معلوماتية وإنترنت » اطفال... ويتعلمون الترميز المعلوماتي

هم في السادسة وبعضهم لا يحسن القراءة جيدا الا انهم لا يترددون في برمجة لعبة الكترونية جديدة..فبعد المدرسة ينكب اطفال من ايسي ـ لي ـ مولينو (جنوب غرب باريس) على الترميز المعلوماتي في خطوة اولى باتجاه 'المواطنة الرقمية'.
فبعد الظهر، يجلس اطفال متحمسون امام الحواسيب لا لممارسة لعبة بل لاختراعها. ففي كل اسبوع منذ كانون الثاني يتعلم هؤلاء التلاميذ في مدرسة بول ـ بيرت ، مع يزيد وهو موظف في البلدية، كيفية برمجة لعبة استنادا الى برمجية 'سكراتش'.
وهذه البرمجية التي وضعها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (ام آي تي) العريق تسمح للاطفال باستحداث العاب من خلال الاستعانة بكتل بصرية لتشكيل شبكة حسابية.
اراء الاطفال
في القاعة يسترسل الاطفال في مشروعهم. ويقول محمد (ست سنوات) قلقا 'لا اظن اني سانجح في ذلك'. اما يانيس (7 سنوات) فيؤكد 'اكتشفت ان الامر سهل في نهاية المطاف. فيجب برمجة العارضة لكي ترتطم بها الكرة'. وقد تمكن من اختراع لعبته في خمس جلسات.
في المنزل يملك كل من والده ووالدته جهازا لوحيا ، اما هو فلديه حاسوب للاطفال فضلا عن حاسوب شخصي محمول يستعيره من اهله فضلا عن ساعة ـ هاتف...
وتقول ديبورا ايلالوف رئيسة شركة 'ترالالير 'نحن نرى اطفالا في الثالثة يشغلون هواتف ذكية واجهزة لوجية. في حين ان بعض الاشخاص في الثلاثين او الاربعين من العمر لا يعرفون كيف يشغلونها'.
وقد ابرمت منطقة ايسي ـ لي ـ مولينو المتقدمة جدا على صعيد الابتكارات الرقمية، شراكة مع هذه الشركة المتخصصة في التربية الرقمية والمنظمة غير الحكومية 'مكتبات بلا حدود' اللتين تدربان المدربين في هذه المحترفات للانشطة الموازية للمدرسة، المتوافرة في ثماني مدارس.
وتقول رئيسة 'ترالالير'، 'الهدف هو تخريج جيل من المواطنين الرقميين المطلعين (..) ليشكلوا اطرافا فاعلة في العالم الرقمي وليس مجرد مستهلكين للتكنولوجيا. فنحن نساعدهم على التعامل مع الترميز حتى لا يتم التلاعب بهم'.
وتؤكد آن-لور يدبريه وهي مسؤولة مشروع لدى 'ترالالير'، 'نريد ان يفهم الاطفال ان تشاطر صورة او تغريدة ليس بالامر البسيط بل انه يترك اثارا'.
ومن خلال تعلم كيفية التواصل مع الالة، يطور الاطفال حس المنطق والاستقلالية والصرامة في العمل بحسب شركة 'ترالالير' و 'مكتبات بلا حدود'. وتوضح ماهو دو مولان المسؤولة في 'مكتبات بلا حدود'، 'هم يعملون معا ويتم التركيز على استخلاص ج العبر من الاخطاء المرتكبة الامر الذي يسمح بتخفيف وطاة الفشل'. في بول-بيرت، يؤكد تيبو (ست سنوات) انه يحلم 'بالعمل على حواسيب' عندما يكبر. وتقول ايلالوف 'لا بأس ان تمكنا من ابراز بعض المواهب. لكن الامر لا يتعلق بتأليف +جيش من خبراء الترميز+ في خدمة اقتصاد رقمي يفتقر الى يد عاملة. الرهان اكبر من الواقع الصناعي فالامر يتعلق بامتلاك لغة القرن الحادي والعشرين'.
مبادرات فرنسية
وتكثر المبادرات في فرنسا من اجل تبسيط البرمجة المعلوماتية لدى الجمهور العريض.
وتريد وزارة التربية الوطنية ادراج الترميز في المنهج المدرسي فيما ينص برنامج المعارف المشترك الجديد الذي عرض خلال الاسبوع الماضي على ان يدخل حيز التنفيذ في العام 2016 على ان التلميذ يجب ان 'يعرف المبادئ الاساسية للحسابات الخوارزمية والترميز'.
ففرنسا متخلفة بعض الشيء في هذا المجال خلافا لفنلندا والولايات المتحدة وانكلترا التي جعلت من هذه المادة الزامية اعتبارا من سن الخامسة.
لكن هل ينبغي اتخاذ الخطوة نفسها؟ يقول ميشال غييوو المدون المتخصص في التربية 'الامر مهم لكن ليس ضروريا' داعيا الى 'ان تلج التكنولوجيا الرقمية المدرسة عبر كل المواد'.
المصدر: صحيفة النهار عن AFP

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد