عين على العدو » داغان يثير سجالاً بعد موته: نتنياهو أسوأ مدير عرفته

حلمي موسى

وصف رئيس الموساد السابق مئير داغان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأنه أسوأ مدير عرفته، وذلك في مقابلة موسعة أجراها قبيل وفاته مؤخراً مع الصحافي المختص بالشؤون الأمنية رونين بيرغمان، ونشر جزء منها في صحيفة يديعوت أحرونوت أمس.
وأثارت المقابلة، وما نشر منها ردود فعل غاضبة من جانب أنصار نتنياهو في الصحيفة المقربة جدا منه، إسرائيل اليوم، والتي حمل بعض كتابها على يديعوت.
وجاء في المقابلة على لسان داغان مبرراً أسباب استقالته من رئاسة الموساد: حسمت الأمر في نفسي بأنه يجب الانتهاء، فأنا أريد أن أفعل أموراً أخرى. كذلك، الحقيقة هي أنني يئست منه (نتنياهو). لقد سبق لي أن عرفت الكثير من رؤساء الوزراء. لم يكن أي منهم طاهراً وقديساً. أيضاً أرييل (شارون)، وأنا أعرفه جيداً. لم يكن من نمط القديسين. ولكن كانت لديهم جميعاً ميزة واحدة مشتركة: عندما وصلوا إلى نقطة لامست فيها المصلحة الشخصية المصلحة الوطنية، كانت المصلحة الوطنـية تتغــلب دوماً. فقط اثنان لا يمكنني أن أقول هذا عنهما، نتنياهو وباراك.
وكتب بيرغمان أنه بعد عملية زراعة الكبد التي أجراها داغان قررنا أن نلتقي في أحاديث طويلة. أردت أن احصل من داغان على روايته لأحداث أمنية وسياقات اتخاذ القرارات في المفترقات المركزية والسرية التي كان فيها. تحدث داغان معي بانفتاح وحدة، ولم يوفر أيضاً الانتقاد اللاذع. مضمون هذه الأحاديث لم ينشر أبداً. حتى هذا الأسبوع. المقابلة المسحوبة مع مئير داغان، الذي توفي في الشهر الماضي بعد صراع طويل مع السرطان، ستظهر يوم الجمعة. لقد اهتم رئيس الموساد الأسبق كثيرا في أحاديثنا بخلافاته مع رئيس الحكومة نتنياهو. ومثلا روى لي بأنه كانت هناك عمليات للموساد أعطى نتنياهو الضوء الأخضر لها، لكن داغان كان يعرف بأنه بعد قليل سيندم أو أن، بلغة داغان: خصيتيه ستقعان منه.
ماذا كنت تفعل في حينه؟
أنا أحب الفلافل جداً. لأني أعرف بأنه سرعان ما سيدعوني للعودة، كنت اذهب إلى سوق محنيه يهودا (على مسافة بضع دقائق من ديوان رئيس الوزراء)، لاشتري الفلافل، في انتظار أن يرن الهاتف، ولا ابدأ بالسفر عائداً إلى تل أبيب. وعندما أكون أقل ثقة، كنت أصل حتى مطعم الأكراد في مفشيرت تسيون أو الحمص في ابو غوش (10 – 15 دقيقة عن الديوان) وأنتظر هناك. المهم ألا أكون بعيدا عن القدس. صدقني، أقول لك في نظرة إلى الوراء، لم أخطئ في أي مرة. كان دوما يدعوني لأعود.
ويضيف داغان نتنياهو أسوأ مدير عرفته. الأمر الأسوأ، توجد فيه خصلة معينة يشبه فيها إيهود باراك، كلاهما يخيل لهما انه الأكثر عبقرية في العالم، ولا يشخصان ما يريدان حقا. إنه رئيس الوزراء الوحيد، وفكر في هذا، الذي وصل إلى وضع كان فيه السجال غير شخصي، وإنما جوهري، لم تقبل به كل المؤسسة الأمنية، تحديداً موقفه.
وداغان يقصد هنا الصدام الأشد حدة بينه وبين نتنياهو على خلفية خطط الهجوم الإسرائيلي على المشروع النووي الإيراني. فقد عارض داغان هذه الخطوة بشدة، وقرر أن فرضية العمل القائلة أن بالوسع أن نوقف بشكل كامل المشروع النووي الإيراني من خلال هجوم عسكري ليست صحيحة. وحسم بالقول إن &laqascii117o;قدرة عسكرية كهذه غير موجودة. بالوسع فقط تأخير المشروع. وحتى هذا لفترة زمنية محددة. وأضاف إذا هاجمت إسرائيل فان خامنئي سيشكر الله: هذا سيوحد الشعب الإيراني خلف المشروع ويسمح له بان يقول انه حتى الآن كان هذا مشروع سلام، ولكن لان دولة الإرهاب هاجمتنا، فنحن ملزمون بان نجعل المشروع عسكرياً كي ندافع عن أنفسنا. وفي نظره فإنه من الناحية الاستخبارية &laqascii117o;اعتقد أن الإيرانيين أبعد عن القنبلة مما هو دارج الافتراض، حتى في داخل أسرة الاستخبارات.
هل قلت هذا لنتنياهو وباراك؟
قلت رأيي هناك بالحزم ذاته كما أقوله الآن. أحيانا رفعت الصوت، فأنا أغضب بسهولة وأتحدث بحماسة. اعتقد أن على إسرائيل أن تطور قدرة الهجوم على إيران. مهم أن يكون لنا خيار، ولكن ليس من أجل أن نستخدمها. الأثمان أكبر من الأرباح.
وردت صحيفة إسرائيل اليوم على مقابلة يديعوت بمقالتين، أشارت الأولى إلى خوف اليسار من نتنياهو وإلى محاولته الآن الاختباء خلف شاهد في مقبرة، وإدارة معارك انطلاقاً من الفرضية التي تقضي بأن الإرث اليهودي فيه المبدأ القائل: بعد الموت ـ قديسون. وسيفضل من حُرض عليهم عدم الرد احتراماً للميت. لا سيما عند الحديث عن مواد قامت يديعوت بإعادة إنتاجها، وهي تقوم بنشرها مرة تلو الأخرى لإلحاق الضرر بالقيادة المنتخبة لدولة إسرائيل. في الدول السليمة، رئيس جهاز التجسس الذي يتجرأ على المتاجرة بالسياسة من خلال الأسرار المهمة لدولته، كان سيحاكم بسبب الضرر الذي تسبب به بعدم مسؤوليته عن أمن الدولة.
أما كبير المعلقين في إسرائيل اليوم دان مرغليت فحمل على داغان، معتبراً أنه ركض وراء أهوائه الشخصية عبر كشف بعض الأسرار. واعتبر أن مقابلة داغان تتلخص في اتهامه لنتنياهو وباراك بتغليب مصالحهما الشخصية على المصالح العامة، وأن نتنياهو جبان كان يلغي عمليات للموساد بعد إقرارها.
 
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد