نينار الخطيب
بينما تحتفل شركة &laqascii117o;نينتندو" اليابانيّة بمرور ثلاثين عاماً على إطلاق جوهرة ألعابها &laqascii117o;سوبر ماريو"، تعيش شخصيّة السمكري الالكترونيّة الشهيرة حيوات أخرى موازية في منطقتنا، حيث يتحوّل إلى &laqascii117o;داعشي" يقطع الرؤوس ويفجّر المنازل تارة، ولاجئ يُبحِر بحثاً عن موطن أوروبي آمن تارة أخرى.
بدأ التلاعب بشخصيّة ماريو على خلفيّة الحرب السوريّة في العام 2014، حين طوّر بعض الهواة نسخة للعبة، حمّلوه فيها أسلحة تحاكي أسلحة &laqascii117o;داعش"، ومنها سكاكين وسواطير، بجانب عملات عليها علامات قطع رؤوس. لم تلقَ اللعبة صدىً كبيراً، وانحصر دورها كمقطع فكاهي على موقع &laqascii117o;يوتيوب". مطلع العام الحالي، سجّل هواة مقطعاً صغير لا تتجاوز مدّته 18 ثانية، يظهر خلاله &laqascii117o;سوبر ماريو" وهو يرفع راية تنظيم &laqascii117o;داعش"، قبل أن يفجّر أحد المنازل على وقع صرخات &laqascii117o;الله أكبر". تداول عدد كبير من الناشطين المقطع الساخر، ورفع على عشرات القنوات على موقع &laqascii117o;يوتيوب".
التجارب الفكاهية السابقة، ورغم انتشارها الكبير، لم تحقّق نجاح مقطع جديد لـ &laqascii117o;سوبر ماريو" انتشر خلال الأيّام الماضية، حيث يتحوّل السمكري إلى لاجئ سوري يسير على درب اللجوء، بدءاً من تركيا، وصولاً إلى ألمانيا. ينقل المقطع الجديد من خلال رحلة ماريو، معظم التفاصيل والمصاعب التي يعاني منها اللاجئون، من غرق، وسجن، و &laqascii117o;بصمة" في هنغاريا، قبل أن ينتهي به المطاف في &laqascii117o;الكامب" داخل ألمانيا.
صدرت نسخة &laqascii117o;ماريو اللاجئ" عن شركة &laqascii117o;أونلاين ميديا برودكشن" المتخصِّصة بتصميم فيديوهات تحاكي الحرب السوريّة في إطار فكاهي. واشتهرت الشركة من خلال برنامج يُبثّ على &laqascii117o;يوتيوب" بعنوان &laqascii117o;سياسة نص كم"، يتميز بطابع معارض. يندرج شريط &laqascii117o;لعبة سوبر ماريو مرحلة اللجوء" ضمن حلقات البرنامج، وحقّق منذ إطلاقه في 8 أيلول الحالي، نسب مشاهدة عالية، لتقوم كبرى وسائل الإعلام العالمية بنشر تقارير عنه، خصوصاً أنَّ إطلاقه يتزامن مع تحوّل قضية اللاجئين السوريين إلى محور اهتمام العالم. فعوضاً عن عبور المراحل، ومواجهة الوحوش لإنقاذ الأميرة من التنين، يواجه ماريو في مرحلة اللجوء المهرّبين، ويركب القارب من تركيا إلى اليونان، ويصطدم بالأسلاك الشائكة في هنغاريا، ويحاول الهرب من الشرطة، وصولاً إلى برّ الأمان في ألمانيا.
يقول صاحب فكرة الشريط سمير المطفي في حديث لـ &laqascii117o;السفير" إنّه فوجئ بالصدى الكبير الذي حققّه، موضحاً أن &laqascii117o;التسجيل استفاد من عاملين لتحقيق شهرته، الأول هو الاهتمام الإعلامي الكبير حالياً بقضية اللاجئين، والثاني أن استخدام لعبة عالمية معروفة لدى الجميع كسرَ عوائق اختلاف اللغة والثقافات ممّا أدى لانتشارها على مستوى العالم".
ويوضح المطفي أن التفاصيل الواقعية التي تضمنها التسجيل ساهمت أيضاً في شهرته، ويقول: &laqascii117o;لديّ أصدقاء كثر ممن اضطروا للجوء، وكنت على اتصال بهم طيلة مراحل سفرهم، ما يجعلني على اطلاع تام على كل مرحلة من مراحل اللجوء. وكانت القصّة ذاتها تتكرر دائماً، مما أوحى لي بأنها تشبه لعبة ذات مراحل تُستعاد مع كل شخص، وقرّرت تنفيذها عبر لعبة ماريو لكونها الأشهر عالمياً".
وصلت مشاهدات الشريط على قناة &laqascii117o;أونلاين ميديا برودكشن" إلى 140 ألف مشاهدة، كما نال آلاف المشاهدات على قنوات أخرى تداولته. رواجٌ لم تحقّقه في السابق أشرطة للشركة ذاتها تسخر من الرئيس السوري بشار الأسد، ومن الجيش السوري، ومن الأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" حسن نصر الله، تراوحت مرّات مشاهدتها بين ألفين و16 ألف مرّة، باستثناء شريط يحاكي حلقة من برنامج &laqascii117o;الاتجاه المعاكس" (108 آلاف مشاهدة)، وآخر يسخر من أداء الأسد لصلاة العيد (74 ألف مشاهدة). ربما يكون السبب في انتشار فيديو &laqascii117o;سوبر ماريو مرحلة اللجوء"، أنّه يتناول قضيّة تجمع بين السوريين، بعيداً عن التسخيف والتهريج والابتذال، ومن دون أن تشكّل استفزازاً لشريحة دون أخرى. ذلك ما يبدو أنّه شجّع الشركة على إنتاج تسجيلات أخرى تتناول قضية اللاجئين. يقول المطفي: &laqascii117o;نقوم حالياً بإعداد فيديو جديد يتحدَّث عن سبب اللجوء الحقيقي، وعن إغفال المجتمع الدولي للحلّ الوحيد بالرغم من معرفتهم بجدواه، وسنحاول إصداره خلال يومين أو ثلاثة".
المصدر: صحيفة السفير