معلوماتية وإنترنت » واتس آب يروج مصريّاً بفضل سهولته وتجاهل الخصوصية

قبل أسابيع قليلة، وَعَدَتْ الشركة المسؤولة عن تطبيق الـ&laqascii117o;واتس آب" الجمهور بأنها ستخفي من تطبيقها إظهار آخر وقت للظهور، وعلامة الاستدلال على أن الرسالة جرت قراءتها ممن تلقاها.
واعتبرت الشركة أن الغرض في ذلك هو حفظ الخصوصية، بمعنى أنه ليس من حق كل من يرتاد تطبيق &laqascii117o;واتس آب" أن يعرف متى نام المتلقي وهل قرأ رسائله أم لا. وبالطبع فإن أكثر من يسعدهم ذلك الوعد هم... الأزواج!
شهادات مباشرة
تبقى الحقيقة الثابتة حتى الآن متمثّلة في أن تطبيق &laqascii117o;واتس آب" فائق السهولة في الاستخدام على الخليوي، ما جعله موضع تفضيل لدى جمهور واسع يسعى للتواصل خارج أسر مواقع التواصل الاجتماعي كـ"فايسبوك" و&laqascii117o;تويتر" و&laqascii117o;يوتيوب".
وما بين الدردشة الشبابية إلى تسيّر أمور العمل، بات تطبيق &laqascii117o;واتس آب" واسع الانتشار بين صفوف المصريين. وتقول الطالبة الجامعية رغدة: &laqascii117o;لم أعد أحتاج خدمة الرسائل الخليويّة القصيرة (&laqascii117o;أس أم أس") على خط الخليوي، كذلك لا تجذبني عروضها، إذ يتيح تطبيق &laqascii117o;واتس آب" لي تبادل الرسائل الإلكترونية مع زملائي بغض النظر عن شبكاتهم، وبصورة مجانيّة. صرت لا اهتم إلا بعروض باقات الإنترنت على الخليوي، بل اعتمد عليها في استخدام الـ&laqascii117o;نت" بتطبيقاته المتنوّعة، وفي المقدّمة منها &laqascii117o;واتس آب".
في السياق نفسه تحدث هشام، وهو طالب جامعي أيضاً، مشيراً إلى أن &laqascii117o;واتس آب" هوّن عليه كثيراً توتر زحام السير. وصار يستغل مدة غلق إشارة المرور في الدردشة مع أصدقائه، وأحياناً للمتابعة السريعة عبر الخليوي، كالاستفسار عن بدء المحاضرات الجامعيّة أو غياب المحاضر ومواعيد الامتحانات وغيرها.
في الإطار عينه، أعربت جيهان، الموظفة في أحد البنوك، عن قناعتها أن &laqascii117o;واتس آب" يمثّل تطبيقاً ذكيّاً وسهلاً وسريعاً، لكنه لا يتيح للمستخدم فرصة قبول أو رفض صداقة عبره، كما هو الأمر في &laqascii117o;فايسبوك". وأضافت: &laqascii117o;يستطيع أي شخص مراسلتك على &laqascii117o;واتس آب" طالما حصل على رقم هاتفك. شخصيّاً، اعتبر ذلك أمراً مؤرّقاً، كما أن استخدام شركات المعلوماتية والإنترنت لبيانات الجمهور بهدف اجتذاب الإعلانات والدعاية، هي أمور مزعجة جداً أيضاً".
وأوضحت الشابة رانيا أنها تستمتع باستخدام &laqascii117o;واتس آب" في تحميل صور صغيرها، ثم إرسالها فوريّاً إلى شقيقتها التي تعيش خارج مصر، إضافة إلى أنها تتبادل رسائل صوتيّة مع تلك الأخت أكثر من مرّة يوميّاً.
وفي نفسٍ مغاير، أبدى الحاج مسعود، صاحب محلات &laqascii117o;موبيليا"، تعجّبه من الشابات اللواتي يعملن عنده لدأبهن على الانشغال أثناء وقت الراحة، برسائل الـ&laqascii117o;واتس آب" التي يحمّلنها أدق أسرار حياتهن. وبيّن أنه كثيراً ما حذّرهن من أنّهن يجعلن حياتهن بيوتاً زجاجيّة مكشوفة للجميع، إلا أنهن...لا يكترثن!
وفي المقابل، أوضح حسام، وهو موظّف، أنه تعلّم من ابنه الشاب طريقة إخفاء العلامتين الزرقاوين اللتين تشيران إلى أنه قرأ رسالة زوجته، بواسطة وضع هاتفه في &laqascii117o;وضعية الطيران" قبل فتح الرسالة.
وانتشرت مجموعات الـ&laqascii117o;واتس آب" بصورة هائلة، بل تكاثرت كالفطر لتشمل الاهتمامات والاختصاصات والشرائح الاجتماعية كافة. هناك مجموعات للنساء حصرياً وأخرى عائلية، أو لفرق العمل في الجرائد والمجلات، ومجموعات لأمهات الأطفال في فصل مدرسي ما، ومجموعات لمعلّمي الدروس الخصوصيّة وغيرها.
وعلى رغم أن عمر &laqascii117o;واتس آب" لم يتعد 3 سنوات، إلا أن معظم المصريين باتوا معتمدين عليه في التواصل أكثر من التطبيقات الأخرى كلها. ويبدي معظمهم انزعاجه من أنه يحتاج إلى اشتراك بعد استخدامه لمدة عام، أو إلى تغيير الخط، الأمر الذي لا يروق لهم.
وقبل بضعة شهور، صرّحت وزارة الاتصالات المصرية بأنها كلفت لجنة تقنية تابعة للوزارة فحص بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي، خصوصاً &laqascii117o;واتس آب" و&laqascii117o;فايبر" و&laqascii117o;سكايب". وأوضحت الوزارة أن اللجنة التقنيّة المكلفة المهمة تعمل على تحديد المخاطر الأمنية للتطبيقات ومدى تناسبها مع القواعد التي تنظّم الاتصالات في مصر. وإلى الآن لم تعلن الوزارة جديداً عن ذلك الشأن.

المصدر: جريدة الحياة

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد