ذكرت مصادر مطّلعة أن السراي الحكومي منع تلفزيون 'المنار' التابع لـ'حزب الله' من الدخول اليه لتغطية الأخبار، وقد اتّهمت هذه المصادر عارف العبد المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة باتّخاذ هذا القرار.
الى ذلك كشفت هذه المصادر أن سيّارة النقل الخارجي التابعة للتلفزيون المذكور تعرّضت للتفتيش لأوّل مرة بواسطة الكلاب البوليسيّة على مداخل السراي الحكومي.
وقد روت مراسلة تلفزيون 'المنار' منار صباغ ما حصل معها في 'السراي الحكومي' اليوم مشيرة إلى أنها، وبمجرد وضع حقيبتها للتفتيش أُبلِغت بأن بطاقتها سُحبت وأنها ممنوعة من الدخول.
الزميلة صباغ، وفي حديث إلى 'المنار'، أشارت إلى أنها صدّقت للوهلة الأولى أن بطاقتها كصحافية معتمدة في السراي قد تكون انتهت مدتها 'لكن هناك بطاقة الصحافي الاستثنائي يمكن استخدامها' وكشفت أيضاً أن جهاز الأمن والتفتيش قام بتفتيش آلية النقل بواسطة الكلاب البوليسية وبطريقة مهينة.
واعتبرت صباغ أن 'حكومة السنيورة يبدو أنها تريد كم الأفواه أو سماع صوت واحد في السراي' مشددة على أن الموضوع يمس كل إعلامي وصحافي خصوصا ًأن مفردات الحريات الاعلامية لم يعد لها وجود في قاموس حكومة السنيورة.
المكتب الاعلامي في رئاسة مجلس الوزراءهذا وقد صدر عن المكتب الاعلامي في رئاسة مجلس الوزراء الآتي:' ذكرت أكثر من وسيلة إعلامية أن مكتب الإعلام في رئاسة مجلس الوزراء اتخذ قرارا بمنع تلفزيون المنار من الدخول إلى السرايا الكبيرة لتغطية وقائع جلسة مجلس الوزراء ...الخ.
يهم المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء أن يوضح أن هذا الموضوع عار من الصحة بل على العكس من ذلك, فان تلفزيون المنار كمثل باقي وسائل الإعلام اللبنانية مرحب به وبمندوبيه ومصوريه من ضمن القواعد القانونية والمهنية المعمول بها، وكل ما في الأمر أن صلاحية بطاقة إحدى المندوبات قد توقفت لأسباب أخطرت بها إدارة تلفزيون المنار في حينه, وقد تجاوبت إدارة الأخبار في المنار مع موقفنا, والدليل أن باقي المندوبين والمصورين التابعين لتلفزيون المنار يدخلون ويمارسون عملهم بشكل طبيعي'.
قناة المنارمن جانبه استغرب تلفزيون 'المنار' 'الحجة الواهية' التي تذرع بها المكتب الاعلامي في رئاسة مجلس الوزراء لتبرير منع الزميلة منار صباغ من دخول 'السراي الحكومي' لتغطية وقائع جلسة مجلس الوزراء مشيراً إلى أن عدد الصحافيين المعتمدين في السراي محدود أصلاً وعند حصول أي تغطية خاصة يتم اعتماد بطاقة خاصة للمندوبين والصحافيين.
التلفزيون، وفي بيان له، رفض بشدة تصرف حكومة فؤاد السنيورة 'غير المبرر' واصفاً إياه بـ'الاعتداء على حرية الصحافة' واضعاً إياه برسم المسؤولين على الاعلام وفي مقدمهم وزير الاعلام غازي العريضي.
ورأى التلفزيون في التصرف الحكومي 'شهادة إضافية على ضيق صدر وإفلاس الفريق المتحكم بالسلطة'.
غالب قنديل: تعد على الحريات
إلى ذلك أدلى عضو المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع غالب قنديل بالتصريح التالي: 'ان إقدام دوائر السراي الحكومي على منع مندوبة تلفزيون المنار الزميلة منار صباغ من المشاركة في تغطية جلسة الفريق الحكومي المقررة اليوم، يمثل تعديا على الحريات الاعلامية وخرقا فاضخا للقوانين والأعراف التي ترعى الممارسة الاعلامية المهنية.
إننا نعتبر هذا التصرف تجسيدا لنهج إلغائي وآحادي وهو ينم عن عقلية شمولية استبدادية وضيق صدر بأي موقف مخالف مع تنويهنا بحرص قناة المنار على تغطية نزيهة للمواقف والتصريحات والتحركات التي تمثل بالنسبة لها رأيا مخالفا.
ندعو المجلس الوطني للاعلام ووزارة الاعلام ونقابات الصحافة والمحررين والمصورين والجسم الاعلامي بجميع مكوناته لاتخاذ موقف يليق بالدفاع عن حرية الاعلاميين وكرامة الجسم الاعلامي المهني ونعتبر هذا التصرف إشارة فاضحة الى سلوك تعسفي.
الأولى بمن يتخذ صفة المسؤولية أن يتنبه للتسلل الاسرائيلي الى البلد بدلا من استهداف الاعلاميين اللبنانيين، ولعله من الحكمة التفكير بأن ما تفضحه الوقائع لا يمكن أن يحجبه التعتيم. فمم يخشى العارفون أمام مراسل يقوم بواجبه المهني لينقل أقوالهم ومواقفهم، ولماذا يخافون السؤال ما داموا واثقين من أنهم على صواب؟