معلوماتية وإنترنت » نتفليكس تتمدّد وتصل إلى الدول العربيّة

 

netflix_300

 

فادي الطويل
باستثناء دول قليلة منها سوريا والصين، وصلت خدمات الشركة الأميركيّة المتخصّصة ببثّ المحتوى الترفيهي عبر الإنترنت، إلى كلّ دول العالم. يأتي ذلك استجابةً لما أعلنته الشركة قبل أشهر، حول نيّتها توسيع نطاق خدماتها لتشمل العالم بأسره في العام 2016. منذ سنوات، يعمد بعض المشاهدين العرب إلى متابعة برامج ومسلسلات &laqascii117o;نتفليكس" مقرصنةً، وبدءاً من أمس الأوّل الأربعاء، بات بإمكانهم الاشتراك بخدمتها مجّاناً في الشهر الأوّل، وسط أسئلة عدّة تطرح حول جودة المشاهدة بسبب بطء الانترنت، خصوصاً في لبنان.
دخلت &laqascii117o;نتفليكس" رسميّاً مرحلة جديدة ستغيّر موقعها في عالم صناعة الترفيه. أمس الأوّل الأربعاء، وخلال إحدى ندوات &laqascii117o;معرض الالكترونيات الاستهلاكية" السنوي في لاس فيغاس، أعلن رئيس الشركة الأميركيّة التنفيذي ريد هاستنغز عن خبر توقّعه كثيرون، لكنّ توقيت حدوثه بقي مبهماً بالنسبة إليهم. أكّد هاستنغز أنّ خدمات &laqascii117o;نتفليكس" باتت متاحة في 130 دولة حول العالم، أي في كلّ أنحاء العالم، تقريباً، ما عدا الصين وشبه جزيرة القرم وكوريا الشمالية. هكذا، صار بإمكان المستخدمين في دول مثل لبنان ومصر والسعودية والإمارات ونيجيريا وفييتنام وروسيا وغيرها، الاستمتاع بالخدمة مقابل 8 دولارات أميركية شهرياً (للخدمة العادية)، مع إتاحة تجربة الخدمة لشهر واحد بالمجان. إلى جانب وجود دعم بـ20 لغة من بينها العربية. وبالرغم من أنّ الشركة أعلنت أنّها غير متاحة في سوريا، قال مستخدمون سوريون لـ &laqascii117o;السفير" أمس أنّهم تمكّنوا من تصفّح الموقع أمس.
يأتي ذلك في وقت يشهد قطاع الترفيه تغييرات كبيرة تأتي كلها لتثبيت موقع اللاعبين الكبار في هذا المجال وتعزيز نفوذهم. وفي السنوات القليلة الماضية، راكمت &laqascii117o;نتفليكس" خبرات ونجاحات وتجارب باتت تؤهلها اليوم لأن تكون &laqascii117o;في كلّ مكان" حسب تعبير الشركة. في الربع الأخير من العام الماضي، حققت معدّل بثّ وصل إلى 12 مليار ساعة مشاهدة، في ارتفاع ملحوظ عن الفترة ذاتها من العام الذي سبقه (8.25 مليارات ساعة). أما مجموع ساعات المشاهدة فبلغ 42.5 مليار ساعة.
يمكن تلخيص إستراتيجية &laqascii117o;نتفليكس" بتوجهين رئيسيين: التوسّع حول العالم، والالتزام بالمحتوى الأصلي. وهي بتحقيقها التوجّه الأول، فإن التحدي الآخر الذي تواجهه يتطلب منها عوامل تبدو متاحة لديها؛ القدرات المالية، الخبرة في انتقاء المحتوى الإعلامي ومعرفة ما &laqascii117o;سيضرب ضربته"، بالإضافة إلى قرار إنتاج أفلامها ومسلسلاتها التلفزيونية لتجنب إشكاليات شراء حقوق عرض هذه المواد في مناطق متنوعة من العالم.
تعمل الشركة على تثبيت موقعها وتعزيز انتشارها عبر النجاح المستمر والنمو المطّرد. لكنها مع ذلك، تسعى لتطوير استراتيجياتها التسويقية، لا سيما مع ملاحظتها لما تقوم به الشبكات والاستوديوهات المنافسة. على سبيل المثال، أنشأت شبكة &laqascii117o;سي بي إس" منصتها الخاصة للعروض، وتستهدف فئة الـ &laqascii117o;كورد كاترز" أو من قطعوا اشتراكاتهم بالكايبل وتوجهوا للبث عبر الإنترنت. كما أنّ خدمة &laqascii117o;هولو" التي تمتلكها &laqascii117o;ايه بي سي"، إلى جانب شبكات &laqascii117o;فوكس" و &laqascii117o;إن بي سي"، تشتري حقوق المسلسلات التي تتردد &laqascii117o;نتفليكس" في شرائها. ناهيك عن &laqascii117o;ديزني" التي أنشأت خدمات للبثّ عبر الانترنت، في الصين والمملكة المتحدة. يضاف إلى ذلك &laqascii117o;أمازون" والمنافس الرئيس &laqascii117o;اتش بي أو" المتحالفة مع &laqascii117o;آبل". توضح كلّ تلك العوامل طبيعة البيئة التي ستعمل &laqascii117o;نتفليكس" على الفوز بأكبر حيّز فيها. إذ إن الأمر لا يقتصر على استقطاب الجمهور والمستخدمين، وإنما سيمتد هذا التنافس إلى المواهب والمواد الجيدة التي تحقق العوائد المطلوبة.
تعمل &laqascii117o;نتفليكس" بانتقائية، وقد أثبتت ذلك بتخلّيها عن عقدها مع &laqascii117o;إبيكس" (كانت تزوّدها بعروض لأفلام مثل &laqascii117o;وورلد وور زي" و&laqascii117o;هنغر غيمز") مقابل إنتاج محتواها الخاص، مثل &laqascii117o;ذا ريديكيولس 6" (لآدام ساندلر) ويحظى بنجاح لافت، والعمل المنتظر لبراد بت &laqascii117o;آلة الحرب".
أهم المناطق التي تغيب عنها الخدمة حالياً هي الصين. ويقول هاستنغز إن الوصول إلى الصين سيتحقق قريباً، مع إقراره بتعقيد الإجراءات المطلوب عملها مع الحكومة الصينية. ويضيف أن على شركات الترفيه القيام بـ &laqascii117o;تسويات" مع الوقت، خصوصاً في مجال الرقابة على المحتوى، وإن على مضض. فما هو مناسب في أميركا الشمالية، قد لا يكون كذلك في أذربيجان مثلاً. وبالتالي، تجد الشركة أنّه لا بدّ لها من القبول بسياسة تسويقيّة معدّلة بحسب حاجة كلّ منطقة جغرافيّة جديدة تصلها، مقابل تحقيقها التوسّع المطلوب.

خدمات بالعربيّة
تزامناً مع إطلاق خدمتها عربيّاً، أنشأت &laqascii117o;نتفليكس" حساباً خاصّاً بالشرق الأوسط على &laqascii117o;تويتر"، وحدّثت صفحة على &laqascii117o;فايسبوك" لمستخدمي المنطقة، نشرت عبرها أشرطة إعلانيّة ترويجيّة مترجمة إلى اللغة العربيّة.
وبحسب إعلانات الشركة، فإنّ محتواها الخاص من المسلسلات سيكون متوفّراً بكامله لجميع المستخدمين، مثل &laqascii117o;ناركوس" و &laqascii117o;ديرديفل" و&laqascii117o;جيسيكا جونز"، و&laqascii117o;بيت من ورق"، و&laqascii117o;البرتقالي هو الأسود الجديد"... كما أعلنت في بيان أنّها &laqascii117o;ستصدر 31 مسلسلًا أصليًا جديداً وأجزاء جديدة من مسلسلات سابقة، بالإضافة إلى مجموعتين من الأفلام الروائية والوثائقية الأصلية ومجموعة كبيرة من العروض الخاصة للكوميديا الارتجالية و30 مسلسلًا أصليًا للأطفال، تكون متاحةً في الوقت نفسه للأعضاء في كلّ مكان".
أطلقت &laqascii117o;نتفليكس" خدمات البث الخاصة بها عام 2007، وراحت تتوسّع عالميّاً بدءاًمن كندا إلى أميركا اللاتينية وأوروبا وأستراليا ونيوزيلندا واليابان لتشمل أكثر من 60 دولة، تنتج في بعضها محتوىً محليّاً خاصّاً.
ومع توسّعها عربيّاً، لم تعلن الشركة بعد إن كانت ستطلق محتوىً عربيّاً خاصّاً، لكنّ التكهّنات بذلك الشأن لا تزال سابقة لأوانها، خصوصاً أنّها تعوّل على المحتوى القابل للترويج في كلّ أنحاء العالم، والمسلسلات الأميركيّة هي الأفضل لهذا الغرض، خصوصاً أنّها تعيش حاليّاً طفرةً ذهبيّة. ويبقى من المبكر أيضاً الحديث عن منافسة جديّة بين &laqascii117o;نتفليكس" وشاشات التلفزيون التقليديّة العربيّة، خصوصاً أنّ الشركة لم تعلن بعد ما إذا كانت ستضمّ إلى برمجتها إنتاجات دراميّة محليّة.

سرعة الإنترنت
يمكن لمستخدمي الانترنت في لبنان والدول العربيّة التسجيل لتجربة الخدمة مجّاناً في الشهر الأوّل، عبر موقع &laqascii117o;نتفليكس دوت كوم". لاحقاً يمكن الاختيار بين ثلاث خدمات مدفوعة، الأولى أساسيّة مقابل 7٫99 دولارات في الشهر، وتتيح مشاهدة عاديّة الجودة، على شاشة واحدة؛ الثانية عادية مقابل 9.99 دولارات في الشهر، وتقدّم مشاهدة عالية الجودة على شاشتين في وقت واحد؛ والثالثة &laqascii117o;بريميوم" توفّر المشاهدة بدقّة فائقة على أربع شاشات.
يتوفّر الاتصال بالخدمة لأيّ جهاز متصل بالانترنت من أجهزة الكومبيوتر المحمولة أو اللوحيّة، والهواتف الذكيّة، والتلفزيونات الذكيّة، وأجهزة الألعاب. تحميل المسلســلات والأفــلام قد يكون بطيئاً بحسب سرعة الانتــرنت، لكنّ مستخدمين لبنانيين في بيروت أفادوا أنّهم تمكّنوا من متابعة بعض المسلسلات بسهولة، على خدمات الانترنت المتــاحة في العاصمة. ويمكن للمستخدم اختيار جودة المشاهدة (بين 0.3 جيــغا بايتس في الساعة و3 جيغا في الساعة)، تبعاً لسرعة الانترنت المتاحة ليده، ووفقاً لكميّة الداتا التي يريد صرفها.
تُتاح العديد من المسلسلات والأفلام ومن بينها تلك التي أنتجتها &laqascii117o;نتفليكس"بدقة عالية مع صوت محيط Dolby Digital Plascii117s 5.1 ويتوفر البعض الآخر بجودة ascii85ltra HD 4K، بحسب ما يرد في بيان الشركة. كما تلجأ الخدمة لتقنيات تزكية محتوى، تساعد المشتركين على اكتشاف المواد الترفيهية التي تروق لهم.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد