معلوماتية وإنترنت » مواجهة صينيّة ـ أميركيّة تطاوِل الشفرة الرقميّة و... العسكر

 

china_300

 

منذ بداية زمن انتشار الإنترنت في أواخر القرن الماضي، هناك مواجهة ضخمة لا تتوقف آلياتها عن العمل على مدار الساعة، بين الصين والولايات المتحدة.
وفي فصل جديد من ذلك الصراع، وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما انتقاداً لاذعاً لخطط صينيّة ترمي إلى فرض قواعد مربِكَة على شركات المعلوماتيّة الأميركيّة. ودعا بكين إلى تغيير سياستها كي تدعم نمو الأعمال والتجارة مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه ناقش المسألة مع نظيره الصيني شي جينبينغ.
وأعرب أوباما أيضاً عن قلقه من خطط بكين لوضع قانون واسع النطاق لمكافحة الإرهاب، يتضمّن إلزام شركات التكنولوجيا تسليم نسخة من مفاتيح الشفرات المستخدمة في حماية البيانات، إضافة إلى وضع &laqascii117o;ثغرات" أمنية في النُظُم الرقميّة لتلك الشركات، ما يتيح للسلطات الصينية مراقبتها.
وتعتبر الصين تلك الطلبات ضرورية لحماية أسرار الدولة والمؤسّسات، فيما ترى الشركات الغربية أنها أمور تزيد صعوبة إجراء نشاطات تجارية في الصين، وهي ثاني أكبر اقتصاد عالميّاً، إضافة إلى أنها تفاقِم حال انعدام الثقة بين واشنطن وبكين في أمن المعلوماتيّة وشبكاتها.
وأعدّت لجنة برلمانيّة صينيّة مسوّدة القانون الأول لمكافحة الإرهاب في بلاد &laqascii117o;العم ماو"، ما يعني قرب إقراره تشريعيّاً خلال السنة الحالية.
ونشر &laqascii117o;مؤتمر الشعب الوطني" (وهي تسمية البرلمان الصيني) تلك المسودة التي تتضمّن أيضاً إلزام الشركات الغربيّة بالإبقاء على خوادمها داخل الصين، مع ما تحمله من بيانات عن الجمهور، إضافة إلى إعطاء السلطات الصينيّة سجّلات عن الاتصالات التي تتولّها تلك الشركات.
وعلّق أوباما على تلك المسوّدة بالإشارة إلى أنها تجبر الشركات الأجنبيّة كافة (وضمنها الأميركيّة) على &laqascii117o;الاستسلام لآليات سيطرة الحكومة الصينيّة، ما يمكن الأخيرة من الوصول إلى معلومات عن جمهور تلك الشركات واتصالاته". وأوضح الرئيس الأميركي أن الشركات التكنولوجيّة الغربيّة لن توافق على تلك القيود، مشيراً إلى أن الصين دفعت أخيراً البنوك الصينيّة إلى التعامل حصريّاً مع الشركات التقنيّة الصينيّة.
وأعرب أوباما عن اعتقاده بأن تلك الأمور ربما ترتد عكسيّاً على الصين نفسها، مشيراً إلى أن التقييد الصارم يضر بالاقتصاد الصيني على المدى الطويل، مع ملاحظة أن لا حكومة أخرى تفرض قيوداً مُشابِهَة.
الرؤية من بكين
في المقابل، دافعت متحدثة باسم وزارة الخارجيّة الصينيّة عن القانون المقترح لمكافحة الإرهاب في بلادها، مشيرة إلى أنه يمثّل شرطاً أساسيّاً لنجاح تلك المكافحة.
وفي سلسلة من التصريحات الإعلاميّة، بيّنت المتــحدثـــة هوا تشون ينغ أن مسألة ســن تشريع لمكافحـــة الإرهاب يشمل الفضاء الإلكتروني، تعتبر من الشؤون الداخليــة البحتـة للصين، معربة عن أمل الحكومة في أن &laqascii117o;تنظر الولايات المتحــدة إلى ذلك القانــون، بل أن تتـــعامل معه أيضاً، بطريقة هادئة وموضوعيّة"، وفق كلمات هوا.
وفي السياق عينه، صرّح مسؤول أميركي رفيع المستوى لم يكشف عن اسمه، بأن إدارة البيت الأبيض أوصلت مخاوفها من مشروع قانون مكافحة الإرهاب، إلى الحكومة الصينيّة، بطريقة واضحة تماماً.
في سياق متّصل، نفت وزارة الدفاع الصينية أخيراً صلتها بهجوم إلكتروني على موقع أميركي على الإنترنت، بعد أن أشارت وسائل إعلاميّة أميركيّة إلى أن &laqascii117o;مكتب التحقيقات الفيديرالي" (&laqascii117o;إف. بي. آي" FBI) يرجّح أن يكون الجيش الصيني وراء ذلك الهجوم.
وفي منتصف آذار (مارس) الجاري، تعرض موقع &laqascii117o;ريجستر. كوم" (Register.com) المختصّ بإدارة أسماء ملايين المواقع الشبكيّة (تابع لموقع &laqascii117o;ويب. كوم" web.com) تعرض إلى هجمة أوقفته عن العمل لمدة غير قصيرة، بل إن الموقع ظلّ مكشوفاً لدى المهاجمين لما يزيد على عام بأكمله.
واعتبرت بكين الاتهام تكراراً لـ &laqascii117o;نغمة قديمة" في أميركا، مشيرة إلى غياب الأدلة الحاسمة على ضلوع الصين في هجمات منسّقة على الولايات المتحدة.
والأرجح أن تستمر المواجهة بين الصين وأميركا في المديين المتوسط والبعيد.
المصدر: صحيفة الحياة

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد