«لحقت العفونة بأرشيف الصور ونفتقر إلى موظفين»
- صحيفة "السفير" سالم زهرانبلغت «الوكالة الوطنية للإعلام» أمس سن الخمسين. إلا أنها ما زالت تحتفظ بحيوية الشباب، بعد مسيرة حافلة لمؤسسة تتبع للإعلام الرسمي وتراهن على التطور.
وما بين تاريخ تأسيسها في العام 1961 (مديرها الأول الزميل باسم الجسر) واليوم، تغيرت الكثير من التقنيات وأساليب نشر الخبر. ويسجل للوكالة مواكبة هذه التغييرات بشكل تدريجي، وإن جاءت الخطوة متأخرة عن زميلاتها من وكالات الأنباء العالمية والعربية. ولا سيما مع إنشاء موقع إلكتروني حديث ومجاني منذ يومين.
بعد أن نشرت على موقعها الرسمي العشرات من رسائل المباركة والدعم والثناء، تلقتها من عدد من الشخصيات والهيئات والجمعيات على مدار أسبوعين، أحيت «الوكالة الوطنية للإعلام» أمس يوبيلها الذهبي، من خلال مؤتمر عقدته في فندق «الحبتور»، برعاية رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان ممثلاً بوزير الإعلام طارق متري، الذي مثل أيضاً رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، في خطوة تخرق البروتوكول المتعارف عليه، لجهة عدم إمكانية التمثيل المزدوج لرئيسي الجمهورية والحكومة. كما حضر النائب أيوب حميد ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، والمستشار مصطفى آغا ممثلاً رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، وعدد من مدراء الوكالة السابقين، منهم الزميل رفيق شلالا.
على هامش الاحتفال، التقت «السفير» مديرة الوكالة الزميلة لور سليمان صعب، التي عددت الإنجازات التي تحققت منذ تسلمها الإدارة قبل ثلاث سنوات، وهي «استحداث خدمات جدية، منها إضافة اللغتين الفرنسيّة والانكليزيّة، وخدمة الصور، وخدمة الـ RSS والأخبار الإقليميّة والدوليّة والنشرة الصوتيّة. وبعض الأبواب الجديدة مثل «التحقيقات الخاصة»، فضلاَ عن تطوير الموقع الإلكتروني الخاص بالمؤسسة».
أما المشكلات التي لا زالت قائمة فتكمن بحسب سليمان، «في عدم توفّر المال للاهتمام بأرشيف الصور الخاص بالوكالة، والذي يعود الى العام 1961 وقد لحقت العفونة به جراء الإهمال،علماً أنّ هذا الأرشيف يضم مليونين ومئتي الف صورة، رمم منها فقط الفا صورة».
وتشير الى «الخلل في الجسم البشري، فبعض المندوبين باتوا متقدّمين في السنّ (ما فوق الستين)، فضلاً عن النقص في العنصر الشاب بسبب قرار منع التوظيف».
وتبدي سليمان استياءها من «الظلم الذي تعاني منه الوكالة، جراء إحجام الصحف عن ذكرها كمصدر لمعظم أخبارها وصورها، في وقتٍ تذكر فيه اسماء مصادرها من الوكالات الأجنبيّة التي تحمّل الصحف أعباء ماليّة».
وكان افتتح المؤتمر الاحتفالي بكلمات ألقاها كل من الوزير متري، والزميلة لور سليمان، ومدير عام وزارة الإعلام حسان فلحة. وتمحورت الكلمات حول علاقة وسائل الإعلام بوكالات الأنباء، ومصداقيّة الخبر والسرعة في إيصاله الى الجمهور، ومعايير التمييز بين الرأي والخبر، وحريّة التعبير والتزام سياسة الوسيلة الإعلاميّة. ثم عقدت أربع جلسات عمل.
تلى ذلك إعلان للتوصيات، فعشاء رسمي، وإطلاق خدمات جديدة، منها تصفح أخبار الوكالة عبر الهاتف. فضلاً عن إطلاق نشيد الوكالة، وإطلاق كتاب «صور من لبنان» ويضم الفي صورة من صور الوكالة. فضلاً عن إطلاق الموقع الإلكتروني الجديد للمؤسسة بشكل رسمي، بعدما عولجت مشكلاته التقنية.
كما تم بالمناسبة تكرّيم المديرين الأولين للوكالة الزميلين باسم الجسر ورضوان المولوي، وتكريمٍ الوزيرة ليلى الصلح لمساهماتها في تطوير الوكالة، باعتبارها كانت ساهمت في مكننتها.
إذا خـــمسون عاماً مـــضت على تأسيس «الوكـــالة الوطنية للإعلام»، مصدر الأخبـــار الأساسي والدقيق للكـــثير من الوسائل الإعلامية في لبنان والخـــارج. إلا أنـــه وباعــتبارها محسوبة على وزارة الإعلام، فذلك يجعلها اكـــثر جموداً وأقــل حرية، مما يفقدها أحياناً ميزة الســـرعة و»السبق الصــحافي»، المتاحة للمــواقع الإخبارية المنافسة.