أحمد مغربي
الأرجح، أن هناك من يعتقد أن ثمة أنماطاً من الشخصيّة لمستخدمي &laqascii117o;فايسبوك" و &laqascii117o;إنستغرام" و &laqascii117o;تويتر" وغيرها، بمعنى أن صفحاتك على تلك المواقع ترسم &laqascii117o;شخصيّة" معيّنة عنك. وأكثر من ذلك، صار هناك حديث عن أنماط من الشخصيّة على الشبكات الاجتماعيّة، وهو أمر يشبه القول أن لكل إنسان شخصيّته في الحياة الفعليّة. وتورد بعض المؤلّفات في علم النفس قرابة 16 نوعاً من الشخصيّات، تعتمد على مواصفات كالانطواء والتواصل والحدس وحساسيّة المشاعر، والتفكير العميق والاعتماد على العواطف، والحكم على الآخرين، وتقبّل الآخر وغيرها.
في العوالم الافتراضيّة، برزت أخيراً أحاديث عن وجود 6 أنواع من الشخصيّات، وفق صورتها المرسومة في شبكات التواصل الاجتماعي. وتسمّى تلك الأنواع: &laqascii117o;المُراقِبَة"، &laqascii117o;الشبكيّة"، &laqascii117o;المُفرِطَة في المشاركة"، &laqascii117o;المنهمِكَة بالأولاد"، &laqascii117o;المُستَمتِعَة بحياتها"، وأخيراً... &laqascii117o;المتوازِنَة".
وفي وصف موجز، تميل الشخصيّة &laqascii117o;المُراقِبَة" إلى عدم كشف نفسها بوضوح على الشبكات الاجتماعيّة، وهي تُنصَح بأن تعمل على مفارقة قلقها عبر الانخراط تدريجيّاً في نشاطات تشمل كتابة معلومات عن نفسها وحياتها، ولكن بطريقة متوازنة.
وتتمحوّر النشاطات الشبكيّة للشخصيّة &laqascii117o;المنهمِكَة بالأولاد"، حول العائلة والأصدقاء المقرّبين، وتتحدث دوماً عن تطوّر الأبناء ونشاطاتهم. وتنصح بأن تضع على صفحاتها الشبكيّة أشياء عن نفسها لا تكون على صلة بـ &laqascii117o;الملائكة الصغار" أو &laqascii117o;الشياطين الحلوين".
وتظهر الشخصيّة &laqascii117o;المُفرِطَة في المشاركة" بوضوح، لأنها لا تتردّد في وضع تفاصيل نشاطاتها اليوميّة على صفحاتها وتدويناتها وتغريداتها، إضافة إلى إكثارها من وضع الصور والألبومات وأشرطة الفيديو وغيرها.
وتثير الشخصيّة الشبكيّة &laqascii117o;المُستَمتِعَة بحياتها"، الغيرة لدى من يطالعون محتوى حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي. وتنصح بأن تقلّل نسبيّاً من ضخ تفاصيل ما تعيشه من مباهج عبر الشبكات، إضافة إلى إبداء شيء من الاهتمام بما يعيشه الأصدقاء.
وتستخدم الشخصيّة &laqascii117o;الشبكيّة" صفحاتها وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، كلوحات إعلانيّة عن نفسها وقدراتها، فكأنها في حملة ترويج مستمرّة عن عملها ومساراتها المهنيّة. وتنصح بأن تحاول إدخال لمسة إنسانيّة دافئة على حساباتها، ربما عبر الحديث عن بعض المناحي العاطفية والاجتماعيّة في حياتها.
وأخيراً، من المستطاع التعرّف الى الشخصيّة &laqascii117o;المتوازنة" بسهولة، لأنها توازن بين مناح مختلفة في حياتها، كالبيت والأسرة والأصدقاء والعمل والاهتمامات العامة والنشاطات البارزة وغيرها.
كما صفحاتك، تكون أنت!
هل تعرّفت الى شخصيتك من الوصف السابق؟ سواء كانت الإجابة سلباً أم إيحاباً، فالأرجح أن الأمر يحتاج بعض المعلومات الإضافيّة. مثلاً، ما هي الأسئلة التي يمكن طرحها والإجابة عنها لرسم صورة الشخصيّة في مواقع شبكات التواصل الاجتماعي؟ بقول آخر، ما هي المؤشّرات التي يجدر ملاحظتها قبل القول أن لكل إنسان شخصيّة شبكيّة معيّنة؟
تشمل تلك المؤشّرات: وضع تدوينات على الـ &laqascii117o;ستاتس" عن نشاطات يوميّة عابرة، كتناول الأكل أو الذهاب إلى الفراش للنوم، وقبول الصداقة الرقميّة من المرّة الأولى لأشخاص بمجرد ظهور أسمائهم أو صورهم مع طلب الصداقة، ووضع صور &laqascii117o;سيلفي" عن أشياء تفصيليّة كتنظيف الأسنان صباحاً، وإيراد أشياء معروف أنها تثير شيئاً من الغيرة لدى الآخرين كالذهاب في رحلة سياحيّة مترفة، ووضع &laqascii117o;ستاتس" يعلّق على صور لأصدقاء أو حتى صور شخصيّة وغيرها.
ومن المستطاع إعطاء مثال عن استخدام تلك المؤشّرات في الوصول إلى فكرة عن الشخصيّة الفايسبوكيّة (بالأحرى الشبكيّة) لنفسك أو للأصدقاء. لنأخذ الشخصيّة &laqascii117o;المُراقِبَة". ما هي المؤشّرات عنها؟ إنها لا تقبل صداقة ممن يطلبها للمرّة الأولى، ونادراً ما تجدّد الـ &laqascii117o;ستاتس"، وتطالِع حسابات الأصدقاء وصورهم، وتقنن استخدام الـ &laqascii117o;لايك" فكأنها تدفع مالاً كلما وضعتها، وتبدي حذرها تجاه وضع &laqascii117o;ستاتس" فيه معلومات عن حياتها الشخصيّة، ولا يحتوي الجدول الزمني لحساباتها إلا مناسبات مهمّة كالتخرّج وأعياد الميلاد والخطبة والزواج وغيرها.
في المقابل، تحجم الشخصيّة الموصوفة بـ &laqascii117o;المتوازنة" عن وضع كل ما يخطر في بالها على الـ &laqascii117o;ستاتس" أو الـ &laqascii117o;تويت" بصورة فوريّة، ولا تضع كل حركة في حياتها (كالخروج للتبضّع اليومي) على حساباتها، ولا تهتم كثيراً بمتابعة المنافسين على الشبكات الاجتماعيّة، وتبدي ميلاً إلى وضع &laqascii117o;تعليق" أو"لايك" على صور و &laqascii117o;ستاتس" الأصدقاء، وتضع بعض الصور عن نفسها، ولا تتوانى عن التعبير عن أفكارها بـ &laqascii117o;ستاتس" في أمور يكون لها بعض الوزن بالنسبة الى حياتها أو الشأن العام.
الأرجح، أن الكلمات السابقة دفعت ببعض الصور إلى مخيّلة القرّاء، ولعله ليس من الصعب تماماً الربط بين الأصدقاء والأنواع الستة من الشخصيّات الشبكيّة؟ لكن، هل هناك جرأة مماثلة تجاه نفسك؟
المصدر: صحيفة الحياة