أقام نادي الصحافة احتفالا، بعد ظهر اليوم، في قصر المؤتمرات في ضبية، جرى خلاله تسليم جائزة 'جبران تويني' السنوية إلى ستة طلاب فائزين من عدد من الجامعات، وهم: رنا خوند، وكريستين الشيخ، وحنان موسى، ومحمد عنتر، ورنا صفير وتانيا قرقفي. حضر الاحتفال ممثل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري النائب بيار دكاش، ممثل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة المدير العام لوزارة العدل عمر الناطور، ممثل الرئيس أمين الجميل الدكتور شاكر عون، ممثل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الشيخ وسيم الفلح، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الأب يوسف بو كسم، ممثل المطران الياس عوده الارشمندريت الكسي مفرج، ممثل الرئيس سليم الحص أنور أبو جوده، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي عبد الفتاح خطاب، ممثل وزير الاعلام غازي العريضي مدير 'الوكالة الوطنية للاعلام' أندريه قصاص، ممثل وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض عبد الله معوض، ممثل وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش العماد ميشال سليمان العميد إدمون فاضل.
كما حضر سفير مصر أحمد البيديوي، ممثلة السفيرة البريطانية فرانسيس ماري غاي عبير برير، وممثلون لسفارة الولايات المتحدة الأميركية ورومانيا وإيطاليا، ممثل نقيب الصحافة منصور مبارك، النقيب جوزيف رعيدي، ممثل رئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' الدكتور سمير جعجع أنطوان حداد، رئيس الحزب العمالي الياس أبو رزق، ادي ابي اللمع، رئيس نادي الصحافة يوسف الحويك، سهام التويني ونايلة تويني، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير ورؤساء مجالس الإدارة في المؤسسات الإعلامية.
الحويك بعد النشيد الوطني، وإلقاء قسم جبران تويني، ألقى رئيس نادي الصحافة يوسف الحويك كلمة قال فيها: 'نلتقي، ولبنان الذي غاب جبران تويني عنه يواصل مسيرته الصعبة والدموية على طريق تحقيق الأهداف التي سعى اليها جبران، وناضل من أجلها واستشهد في سبيلها. ناضل جبران تويني من أجل الحرية والسيادة والاستقلال ووحدة اللبنانيين، ومن أجل السلام في لبنان، لكن القتلة أبوا إلا أن يواصلوا سيرتهم الاجرامية، فنالوا من بعده من بيار الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم وفرنسوا الحاج ووسام عيد، وكوكبة أخرى من الشهداء، علهم بذلك يقضون على حلم جبران تويني، وهو حلمنا جميعا وحلم الذين استشهدوا، ولكنهم بالتأكيد سيفشلون، وسيتحول حلم جبران تويني بلبنان القوي الى حقيقة لن يستطيع حقد المجرمين القتلة الوقوف في وجهها'.
أضاف: 'نحن الأوفياء، نحن أهل القلم السيال والمذياع الهادر والصورة المتوهجة، نأبى أن يغيب جبران تويني عنا وعن كل الذين اختاروا مهنة المتاعب دربا لهم، فأنشأنا على اسمه جائزة سنوية وفاء لقلمه الحر، وفاء لشجاعته وعنفوانه ليبقى جبران تويني هو المثل والمثال لنا جميعا'.
وتابع: 'جائزة جبران تويني لهذا العام ستمنح لستة من طلاب الجامعات المتفوقين في الاعلام، من مختلف الجامعات، ولم تأبه لجنة الجائزة لا بالعرق والدين، ولا بالمناطق والانتماء، ولم يسبق أن تعرفنا على المرشحين لنعرف انتماءهم السياسي. الى التفوق، فقط، لاحظنا مدى حاجة المرشحين اليها وأفضلية واحد على آخر. الجائزة قيمة في حد ذاتها، تكفي رمزيتها وقيمتها المعنوية، فضلا عن قيمتها المادية، وتبلغ خمسة آلاف دولار لكل من حازها من الطلاب'.
وأردف: 'إن لم يكن المجال واسعا للتعريف عن حال كل من حازوا الجائزة، لكن صورة واحدة تكفي للتدليل على مدى استحقاق الحائزين لها حين نختار، على سبيل المثال لا الحصر، رنا خوند ابنة المخطوف المفقود الذي لم يعرف عنه أهله شيئا منذ خطف منذ عشرين سنة بطرس خوند، وإذا لم يكف تميزها في جامعتها، ألا يكفي أنها نشأت وترعرعت مقهورة في غياب أب يرعاها؟. الفائزون بجائزة جبران تويني لهذا العام، هم: محمد عنتر من كلية الاعلام والتوثيق الفرع الأول في الجامعة اللبنانية، رنا صفير من جامعة القديس يوسف - بيروت، كريستين الشيخ من جامعة سيدة اللويزة، جنان موسى من جامعة 'Aascii85ST'، تانيا قرقفي من جامعة 'Aascii85T'، ورنا خوند من الجامعة اللبنانية كلية الاعلام والتوثيق الفرع الثاني. مبروك لمن حازوا الجائزة، ووصيتنا لكم أن تبقوا على شعلة جبران تويني متوقدة وهاجة وتنتهجوا دربه العنيد، وتتحلوا بصفاته في مسيرتكم الآتية: العنفوان والشهامة والكلمة التي لا تنكسر'.
وختم: 'إن كنا عاجزين عن إيفاء جبران تويني حقه، فإن الشكر أيضا لا يفي راعي الجائزة عميد نادي الصحافة الاستاذ انطوان شويري بياض يده وقلبه، وتستحيل مكافأته على وفائه لجبران تويني ونادي الصحافة الذي كان وما زال من أبرز الداعمين له'.
شويري
وأسف أنطوان شويري في كلمته ل'الظروف الصعبة التي يمر فيها لبنان وللفراغ الرئاسي الذي لم يشهده لبنان على امتداد تاريخه'. وهنأ الشباب بجائزتهم، وقال: 'جبران كان يراهن على الشباب لا على أي أمر آخر'.
نايلة تويني بعد ذلك، قالت نايلة تويني: 'نتذكر جبران تويني شهيد الكلمة الحرة الذي انضم إلى قافلة شهداء كثر، كرسوا بدمهم مسيرة الانتصار على كل أعداء لبنان في الداخل والخارج'.
أضافت: 'مل الناس من عبارة الدم الذي يروي أرض الوطن، كأن هذه الأرض لا تشبع من الدماء ولا ترتوي'.
وأسفت 'لاستعداد بعض اللبنانيين للعودة إلى الحرب، خدمة لمصالح الخارج من دون التفكير بمصلحة بلدهم'، منتقدة استمرار الفراغ في الرئاسة الأولى.
وتابعت: 'إن وعي اللبنانيين سيخلق حتما تغييرا لمواصلة هذه المسيرة التي بدأت مع نضالات شباب الجامعات، وتكرست في آذار في العام 2005 في مخيم الحرية. وتتوالد مسيرة الاستقلال الحقيقي مع كل لبناني وتنمو وتكبر في المجتمع'.
ولفتت إلى أن 'الجائزة اليوم تقدم إلى طلاب جامعيين لبنانيين طموحهم أن يتابعوا دروسهم ليفيدوا بلدهم، وإن سافروا فليرفعوا اسمه عاليا. فلبنان يحتاج إلى مغتربيه الذين يدعمون أهلهم ماديا واقتصاديا، وسياسيا أمام المراجع الدولية'، مشيرة إلى أن 'الفضل يعود في هذه الجائزة إلى طرفين أساسيين، هما: نادي الصحافة صاحب الفكرة ورئيسه يوسف الحويك وكل أعضائه، وأنطوان شويري'.
ودعت الفائزين إلى 'تجاوز الناحية المادية للجائزة والوفاء للقيم التي تحملها لا سيما ذكرى جبران الذي كرس حياته لخدمة وطنه. إن المواقف السياسية اليومية تتغير وتتبدل، أما القيم فهي الحقيقة المستمرة من خلال مسيرة بناء وطن حقيقي، سيد وحر ومستقل، وجامع لأبنائه'.
النائب حرب والقى النائب حرب كلمة قال فيها: 'قبل أن أهنىء الطلاب الجامعيين الفائزين في جائزة جبران تويني, اسمحوا لي أن أهنىء الصحافة بجائزة 'التسلل'، فهو من بين الضباب والتعنت والظلم والظلام, يتسلل الى فضاء الحرية والابداع, والتضحية والعطاء, فشكرا له بشخص رئيسه الصديق يوسف الحويك, ولزملائه العاملين دوما على نصرة القلم على السيف, 'والاقلام اصدق انباء من السيوف', في زمن تحولت فيه الاقلام والكتب الى بنادق يلهو بها الصبيان الازقة وشباب الجامعات, ولا من يعي او يرعوي او يفكر'.
أضاف: 'جائزة بإسم جبران تويني، معنى ذلك انها كتبت باللون الاحمر, لون الحرية, وتعمدت بدماء صافية شجاعة, وتطهرت من جراثيم التبعية والتخلف, وتحولت من جائزة الى شهادة, وبوركت الشهادتان, شهادة جبران, دفاعا عن الحرية والسيادة والاستقلال, وشهادة الدراسة والتفوق, ينالها هؤلاء الطلاب, رمزا للاجتهاد والطموح والابداع, والشهادتان... شهادة جبران, كما شهادتكم, ايها الطلاب, تلتقيان اليوم، 18 نيسان, ذكرى استشهاد باسل فليحان ومجزرة قانا, مع شهادة الاطفال والنساء والشيوخ, الذين قضوا في تلك المجزرة, وفي الشهادة لا نميز بين دم يهرق دفاعا عن ارض الجنوب, وبين الحرية، والتراب تعاقد على المحبة والعطاء'.
وتابع: 'اليوم, نستحضر روح جبران تويني لتوزع عليكم الشهادات - الجوائز, ونستحضر صوت جبران, يعلو على كل الاصوات, ليجدد القسم, وليخاطبكم, ولو بعد غياب طويل امتد نحو سنتين ونصف السنة. تراه ماذا كان يقول او يفصح, ونحن في زمن القيامة والفصح؟. العبارة الاولى: لا تخافوا, احلامكم لن تسقط على مذبح الشهوات والمصالح والسياسات الحزبية الضيقة, لبنانكم لن يضيع, وقفاتكم في ساحة الشهداء لن تذهب هدرا, لا الثلاثين من الفضة, ولا الملايين, نظيفة كانت ام غير نظيفة, تنقذ يهوذا, لا انابيب الماء تغسل يدي بيلاطس وضميره, هذا الوطن سيعود وطن السلام والفرح, والقيامة آتية بعد هذه الجلجلة الصعبة, الا انني اناديكم لثلاثة:
- اناديكم الى الغضب الواعي, الذي يجمع بين الرفض والمحبة، من يحب لبنان يحب كل شعبه، وان اختلفت الآراء والمذاهب والافكار متاريس العقول ابشع بكثير من متاريس الشارع، ومذابح الارواح اوجع بكثير من مذابح الاجساد. انتم مدعوون الى تحرير عقولكم وارواحكم من الغرائز والشعارات والمزايدات الرخيصة والشتائم البغيضة، ولدتكم امهاتكم احرارا فلا تقيدوا نفوسكم بقيود زعامة او طائفة مريضة او شعارات براقة او اقطاعية قديمة او مستحدثة، متسللة تحت عباءة الحداثة والديموقراطية، نحن بحاجة الى عظماء لا الى زعماء، نحن بحاجة الى اصحاب مواهب, لا الى هواة مناصب, نحن بحاجة الى اصالة مؤمنة, لا الى اوصولية ارهابية مخربة, نحن بحاجة الى قادة يسيرون في الصفوف الاولى عند المواجهة امثال شهيدنا جبران, مستعدين للاستشهاد، ومن دون حساب، للذود عن معتقداتهم ومبادئهم, لا الى رجال يموت الناس من اجلهم, اناديكم الى هذا الوعي، به وحده ننقذ لبنان.
- اناديكم الى الحوار الانساني الحي, البعيد عن الصراخ وتبادل التهم والملاكمة بالالفاظ, ننادي بالحرية والديموقراطية والمساواة، ونفعل العكس, نصادر الحرية, ندوس الديموقراطية، نرفض الحوار العقلاني, حيث الحجة تقارع الحجة, نحتقر الاخر ونشتمه. ثم نلجأ الى لغة التخوين حتى لكأن جميع اللبنانيين اصبحوا خونة. لقد سئم لبنان لغة الشتامين وحان الوقت ان نلتقي, ان نعود الى تراثنا المفعم بالمحبة والانفتاح والتسامح وقبول الغير, لا 14 ولا 8 اذار، ولا كل التواريخ يمكنها لوحدها ان تبني دولة ووطنا. تجربة السنوات الثلاث الماضية اثبتت ذلك, فالى متى التمترس وراء شعارات براقة؟ لا العرب ولا سوريا ولا الاوروبيون, لا اميركا ولا ايران، ولا كل المبادرات، قادرة على صنع السلام في لبنان ان لم يولد السلام في قلوبنا وعقولنا. رحم الله كل شهدائنا, تعالوا الى وقفة وطنية واحدة، تعيد لنا الفرح والاستقرار وحلاوة الحياة.
- اناديكم الى الايمان بالدولة الواحدة، دولة القوانين والمؤسسات التي نعترف، امامكم اننا عجزنا عن بنائها، فإذا بها تنهار، لانها كرتونية الصنع فارغة المضمون. فقدنا وحدة المؤسسات ودستوريتها وشرعيتها، فلا رئيس للجمهورية ولا مجلس نواب ساطع الحضور، ولا حكومة قادرة تحكم باسم كل اللبنانيين, حكومة تدعمها قوى موالية، وتعارضها قوى سياسية مدنية في اطار المؤسسات وتحت مجهر الرأي العام المحاسب. العجز يشلنا، ونحن نتلهى بتبادل الكرة. ما نفع الدساتير والقوانين والانظمة، ان بقيت حبرا على ورق؟ كلها لا تساوي صراخ طفل جائع، او حقيبة يحملها طالب الى جانب جواز السفر، تعالوا الى كلمة سواء، فيها وحدها تنبثق من عند الله، وفي خدمة الوطن'.
وتوجه إلى 'اهل التربية والاعلام والمسؤولين التربويين في المدارس والاساتذة وجميع الاعلاميين من صحافيين وصحافيات وعاملين في وسائل الاعلام المختلفة قائلا: 'اذا كنتم مؤمنين بأن المسار السياسي القائم قد فشل ويكاد يسقط لبنان، فأين هو دوركم؟ انتم مدعوون بحكم المسؤولية التاريخية الى قيادة طلابكم وتلامذتكم وقرائكم الى يقظة وطنية ونهضة انسانية تعتمد على المعرفة والوعي، والتمسك بالقيم وحقيقة الاديان وابداع العقل، وعلى تنمية الحس بالمسؤولية عن مير الوطن والدولة وواجب مساءلة المسؤولين ومحاسبتهم على افعالهم وعدم الاكتفاء بالتذمر والشكوى والاستسلام. ارفعوا اصواتكم، فأنتم رمز الاكثرية الواعية، الرافضة، الصامتة والصامدة. لا تجعلوا مؤسساتكم مرتعا لاهل الفوضى والعبثية والنفاق. لقد حان الوقت كي نسمو بطلابنا وقرائنا الى المستوى الحضاري الذي يتميز به تاريخ لبنان، بدلا من ابقائهم فريسة لمن يحاولون اغراقهم في مستنقعات التخلف والكراهية والرجعية'.
وأخيرا، جرى تسليم الجوائز إلى الطلاب الفائزين.
18/4/2008