زينة برجاوي
&laqascii117o;اقصف غزّة"، لعبة فيديو، تحاكي العدوان الإسرائيلي على فلسطين. لتجميع النقاط، على اللاعب أن يلقي القنابل بواسطة الطائرات، على مقاتلي المقاومة الفلسطينيّة، من دون أن يقتل &laqascii117o;المدنيين"، وعليه في الوقت ذاته أن يتجنّب صواريخ المقاومة! تلك ليست مزحة سمجة، بل ابتكار حقيقي، طوّرته شركة &laqascii117o;بلاي إف تي دبليو" PlayFTW لهواة ألعاب الفيديو.. أثارت اللعبة موجة غضب عارمة، ما دفع شركة &laqascii117o;غوغل" لإزالتها أمس، عن متجر التطبيقات &laqascii117o;غوغل بلاي"، بعد أقلّ من أسبوع على تحمليها في 29 تمّوز/ يوليو الماضي.
من خلال لعبة &laqascii117o;اقصف غزّة"، يمكن لأيّ كان، أن يخوض تجربة قتل الأطفال، وتدمير المنازل فوق قاطنيها، بواسطة هاتفه الذكيّ، تحت شعار &laqascii117o;الحرب ضد حماس". وللاعب فرصة ذهبية لكسب النقاط، حين يتحكّم بطائرة حربية تحمل الأعلام الإسرائيلية، ويقوم بإلقاء الصواريخ على شخصيات كرتونية &laqascii117o;شريرة"، بأقنعة سوداء وخضراء، هي محاكاة صانعي اللعبة لمقاومي &laqascii117o;حماس". يقوم هؤلاء بإطلاق الصواريخ، والانتشار بين المدنيين الفلسطينيين. يتخيّل صانعو اللعبة هؤلاء نساء بعباءات سوداء، ورجال بالزيّ الخليجي، يحملون أطفالاً صغار.
أثارت اللعبة موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، وانطلقت حملات تطالب بإزالتها. واستجابت &laqascii117o;غوغل" لتلك الحملات أمس، معلنةً أنّ اللعبة تخرق شروط &laqascii117o;غوغل بلاي" التي تحظر تضمين محتواها خطاب كراهية، أو تحريضاً على العنف. وتلقّت اللعبة تعليقات سلبيّة على متجر &laqascii117o;غوغل" للتطبيقات، إذ كتب أحد المستخدمين: &laqascii117o;تحويل الإبادة، والقتل، والتطهير العرقي إلى لعبة، أمر مقرف إلى أقصى حدّ"، كما نقلت صحيفة &laqascii117o;تلغراف" البريطانيّة.
هذه المرة الأولى التي يتمّ فيها سحب لعبة خاصة بالحروب من على تطبيقات وخدمات عالمية. ويعود الفضل بذلك إلى الرسائل والتغريدات التي أطلقها المتضامنون مع غزّة على مواقع التواصل الاجتماعي. اليوم، لم يعد للعبة أي أثر، إذ اختفت أيضاً عن منصّة &laqascii117o;آيتيونز"، وتمّ إلغاءها من قائمة الألعاب المتوفرة على موقع &laqascii117o; فايسبوك".
لكنّ لعبة &laqascii117o;اقصف غزّة" ليست الوحيدة من نوعها، إذ برزت خلال اليومين الماضيين عدّة ألعاب تتبنى المنطق ذاته، منها &laqascii117o;اضرب حماس"، و&laqascii117o;القبّة الحديديّة"، و&laqascii117o;هجوم غزة ـ الكود الأحمر". وتدعو لعبة &laqascii117o;هجوم غزّة" إلى &laqascii117o;حماية المدنيين من الصواريخ التي يطلقها الإرهابيّون". تتيح أيضاً &laqascii117o;إحلال السلام"، ولكن فقط في مراحل نهائيّة، عندما يقوم اللاعب بتحويل أرض المعركة، وهي عبارة عن محاكاة لأبنية قطاع غزّة، إلى ركام! أمّا لعبة &laqascii117o;اضرب حماس"، فتدرج ضمن شروطها للفوز التالي: &laqascii117o;الحماسيّون يخرجون من أنفاقهم! لا تدعهم يهربون وإلا سوف يؤذون مدنيين أبرياء!" من جهتهم، يقترح مطوّرو لعبة &laqascii117o;القبّة الحديدية" على اللاعبين إدارة نظام عسكريّ معقّد لحماية مدينتهم من الصواريخ والدمار.
أثارت تلك الألعاب اهتمام وسائل إعلام عدّة حول العالم، ولكن لم تتمّ إزالتها بعد عن متاجر التطبيقات على الهواتف الذكيّة. ويقول كريس دويل مدير &laqascii117o;المجلس العربي البريطاني للتفاهم" لصحيفة &laqascii117o;تلغراف": &laqascii117o;هذه الألعاب تمجّد الرعب والعنف في قصف غزّة، وتظهر النزاع الذي يقتل الآلاف، بشكل صحيّ، وتطرح أسئلة جديّة على المعايير الأخلاقيّة للألعاب التي يسمح &laqascii117o;غوغل" باستضافتها عبر منصّاته".
المصدر: صحيفة السفير