يامن صابور
ها قد انتصرت اللغة العربية أخيراً! أصبح بإمكان مدمني الألعاب الإستراتيجيّة والحربيّة الالكترونيّة أن يمارسوا هوايتهم في تدمير المدن وغزو الجوار والاستيلاء على موارده وبناء الأسوار وإنشاء الجيوش... ضمن بيئة مألوفة. فكلّ ذلك صار ممكناً ضمن نطاق افتراضي باللغة العربية، بعيداً عن السيطرة اللغوية التي يمارسها «الاستعمار البغيض»، على وعينا وثقافتنا السايبيرية. كلّ ذلك بفضل شركة «فلافل غيمز» التي أطلقت في 10 شباط الحالي، لعبة «حرب الحروب ـــ عودة الجنرالات» على الانترنت وعلى أجهزة آيفون وآيباد، وذلك بعد حوالي ثلاث سنوات من التحضيرات والاستعدادات تلت النجاح الذي حصدته لعبتها السابقة «فرسان المجد» التي تحكي «ملحمة إستراتيجيّة عن أمجاد الفتوحات الإسلامية».
وبذلك، بات باستطاعة «أحمد» أن ينام بسلام، إذ إنّ «فلافل غيمز» وجدت الإجابة على هاجس شغله طويلاً، ألا وهو عدم قدرته على التماهي مع شخصيّة فارس انكليزي من القرن الحادي عشر، يجلس على طاولة الملك آرثر المستديرة، ويرطن بالإنكليزية في لعبة الكترونية ما... وأخيراً، وجد أحمد (شخصيّة متخيّلة لزبون الشركة) المقيم في السعوديّة الحلّ، من خلال «لعب الكترونيّة من العرب وإليهم»، كما يخبرنا موقع «فلافل غيمز».
تتلخّص اللعبة، كما هي الحال في الألعاب الإستراتيجية الشبيهة، بأن يقوم اللاعب بناء مدينته وجيشه والدفاع عنهما وعن موارده من غذاء ونفط وذهب وسلاح، وإقامة التحالفات مع اللاعبين الآخرين من أجل شنّ هجوم مشترك هنا، والاستيلاء على موارد أخرى هناك، في جو مشحون بالقتل والنهب والهدم. وتمّ إطلاق اللعبة من استوديوهات شركة «فلافل غيمز» في أبو ظبي، بالتعاون مع شركائها الصينيين. تدور أحداث اللعبة، بحسب العديد من المواقع الإخبارية، في الدول العربية وفي الزمن الحديث، وتقدّم بطلة شابة اسمها أمل، تسعى لقيادة شعبها في القتال والدفاع عن حريتهم واستغلال جميع الموارد المتاحة من أجل بناء الجيش والدفاع عن الأرض. ولكن يصادف أنّ أمل هذه قد رسمها مصمّمو اللعبة على شكل فتاة شقراء مثيرة أقرب إلى النموذج الأميركي لفتيات الكوماندوس القادمات من عوالم أكشن هوليوود.
من جهتها تستند «فلافل غيمز» إلى نجاحها في تسويق لعبة «فرسان المجد» وفي تفاعل الجمهور العربي معها حيث قال رضوان قاسمية، أحد مؤسسي الشركة ومخرج الألعاب والأفلام فيها، بحسب موقع «البوابة العربيّة للأخبار التقينة» أن اللاعبين العرب قد أثبتوا «نضجاً والتزاماً يفوق أمثالهم من اللاعبين الآخرين، لقد دعمونا بالملاحظات والأفكار والتشجيع لثلاثة سنوات متتالية بلعبتنا الأولى «فرسان المجد» وحاولت من خلال لعبة «حرب الحروب» أن أترجم أفكارهم وثقتهم وأقول لهم شكراً على طريقتي». كما نجحت الشركة في الحصول على دعم مجموعة «إم بي سي» وهيئة الاستثمار في أبو ظبي، وراكمت خبرة سنوات عدة من العمل وذلك من أجل تثبيت أقدامها في سوق الألعاب الالكترونية لكي تصبح الشركة، بحسب موقعها، منتجاً رائداً للألعاب الالكترونية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. وتهدف من الشركة إلى صناعة محتوى جذاب يراعي الخصوصية الثقافية للمتلقي ويقدم درجة عالمية من الجودة. وبهذا كله يمكن الانتقال بالسوق العربية من مستهلك لهذه الألعاب إلى منتج ومصدّر لها... كلّ ذلك من خلال تصميم شخصيّات تشبه نجوم أفلام الحركة الأميركيّة.
المصدر: جريدة السفير