معلوماتية وإنترنت » الهواتف الذكية تبتلع وسائل الإعلام وأبل تريد حصتها

جوزيت أبي تامر
أطلقت شركة &laqascii117o;آبل"، أمس الأول، النسخة التجريبية للتطبيق الخاص بالأخبار &laqascii117o;آبل نيوز" بالتزامن مع إطلاق النسخة التجريبية الثالثة &laqascii117o;بيتا 3" لنظام التشغيل &laqascii117o;أي أو إس 9"، المتوقع أن يصدر بشكله النهائي الخريف المقبل.
يأتي التطبيق الجديد بديلاً عن تطبيق &laqascii117o;نيوز ستاند" (2011)، الذي شكّل مجرّد واجهة لتجمــيع الصــحف، ليقــدّم تجــربة جديدة تتيح لمستخدمي &laqascii117o;آبل" اختيار مواضيعــهم المفضَّلة في تصميم ومضمون يتشابه مع تطبــيق الأخبار الشهــير &laqascii117o;فليــب بورد" (2010) القائم على تجميع الأخــبار، بأكــثر من 20 لغة، من المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وتصنيــفها ضمن فئات يخــتارها المستخدم على مختلف أنظمة تشغيل الهواتف الذكية. تنوّع الخيارات في &laqascii117o;فليب بورد" يقابله إطار جغرافيّ ولغويّ محدود لتطبيق &laqascii117o;آبل" الجديد الذي يغطي فقط الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا.
ما يميّز &laqascii117o;آبل نيوز" عن &laqascii117o;فليب بورد" ويتقاطع مع خدمة المقالات الفورية من &laqascii117o;فايسبوك"، هو تعاقد الشركة مع أكثر من عشرين مطبوعة وموقع إلكتروني، أبرزها: &laqascii117o;نيويورك تايمز"، &laqascii117o;ذي إيكونوميست"، &laqascii117o;باز فيد"، &laqascii117o;فاينانشال تايمز"، &laqascii117o;فانيتي فير"، و &laqascii117o;ذا غارديان"، والمجال متاحٌ لانضمام أسماء أخرى تساهم في إنتاج مواد صحافية خاصة بالتطبيق تعتمد بشكل أساسي على الصور والفيديوهات والخرائط التفاعلية وتتناسب في الوقت عينه مع شاشة الهاتف المحمول. أمّا موقع &laqascii117o;فايسبوك" فتعــاقد مع تسع وسائل إعلامــية فقــط أبرزها: &laqascii117o;نيويورك تايمز"، &laqascii117o;باز فيد"، &laqascii117o;ذي أتلانتيك"، &laqascii117o;بي بي سي"، &laqascii117o;ناشونال جيوغرافيك" و &laqascii117o;شبيغل أونلاين". أمّا ما يجمع بين المنافسين فهو احتفاظ الناشرين بنســبة 70 في المئة من عائــدات الإعــلانات التي تباع عبر التطبيقات وبالعائدات كاملة إذا تولّوا بأنفـسهم بيع الإعلانات.
يكرّس دخول عملاق التكنولوجيا الأميركي على خطّ الأخبار، اتجاهاً يسعى إلى جعل الصناعة الإعلامية جزءًا من الصناعة التكنولوجية، حيث تطوّع المواد الإعلامية لتناسب الهواتف الذكية ممّا ينعكس على حجم النصوص وأسلوب الكتابة والاعتماد بشكل رئيس على الإبهار البصري. ولمواكبة هذه التبدّلات اختارت &laqascii117o;آبل" أن تضمّ إلى فريق عملها عدداً من الصحافيين لتنسيق عرض وتبويب المقالات على التطبيق الجديد بالتنسيق مع الناشرين.
هذه ليست المرة الأولى التي تتعاون فيها شركات مماثلة مع صحافيين، فسبق لـ &laqascii117o;فليب بورد" و &laqascii117o;ياهو" و &laqascii117o;تويتر" و &laqascii117o;سنابشات" أن وظّفوا مراسلين بعضهم من شبكة &laqascii117o;سي إن إن" وموقع &laqascii117o;ذا فيرج". فوسائل التواصل الاجتماعي تحوّلت من ناقل للروابط إلى منصة لصناعة المواد الإعلامية خاصة مع ميزة &laqascii117o;ديسكوفر" من تطبيق المراسلة &laqascii117o;سنابشات" التي تتيح الإطلاع على الأخبار من داخل التطبيق، وميزة &laqascii117o;المقالات الفورية" من &laqascii117o;فايسبوك" التي تعرض المواد الصحافية بشكل مباشر من دون الحاجة إلى روابط خارجية، مما يتطلّب تعديلاً في بناء المواد لتتناسب مع الموقع الأزرق.
يرد في التقرير الصادر عن &laqascii117o;معهد رويترز للدراسات الصحافية" في جامعة &laqascii117o;أوكسفورد"، الشهر الماضي، أنّ نسبة المعتمدين على الهواتف الذكية كمصدر للأخبار ارتفعت من 37 إلى 46 في المئة، وأنّ 42 في المئة من العيّنة المستطلعة (تشمل 12 بلداً) يعتبرون موقع &laqascii117o;فايسبوك" المصدر الأول للأخبار.
تفسّر هذه الأرقام تسابق الشركات الكبرى ومنصّات التواصل الاجتماعي على تطوير تطبيقات أو خدمات متخصّصة بالمحتوى الصحافي الرقمي، كما تبرّر توجّه الناشرين نحو عالم الهواتف الذكية ومن بينهم صحف عريقة كـ &laqascii117o;نيويورك تايمز" التي منعت موظّفيها من الدخول إلى موقعها الإلكتروني عبر الحواسيب المكتبية ودعتهم لتصفّح الموقع عبر هواتفهم أو حواسيبهم اللوحية، بما أنّ 50 في المئة من &laqascii117o;ترافيك" الموقع مصدره الهواتف. كما أملت إدارة الصحيفة أن تحثّ هذه الخطوة على &laqascii117o;جعل الهواتف المحمولة جزءاً أكثر مركزيّة في كلّ ما تقوم به الصحيفة".
في وقتٍ ما زالت النقاشات تدور حول مستقبل المطبوعات الورقية، يبدو أنّ الصناعة الإعلامية تتبدّل لتناسب شاشةً لا يزيد حجمها عن عشرات السنتيمترات.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد