على خلفية نشره أغنية «جنرال سليمان»
- صحيفة "السفير"
حياة الحريري
أفرجت النيابة العامة أمس عن الفنان زيد حمدان، بعد توقيفه لنحو 8 ساعات، بناء على إشارة صادرة عن المدعي العام التمييزي سعيد ميرزا، بعدما تم التحقيق معه بتهمة المسّ بكرامة رئيس الجمهورية، على خلفية نشره «فيديو كليب» لأغنية بعنوان «جنرال سليمان».
بدأت القصة في العام 2010، حين عبّر حمدان على طريقته الخاصة عن رفضه انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. بسخرية لا تظهر إلا عند نهاية الفيديو، يحيي حمدان سليمان مصوراً إياه على شكل المخلّص الذي سينقذ لبنان من الميليشيا والفساد والتدخلات الأجنبية، فيطلب من رجالات السياسة العودة إلى بيوتهم لأن الجنرال قد أتى، ليتبيّن فيما بعد أن الأغنية تدعو الجنرال نفسه إلى الرحيل.
وبعد مضيّ أكثر من عام على إصدار الأغنية، أصدر النائب العام التمييزي إشارة بتوقيف حمدان، بعدما وقع الفيديو في «قبضة» الأمن العام. وبحسب معلومات من مقربين من حمدان، أرسل مخرج الأغنية، وهو إيطالي الجنسية، منذ أسبوعين تقريباً، نسخاً عدة منها إلى بعض الأشخاص في لبنان، لتقييم عمله. فما كان من الأمن العام إلا أن منع مرور النسخ، علماً أن «الفيديو» منشور على موقع «يوتيوب» منذ عام تقريباً. واستدعى الأمن العام المعنيين بالشريط للتحقيق معهم، وصولا إلى استدعاء زيد حمدان للتحقيق مرتين متتاليتين، في 20 و21 الجاري، ليتم توقيفه في العدلية صباح أمس، ومن ثم الإفراج عنه مساء، من دون إقفال الملف.
وأثار توقيف حمدان ردة فعل قوية على المستوى الشعبي والحقوقي، لا سيما على المواقع الاجتماعية، كـ«فايسبوك» و«تويتر»، حيث برزت دعوات إلى وقف ما أسموه «الإرهاب الفكري والثقافي» في لبنان، مع استهجان توقيت التوقيف، لا سيما أن الأغنية تعود إلى العام 2010.
وكرد أولي على التوقيف، دعا ناشطون إلى الاعتصام أمام مقر العدلية، قبل الإفراج عن حمدان قرابة الثامنة مساء.
وتعقيباً على توقيف حمدان، اعتبر محاميه نزار صاغية إن هذا التوقيف يسيء إلى الحرية الفنية وحرية الرأي والتعبير في لبنان، ويكشف مدى ازدراء السلطات العامة للحريات الشخصية. وأضاف في بيان له: «ما يزيد الأمر مدعاة للأسف هو حصوله في لبنان، في وقت تشهد فيه مختلف الدول العربية ثورات نزعت الهالة عن هامة الزعيم (الرئيس) مهما علا شأنه، وأعادت الكرامة للمواطن».
وأشارت مصادر رسمية لـ«السفير» إلى ان القضاء تحرك من تلقاء نفسه لا بطلب من سليمان الذي لم يكن على علم بالموضوع، وهو استفهم عما حصل، وكان الجواب انه اطلق سراحه!