعلام قوية ولها دور رئيسي وذلك نتيجة تسلط صاحب المال وصاحب القرار وصاحب التوجه. هل في الامكان اختراق هذا الواقع؟ الجواب نعم يمكن للاعلاميين أن يخترقوا هذا الواقع لا ان يغيروه'.
وأضاف:'أنا أرى أن الصفات المناسبة للصحافي والاعلامي اما ان يكون مهنيا وناجحا او متطفلا. وكل ما اخشاه أن يصبح الاعلام على الساحة العربية مجالا مفتوحا لكل من هب ودب حتى يعبث فيه وعندما يصبح المجال مفتوحا بهذا التسيب حينئذ نستطيع ان نجد هذه الشوائب التي تحوم حول الاعلام'.
وتابع:' لقد وصلنا في لبنان الى مرحلة الاحباط والسبب ليس فقط اخفاق الطبقة السياسية بل لان جزء من وسائل الاعلام لم يدرك ان الناس ستحاسبهم كما أن الانقسام داخل السياسة اللبنانية أوصلنا الى منطق أو انت معي او ضدي'.
وأكد بن جدو 'ان سياستنا التحليلية في لبنان تقوم على عناصر ثلاث:
1- التوازن.
2- الواقع كما هو لا كما يتمناه الناس أو الآخر.
3- تفادي التحريض أو ما يمكن أن يسببه.
نحاول ان نكون موضوعيين وانما منحازون الى لبنان ضد اسرائيل.
أما عن الاتهامات التي توجه الى الجزيرة بأنها جزء من المؤامرة الاميركية الصهيونية أو أنها جزء من النظام الامني اللبناني السوري من قبل طرفي النزاع على الساحة اللبنانية وهذا الانقسام على الساحة اللبنانية فخي غير دقيقة وناتجة عن انعكاس الصراع السياسي على الاعلام فاما ان تكون معي اوضدي نحن نحاول أن نكون موضوعيين ومتوازنين ولكن وبكل واقع نحن منحازون الى لبنان ضد اسرائيل أيا يكن الطرف الذي يواجهها.'
وختم قائلا:'وردا على السؤال هل الاعلام في لبنان نعمة أم نقمة أنا أقول لا للتعميم. الاعلام في لبنان نعمة ولكن جزء من الممارسة الحالية ليست فقط نقمة بل انها مصيبة أنها كارثة وامكانات التسريب لدينا ضخمة ويجب ان يكون لدى وسائل الاعلام القدرة على غربلة هذه التسريبات'.
حوار
ثم دار حوار بين المحاضرين والحضور تركزت على دور الاعلام في ظل الظروف التي يمر بها لبنان. وقدمت السيدتان رندى جواد بولس واليزابيت بولس درع مؤسسة 'جذور' سيمون بولس للاعلاميين فرح وبن جدو تكريما لدورهما الاعلامي الرائد.
18/4/2008