يامن صابورلم يعد الجدل حول تداخل العالم الافتراضي بالواقع المعاش بجديد اليوم، لكنّ سعي عمالقة الويب، مثل &laqascii117o;غوغل" و&laqascii117o;فايسبوك" و&laqascii117o;مايكروسوفت" على شراء الشركات الناجحة في مجال الواقع الافتراضي والألعاب، يستحقّ المزيد من الاهتمام.
فبعد &laqascii117o;إنستغرام" و&laqascii117o;واتسآب"، فاجأ مؤسس &laqascii117o;فايسبوك" مارك زوكربرغ المتابعين، بإتمامه صفقة شراء شركة &laqascii117o;أوكيولوس في آر" بقيمة بلغت 2 مليار دولار أميركي في آذار/ مارس الماضي. ولا يزال الجدال دائراً حول الطريقة التي سيعمل من خلالها &laqascii117o;فايسبوك" على استثمار تلك الصفقة، في وقت يلمّح زوكربرغ لخطط مقبلة من حين لآخر عبر وسائل الإعلام والتواصل.
لا يتعدَّى عمر &laqascii117o;أوكيولوس في آر" السنتين، فهي شركة ناشئة أسّسها بالمر لاكي الذي انطلق مثل الكثيرين في هذا المجال، من مرأب منزل أهله. لطالما شغل الواقع الافتراضي وتطبيقاته في ألعاب الفيديو ذهن لاكي، وخصوصاً أجهزة عرض الواقع الافتراضي التي تلبس على الرأس وتكون أشبه بالواقية الأمامية لخوذة قيادة الدراجة. تتكون تلك الأجهزة من شاشة، وأمامها نظارات، تشكل الرؤية المجسّمة، ويدمج معها سماعات رأسية. تعمل تلك التقنية على منح اللاعبين خبرة استثنائية وتنقلهم إلى عالم محسوس وملموس أكثر. يعدّ الجهاز الذي عمل لاكي على تطويره، وأسماه &laqascii117o;أوكيولوس ريفت"، أكثر فعاليّة من الأجهزة التي كانت متوافرة سابقاً في الأسواق، كما أنّه أرخص ثمناً منها (لا يتعدّى 350 دولاراً). فلطالما كانت فلسفة لاكي مزج الخبرة التقنية العالية، مع سعر في متناول معظم اللاعبين.
لعبة زوكربرغ الجديدة
لم يطرح &laqascii117o;أوكيولوس ريفت" في السوق بعد، بل لا يزال قيد التجربة والتطوير، ومن الممكن للمطورين الحصول عليه عبر طلبه من موقع الشركة الالكتروني. ويعدّ الجهاز نقلة تقنية نوعية، إذ يقدّم مجال رؤية بانورامية (110 درجة)، بشكل يشعر اللاعب &laqascii117o;بأنّه لا ينظر إلى شاشة صغيرة بعيدة عنه بل يشعر بالفعل بأنه داخل ذلك العالم"، بحسب لاكي. وبذلك يحقّق لاكي حلمه بأن ينقل عالم ألعاب الفيديو إلى مستوى جديد تماماً.
إذاً، ما الذي يدفع &laqascii117o;فايسبوك" إلى شراء تقنية كهذه تختص بعالم الألعاب المجسمة؟ أحد الأجوبة على هذا التساؤل طرحته صحيفة &laqascii117o;ذا غارديان" البريطانيّة بشكل ساخر، فزوكربرغ لديه من المال ما يكفيه لعقد صفقات كهذه، وقد يمثل &laqascii117o;أوكيولوس ريفت" لعبة صبيانية لذلك الشاب، بعدما جربها فأحبها فاشترى الشركة. ولكنَّ زوكربرغ يبدي نظرة إستراتيجية بعيدة المدى أكثر عبر &laqascii117o;بناء المنصة الحاسوبية الأساسيّة التي ستأتي بعد منصة الهواتف الجوالة"، كما أعلن في مؤتمر عقد بعد إنجاز الصفقة، بحسب موقع &laqascii117o;تكنولوجي ريفيو". يؤكد زوكربرغ أن تكنولوجيا &laqascii117o;الواقع الافتراضي المفرط"، لن تقتصر على عالم الألعاب فحسب، بل إنها ستصبح جزءاً من حياة الناس اليومية.
إذاً، ليست الصفقة مجرد لعبة صبيانية أو نزوة جامحة لملياردير شاب، بل إنه من الواضح أن زوكربرغ ينظر إلى الصورة الأشمل التي ستنقل &laqascii117o;أوكيولوس ريفت"، وتقنيات العالم الافتراضي ككل، من مجال ألعاب الفيديو إلى مجالات عدّة. فالتعاون بين الشركتين يعزز مبادئ كل منهما ويطورها، أو كما يقول لاكي نفسه بحسب موقع &laqascii117o;غيم سبوت": &laqascii117o;تأسَّس &laqascii117o;فايسبوك" برؤية جعلت العالم أكثر تواصلاً، والواقع الافتراضي هو الوسيلة التي تسمح لنا بمشاركة تجاربنا مع الآخرين، بطرق لم تكن ممكنة من قبل".
إلى هوليوود وغرف الأخبار
أوّل اختراقات تقنيات الواقع الافتراضي، قد تأتي من هوليوود، إذ يجري &laqascii117o;فايسبوك" محادثات مع كبرى استوديوهات الإنتاج السينمائي، من أجل إنتاج محتوى سينمائي ترفيهي خاص بأجهزة &laqascii117o;أوكيولوس ريفت". وعلى الرغم من عدم التوصل إلى نتيجة ملموسة بعد، إلا أنّ تلك المحادثات تظهر الإمكانيات الاقتصادية والاجتماعية الهائلة التي تمتلكها هذه التقنية.
عالم الأخبار هو المجال الجديد الآخر الذي قد يتم استخدام &laqascii117o;أوكيولوس ريفت" فيه بحسب &laqascii117o;ذا هافنغتن بوست"، إذ أنّ صناعة الأخبار على وشك التحوّل إلى لعبة واقع افتراضي هائلة. لقد أصبحت الأخبار اليوم مجال تنافس وتطوير مستمرّ، من أجل الوصول إلى أفكار جديدة لتقديمها وإيصالها إلى الجمهور، وذلك باستخدام أجهزة الهاتف المحمول، وشبكات التواصل الاجتماعي، والبث المباشر عبر الانترنت. وقد بدأ الجمهور العربي بالتعرّف على بعض تقنيات وتطبيقات الواقع الافتراضي في نشرات الأخبار عبر الشاشات الضخمة التي تعرض الخرائط التفاعلية والتقارير المصورة المنفّذة عبر برامج محاكاة مجسمة. وقد تفتح هذه التطبيقات المجال أمام تعويذة &laqascii117o;فايسبوك" المفضلة، كما أسمتها &laqascii117o;ذا غارديان،" أي الإعلانات. كما أن المطورين لن يعدموا سبيلاً في التوصل لتطبيقات أخرى تؤهل &laqascii117o;أوكيولوس" ليكون منصة عالم الغد.
يقضي الناس معظم وقتهم اليوم، وهم ينظرون إلى شاشات هواتفهم الذكية أو حواسيبهم اللوحية، بوهم التواصل مع بعضهم البعض. فهل سنصل إلى يوم يمشي فيه الجميع في الطرقات مرتدين نظارات &laqascii117o;غوغل" ويجلسون في المقاهي مرتدين &laqascii117o;أوكيولوس ريفت"، ويرسلون لبعضهم تلك الوجوه المبتسمة الصفراء الصغيرة تعبيراً عن سعادتهم &laqascii117o;بالواقع" الذي يعيشونه؟
المصدر: صحيفة السفير