أدلى عضو المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع غالب قنديل بالتصريح التالي: 'يدخل لبنان مرحلة جديدة بعد التسوية السياسية التي تضمنها الاتفاق الذي توصل إليه مؤتمر الحوار الوطني، ويتطلع اللبنانيون اليوم إلى الخطوات العملية التي ستبدأ بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وإصدار قانون الانتخاب الجديد.
إن التهدئة السياسية والإعلامية التي دعا إليها الاتفاق لجهة وقف الحملات وعمليات التحريض والشحن هي مسؤولية الجسم الإعلامي اللبناني الذي يتطلب منه الوضع الجديد سلوكا حكيما وعاقلا بعيدا عن كل تطرف أو تشنج.
لقد بينت التجربة السابقة ضرورة مراجعة الكثير من قواعد ومرتكزات واقعنا الإعلامي عبر تحديث القوانين والتشريعات لضمان تنمية القطاع الإعلامي ولتطويره كصناعة لبنانية مميزة ولتعزيز الحرية الإعلامية في إطار يرسخ السلم الأهلي والوحدة الوطنية'.
أضاف: 'سيكون على الإعلاميين اللبنانيين اعتبارا من اليوم أن يشاركوا في تحضير الورشة الوطنية التشريعية والتنفيذية لتطوير الإعلام اللبناني وتنظيمه بصورة حضارية ولائقة بعيدا عن العيوب والثغرات التي تراكمت بفعل الخلل الذي شاب تنظيم الإعلام منذ التسعينات.
إنني أتوجه إلى جميع الزميلات و الزملاء بضرورة الحرص على اعتماد خطاب جديد يواكب التسوية الوطنية من خلال تعميم لغة الحوار والتواصل بين اللبنانيين وتكريس ثقافة الوحدة الوطنية واحترام التعدد السياسي والفكري واحترام الاختلاف بتعبيرات هادئة وموضوعية وبمفردات الجمع والحوار التي تنأى بالرأي العام عن الضغائن والأحقاد الموروثة عن نزاعاتنا السياسية الصاخبة التي انتهت إلى التسوية وبعيدا عن لغة التناحر والتحريض والمواقف المسبقة التي عبرت عنها توصيفات واتهامات وتصنيفات رافقت الاشتباك الإعلامي والسياسي.
إن ما نتطلع إلى الترويج له في إعلامنا اليوم هو ثقافة الوحدة الوطنية والسلم الأهلي والحوار والتضامن الوطني في وجه العدو الإسرائيلي وحول المقاومة اللبنانية مع الالتفات إلى المصادفة المعبرة بين عيد المقاومة والتحرير وموعد انتخاب رئيس للجمهورية هو قائد الجيش الذي تشارك مع المقاومة مسؤوليات الدفاع الوطني وتحرير معظم الأراضي المحتلة من قبضة العدو الإسرائيلي وما يزال متمسكا بهذه الشراكة المصيرية'.
وتابع: 'يهمني بالمناسبة لفت الانتباه إلى ضرورة التعامل الإعلامي بحكمة وعقلانية في تناول النقاط الخلافية التي وضعها اتفاق الدوحة في عهدة الحوار الوطني الذي سوف يرأسه الرئيس ميشال سليمان بعد تسلم صلاحياته الدستورية، وخصوصا العنوان الذي توافق مؤتمر الحوار الوطني قبل سنتين على وضعه في عهدة التفاهم على إستراتيجية الدفاع الوطني وحماية لبنان من العدوان الإسرائيلي. وعلينا أن نتذكر اليوم أكثر من أي وقت مضى حقوقنا وأرضنا وأسرانا والتهديد الصهيوني المستمر لبلدنا وهو ما يجعل الإعلام اللبناني مسؤولا عن تحصين عناصر القوة التي تمثل المقاومة عنوانها البارز وألا يقحم هذا العنوان في السجالات الإعلامية والسياسية بروح الإثارة والتجاذب التي حملتها السنوات الماضية وحفلت بها.
إن تحويل عناوين الحوار مرة أخرى إلى مادة للتجاذب الإعلامي والتناحر السياسي لا يساعد على ترسيخ جو التسوية والمعالجة الهادئة للخلافات في قاعات الحوار الوطني بعيدا عن الضجيج والإثارة.
إن الزميلات والزملاء يحملون معا مسؤولية اختيار الكلمات والتعابير في التغطيات والتحقيقات وفي نصوص الأخبار ومقدماتها كما أنهم جميعا وفي سائر وسائلنا الإعلامية مسؤولون عن لفت ضيوفهم في الحوارات السياسية إلى الابتعاد عن لغة التحدي والتحريض المسيئة للوحدة الوطنية وللسلم الأهلي.
إن الإعلام اللبناني معني باستخراج دروس مرحلة حرجة من تاريخ لبنان والتكيف مع موجبات الوضع الجديد والتطلع إلى الغد ليكون للإعلام اللبناني دور الريادة الذي طالما تربع عليه في دنيا العرب'.