معلوماتية وإنترنت » دوت كوم في الثلاثين: أربعة رموز غيّرت التاريخ

يامن صابور
احتفل العالم الافتراضي في 15 آذار/ مارس الحالي، بذكرى مرور ثلاثين عاماً على تسجيل أول اسم لموقع تجاري تحت نطاق &laqascii117o;دوت كوم .com"، والذي لا يزال الأكثر انتشاراً لغاية اليوم. وبحسب صحيفة &laqascii117o;تلغراف" البريطانيّة، فإنّ 42 في المئة من المواقع تعتمد ذلك النطاق، منها الأكثر شهرة في العالم مثل &laqascii117o;غوغل" و &laqascii117o;فايسبوك"، وغيرهما...
أوّل عنوان ينتهي بنطاق &laqascii117o;دوت كوم" تمّ تسجيله في 15 آذار 1985، لصالح لشركة &laqascii117o;سيمبوليكس"، وهي شركة تعمل في مجال ابتكار منصات العمل للكومبيوتر. وبحسب موقع &laqascii117o;بيزنس إنسايدر" تراجع أداء الشركة، فأشهرت إفلاسها في العام 1993، وتحوّلت إلى شركة خاصة صغيرة. وفي العام 2009، باعت الشركة عنوان موقعها لشركة استثمارية ناشئة تدعى &laqascii117o;إكس إف دوت كوم انفستمنز"، أصر مديرها التنفيذي آرون مايستيت على الإبقاء على الموقع، ولو أنه لم يعد فعالاً اليوم. ولكنه وبحسب مايستيت لا يزال يستقبل بضع مئات أو الآلاف من الزوار في اليوم وذلك كلما ذكر اسم &laqascii117o;سيمبولكس"، كأوّل شركة تحوز عنواناً على الانترنت في بحث ما أو في الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي.
لم تكن سنوات الانترنت الأولى نشطة كما هي اليوم، فعند مرور العام الأول على إنشاء نطاق &laqascii117o;دوت كوم"، وصل عدد الشركات المسجّلة إلى 11 فقط، من بينها شركتا &laqascii117o;زيروكس" و &laqascii117o;هيوليت باكارد (إتش بي)". ومن الملفت أن شركة &laqascii117o;آبل"، الرائدة اليوم في عالم الاتصالات والانترنت، انتظرت إلى العام 1987 لتنضمّ إلى ظاهرة الانترنت الجديدة تلك، وكان ترتيب تسجيلها 64. ومن بعدها تتالى تسجيل الشركات الكبرى على نطاق &laqascii117o;دوت كوم"، وغلب عليها طابع الاختصاص المعلوماتي والتكنولوجي.
تطوّرت الشبكة سريعاً في تسعينيات القرن الماضي، وتحوّلت من ظاهرة محصورة ببعض الجامعات والمؤسسات البحثيّة والحكوميّة، إلى وسيلة تواصل عالمي وبيئة مناسبة لجميع أنواع التسويق وتبادل المعلومات. وما أن حل العام 1997، حتى وصل عدد الشركات المسجلة في نطاق &laqascii117o;دوت كوم" إلى مليون موقع وبدأ عصر طفرة الانترنت، الذي استمر بالنمو السريع مع الدخول في القرن الواحد والعشرين، وظهر مصطلح &laqascii117o;فقاعة أسهم دوت كوم" في عالم الأعمال، وانفجار هذه الفقاعة في آذار من العام 2000. فمع انتشار إمكانية الدخول إلى الانترنت، وتحول هذه الظاهرة إلى جزء هام من حياة الناس، ازداد الطلب على إنشاء المواقع الجديدة، وازدهرت التجارة الالكترونية، وارتفعت أسعار الأسهم، وحلّق مؤشر سوق الأوراق المالية &laqascii117o;ناسداك" من ألف نقطة في العام 1995 إلى خمسة آلاف نقطة في العام 2000. سيطرت حينها المضاربات والاستثمارات الضخمة على السوق، وجرت عمليات تمويل هائلة لشركات الانترنت الناشئة التي فشلت في إنتاج أرباح توازي مبالغ التمويل هذه التي جرى ضخها في السوق بجنون، على أمل الحصول على المكاسب المرتفعة من الانترنت. وفي بداية آذار من العام 2000، وصلت قيمة &laqascii117o;ناسداك" إلى 6,71 تريليون دولار أميركي وبدأ عندها الانهيار، وتبخر ما يقارب التريليون دولار أميركي في غضون شهر واحد حيث سجل &laqascii117o;ناسداك" 5,78 تريليون دولار في نيسان من العام 2000 وفقاً لموقع &laqascii117o;تايم".
يواجه نطاق &laqascii117o;دوت كوم" اليوم إشكالية أخرى تتمثل في ازدحام المواقع المسجلة وتوفر الأسماء، مع وصول عدد المواقع إلى أكثر من 150 مليون موقع. ولمجابهة هذه الأزمة، عمدت &laqascii117o;هيئة الانترنت للأسماء والأرقام المخصّصة &laqascii117o;ICANN"، إلى إعادة تنظيم الانترنت عبر إدخال ما يعرف بنطاقات المستوى الأعلى (TLD) التي تسمح بإنشاء عناوين جديدة تحت نطاقات أخرى وذلك بإضافة اللواحق &laqascii117o;دوت أورغ org." للمنظمات أو &laqascii117o;دوت إيديو &laqascii117o;edascii117." للمؤسسات التعليمية/ واعتماد حرفين يشيران لكل بلد كاستخدام &laqascii117o;ascii117k." للمملكة المتحدة و&laqascii117o;sy." لسوريا و&laqascii117o;lb." للبنان أو استخدام نطاقات متخصّصة تشير إلى مهنة ما أو شركة ما كلواحق &laqascii117o;rest." للمطاعم أو &laqascii117o;google." لشركة &laqascii117o;غوغل" على سبيل المثال. وبعض المواقع يضيف رمز البلد إلى اللاحقة &laqascii117o;دوت كوم" التي تبقى إلى يومنا هذا على الرغم من جميع الإشكاليات النطاق الأكثر استخداماً في عالم الانترنت.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد