أخبار لبنان » نقابة المصورين اعتصمت امام الاسكوا استنكارا لاستشهاد فضل شناعة في غزة

نفذت نقابة المصورين الصحافيين في لبنان ظهر اليوم، إعتصاما امام مقر بيت الأمم المتحدة 'الأسكوا'، في وسط بيروت، إستنكارا لإستشهاد الزميل المصور في وكالة 'رويترز' الصحافي فضل شناعة، على يد الإحتلال الإسرائيلي، خلال تغطيته العدوان في قطاع غزة في فلسطين المحتلة.
وسلم المعتصمون مذكرة الى مدير الإعلام في 'الأسكوا' نبيل ابو ضرغم، موجهة الى الامين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، دعته الى 'حماية المصور الصحافي في كل ميادين العمل وخصوصا في أماكن التوتر'.
وحمل المصورون المعتصمون، صورا لزميلهم شناعة، الذي قضى أثناء قيامه بواجبه المهني لإظهار الصلف الإسرائيلي بحق أبناء غزة، وهو مضرج بدمائه التي اغتسلت بها كاميرته، فأصبح هو الخبر والصورة.
وشارك في الإعتصام ممثل نقيب الصحافة محمد البعلبكي عضو النقابة فؤاد الحركة، ممثل نقيب المحررين ملحم كرم عضو النقابة نجيب صفا، المدير العام لوزارة الإعلام حسان فلحة، مدير 'الوكالة الوطنية للاعلام' اندريه قصاص، نقيب المصورين جمال السعيدي، وفد من إتحاد المصورين العرب وحشد من المصورين العاملين في وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة المحلية والعربية والعالمية وعدد من الزملاء الإعلاميين.
الحركة
بعد كلمة للنقيب السعيدي استنكر فيها الجريمة، القى الحركة كلمة، حيا فيها باسم نقابة الصحافة اللبنانية 'رفاق الدرب والمصير الواحد'، ودان بشدة أعمال القتل والمجازر 'التي ترتكب بحق الآمنين من النساء والأطفال والشيوخ الفلسطينيين، وكذلك نتضامن معكم إستنكارا لمقتل الزميل المصور فضل شناعة في غزة من قبل إسرائيل المجرمة التي ترتكب المجازر وأعمال التهجير والعالم العربي صامت لا يتحرك وكأنه في غيبوبة طويلة'.
وقال: 'ان إسرائيل التي ضربت عرض الحائط بكل القيم والأعراف والقرارات الدولية لا تزال تمعن في صلفها وشرعنة إستيطانها وإحتلال المدن والقرى وتدميرها في الضفة الغربية وقطاع غزة على ساكنيها، دون ان تتحرك الادارة الأميركية لوقف عمليات التدمير والإعتقال وبناء الجدار وقيام المزيد من المستوطنات وتهويد القدس'.
وسأل: 'لماذا لم تتحرك ضمائر أعضاء البرلمان الأوروبي؟ لماذا لم يرتفع صوت واحد يدين المجازر التي ارتكبتها إسرائيل؟ يبدو ان حقوق الإنسان الفلسطيني والعربي هي آخر ما يشغل إهتمام أميركا او نواب البرلمان الأوروبي، لأن حصار غزة ومنع المياه والكهرباء والأدوية والمواد الغذائية عن أهلها لا عن اولئك الذين يدعون كذبا بحماية الإنسان وحقوقه وعدم الإعتداء عليه وعلى مشاعره ومعتقداته'.
وأضاف: 'عادة تحدث هذه المصائب والنكسات بسبب ضعف الدول وإهمالها لمصلح شعوبها، وهكذا هي حالنا مع بعض الدول العربية والديبلوماسية العربية الفاشلة والمستسلمة للأمر الواقع، ما دفع وشجع إسرائيل وأميركا وبعض الدول الأوروبية الى البلطجة والتمادي في غيهم وسفالتهم، وكان من الواجب علينا ان نكشف جرائمهم وأعمالهم ضد حقوق الإنسان التي إرتكبوها في العديد من الدول كأفغانستان، السودان، الصومال، العراق وفلسطين'.
وختم: 'ان الشعب الذي يحارب منذ سنوات والذي يستشهد دفاعا عن حقه في الحياة الحرة الكريمة والعودة وتقرير المصير لا يمكن ابدا ان يرضى بديلا عن أرضه او يستوطن في أرض غيرها. سيبقى فضل شناعة في قلوب زملائه وضميرهم ، سيبقى لهم القدرة، ومهما كبر الظلم والتعسف فالله أكبر'.
صفا
ثم القى صفا، كلمة استنكر فيها المجازر التي تقام ضد الزملاء المصورين والعاملين في الصحافة، مشيرا الى 'ان حاملي الكاميرات يستهدفون من قبل الإحتلال الإسرائيلي كي لا يظهروا للعالم والرأي العام العالمي ما يجري في فلسطين، فالعدو لا يريد من ينقل الحقيقة، والكاميرا هي عين الحقيقة وشقيقة القلم والحبر'.
وقال: 'لن نسمح بعد اليوم بقتل الصحافيين'، محملا الأمم المتحدة مسؤولية هذه الجرائم، مطالبا اياها بفتح تحقيق حول جريمة قتل شناعة ومحاكمة الفاعلين.
فلحة
ورأى فلحة انه 'ليس مستغربا ان تقوم قوات الإحتلال الإسرائيلية بقتل إنسان مهني، وليس مستغربا ان تغتال إعلاميا أو مصورا صحافيا، لقد دأب العدو الإسرائيلي على الإمعان في قتل الأطفال والنساء والشيوخ والمواطنين الآمنين، فكل ما يقوم به هذا الكيان هو موجه ضد كل القيم الإنسانية التي يفتخر بها العالم الحر'.
واضاف: 'ان إغتيال المصور الصحافي واي اعلامي يهدف الى طمس الحقيقة، فهذا الامر ينتهجه العدو في كل إعتداءاته وممارساته الوحشية، واكبر دليل على همجية العدو وخوفه من نقل الحقائق وفظاعة جرائمه، ما حصل اثناء حربه على لبنان في تموز ال200، حيث استهل هجماته وعدوانه بقصف محطات التلفزة والإذاعات على إمتداد الوطن، فلم يستثن أية وسيلة إعلامية من اجل عزل قضايانا عن العالم'.
ورأى ان 'المطلوب من كل وسائل الإعلام والإعلاميين ليس فقط الإستنكار والإدانة لتلك الجرائم، ولكن يجب إتخاذ الخطوات التي تضع حدا لهذه الجرائم، وما هذا اللقاء امام 'الأسكوا' اليوم، إلا دليل على إيمان الصحافيين بمهنتهم لإيصال صوتهم الى العالم وإظهار الحقيقة أمام الرأي العالمي الحر'.
المذكرة
وبعدها تسلم ابو ضرغم المذكرة، مستنكرا بدوره الجريمة، وقال: 'ان الأمم المتحدة استنكرت على لسان المدير العام لليونسكو هذا الإغتيال، خصوصا ان الأمم المتحدة أعلنت الثالث من أيار من كل عام 'يوم التضامن مع حرية الصحافة، والحفاظ على حرية الصحافة وحرية الكلمة هما من صلب عمل الأمم المتحدة'.
نص المذكرة
وفي ما يلي نص المذكرة التي تلاها نائب نقيب المصورين عزيز طاهر: 'نعتصم اليوم أمام مركز الأمم المتحدة ونحن على أبواب يوم حرية الصحافة العالمية لنعبر عن شجبنا وإستنكارنا لمقتل زميلنا المصور في وكالة رويترز فضل شناعة على يد جيش الإحتلال الإسرائيلي في غزة.
ان كل التبريرات التي قدمها جيش الإحتلال الإسرائيلي هي تبريرات غير مقنعة، ان تكرار استهداف المصورين والصحافيين هو خرق فاضح لكل قيم الإنسانية، ان هذا التمادي المستمر من قبل جيش الإحتلال الإسرائيلي بحق المصورين، يتطلب التدخل من قبلكم شخصيا من اجل الضغط على جيش الإحتلال الإسرائيلي ومن اجل العمل لتوفير الحماية الكاملة لعمل المصورين والصحافيين وخصوصا انهم ليسوا طرفا في أي نزاع مما يستدعي حمايتهم الكاملة وتأمين حرية تحركهم في مناطق التوتر.
حضرة الأمين العام امام كل هذا الواقع لن يبقى لنا غير رفع الصوت الى أعلى هيئة في العالم من اجل حماية عملنا ومن اجل صون حرية الصحافة'.
إتحاد المصورين العرب
من جهته، استنكر عضو اتحاد المصورين العرب انور عمرو، باسم الإتحاد ما تعرض له المصور شناعة، ومحملا المسؤولية للعالم 'الذي ينادي بالحرية والعدالة وهو صامت تجاه ما نتعرض له من جرائم أثناء قيامنا بواجبنا المهني'.
وقال: 'ان تعسف العدو الإسرائيلي تجاه الصحافيين والمصورين لا سيما جريمته ضد زميلنا فضل شناعة في غزة، لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، والدليل على ذلك السجل الإسرائيلي الحافل بالجرائم والمجازر على مدى أكثر من نصف قرن.
وأستذكر إستشهاد الزميلة ليال نجيب خلال عدوان تموز على لبنان 'وهذا ما يؤكد ان مجازره مستمرة في فلسطين ولبنان وأينما وجد'.
ووضع عمرو هذه الجرائم برسم المجتمع الدولي 'الذي لطالما تغاضى عن جرائم إسرائيل وإنحاز اليها، فيما العالم العربي يئن ولا من يتحرك'.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد