عين على العدو » هوس المستوطنين قرب الحدود مع لبنان من خطابات نصرالله

محمود زيات

مع كل خطاب لامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، تتصاعد حالة الهلع داخل المجتمع الصهيوني، ولعل اكثر الذين يتابعون ما يقوله نصرالله هم المستوطنون الذين يقيمون في مستوطنات متاخمة لخط الحدود مع لبنان، الذين يشاهدون، ومن دون عناء، ما يجري عند الطرف اللبناني، وما يزيد من حالة القلق التي تتملكهم، اعلام &laqascii117o;حزب الله" التي لا تبعد عن غرف نومهم سوى بضع عشرات قليلة من الامتار، في حين ان البساتين الذي سطوا عليها او التي سيعملون فيها ملاصقة تماما لمنازل اللبنانيين من سكان بلدات كفركلا وعديسة وميس الجبل وحولا وراميا، في حين ان بعض الشوارع الداخلية والعامة لهذه المستوطنات هي تحت نظر من يشاهدونهم يراقبون في الجهة اللبنانية.
ولعل ابلغ تعبير عن الهوس العارم الذي يسود جمهور المستوطنين الاسرائيليين، من كل خطاب السيد نصرالله، ما قاله مستوطن في المطلة المتاخمة لبلدة كفركلا اللبنانية، &laqascii117o;نريد ان نعيش بهدوء، ونريد ان لا يغلقوا امامنا طرق الوصول الى &laqascii117o;بساتيننا"، في كل مرة يهدد فيها (السيد) نصرالله! وما يعزز من مخاوف جمهور المستوطنين الاسرائيليين المقيمين في مستوطنات تقع على طول الحدود مع لبنان، في المطلة وكفرجلعاد ومسكفعام والمنارة وغيرها، ان المناورات الاسرائيلية تكاثرت مؤخرا، وجميعها يجري تحت عنوان التدريب على كيفية مواجهة هجمات لـ &laqascii117o;حزب الله" وعمليات اقتحام من الحزب للمستوطنات الملاصقة امام للقرى والبلدات اللبنانية، وآخرها المناورات التي تجري حاليا في الجليل (الفلسطيني المحتل) والجولان (السوري المحتل)، اضافة الى مزارع شبعا (اللبنانية المحتلة)، وهي ستستمر حتى نهاية الاسبوع، وقد اعلنت الاوساط العسكرية الصهيونية ان هذه المناورات تشكل جزء من البرنامج التدريبي السنوي، وهدفها المحافظة على كفاءة وجهوزية الجيش الاسرائيلي.
في جولة ميدانية له على عدد من المستوطنات الاسرائيلية المحاذية للحدود مع جنوب لبنان، ينقل مراسل القناة الاولى لتلفزيون العدو في الجليل الفلسطيني المحتل، هواجس مريبة تتملك جمهور المستوطنين، مع كل خطاب يلقيه امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وخوفهم من ان يأتي الوقت الذي يترجم فيه حزب الله تهديدات نصرالله التي يطلقها في كل مرة، في حال شنت اسرائيل عدوانا على لبنان، حتى بات المستوطنون يصلون كي لا يرتكب الجيش الاسرائيلي حماقة في لبنان، يكونون فيها ضحاياها.
وبحسب مراسل تلفزيون العدو، فان المسافة التي لا تتجاوز الـمئتي متر، هي التي تفصل بين المحمية الطبيعية القائمة عند الطرف الشمالي لمستوطنة المطلة الصهيونية، (قبالة سهل مرجعيون ومنطقة تدى الحمامص)، وبين علم لـ &laqascii117o;حزب الله" الذي رفع منذ عدة اسابيع على التلة المقابلة، كشاهد يومي على هذا الهدوء المتأرجح ، لكن ما يميّز تلك النقطة (تلة العلم) هي أنها مركز مراقبة من لبنان يشرف على منطقة اصبع الجليل، وهذا يعني أن اللبنانيين هناك يراقبون بكلّ بساطة ما يحدث هنا (في مستوطنة المطلة)، ومن يعلم؟ اذا ما كان عناصر من حزب الله بلباس مدني أو مجرد متنزهين جاؤوا ليشاهدوا هذا المنظر الطبيعي، لكن يمكن الافتراض ان الاحتمال الاول هو الصحيح.
ويضيف التقرير الذي اعده المراسل الصهيوني... لبعد مضي عشر سنوات على حرب لبنان الثانية ( في تموز العام 2006 )، وتغيّر واقع التهديدات، تظهر في منظار مراقبي (السيد) نصر الله اهداف عسكرية اسرائيلية، وحافلات تقل اطفال المنطقة الى المدارس ما يعني تحوّل الجبهة الخلفية الى جبهة حرب، أما عن هوس المستوطنين من خطر الانفاق الذي تقلق راحة المستوطنين في الشمال، فينقل المراسل عن قائد لواء الحرمون السابق في الجيش الاسرائيلي العقيد في الاحتياط كوبي مروم إن مرور عشر سنوات على الهدوء هنا يمكن أن يخلق وضعًا يدعو &laqascii117o;حزب الله" لحفر أنفاق في المستوطنات المجاورة للسياج الحدودي.. هذا احتمال قائم ولا أستبعده، صحيح أن الحفر هنا أصعب من غزة، لكن التكنولوجيا تسمح بذلك، وأنا لن اتفاجأ في المواجهة القادمة أن يضطر الجيش الاسرائيلي لمواجهة أنفاق في بعض النقاط على طول الحدود مع لبنان.
ويستنتج تقرير تلفزيون العدو... انه بعد عشر سنوات على حرب لبنان الثانية لا أحد من اللاعبين في الساحة له مصلحة في تسخينها.. الفارق الزمني بين جولات في القتال في هذه المنطقة ربما أطول من الجنوب، لكن سكان الشمال في المستوطنات، يعيشون في توتر عالٍ وهم أقل انشغالا بالخلاف حول نتائج الحرب، ويريدون أن يعيشوا بهدوء دون أن يغلقوا امامهم طرق الوصول الى &laqascii117o;بساتينهم"، في كل مرة يهدد فيها (السيد) نصرالله".
قد تبدو حالة الهلع التي تصيب جمهور المستوطنات، لا تقتصر عند حدود المنطقة الشمالية، بل هي تعم المجتمع الصهيوني، على الرغم من المحاولات التي قام بها جنرالات الحرب وقياداته السياسية من التخفيف من وطأة خطابات السيد حسن نصرالله، من خلال &laqascii117o;التبشير" بتطبيع العلاقات مع دول خليجية &laqascii117o;معتدلة" وفي مقدمها السعودية التي تشن حربا من نوع آخر ضد حزب الله، كان آخر حلقاتها تصنيفه بـ &laqascii117o;المنظمة الارهابية"، لتلاقي التسويق الاسرائيلي على الساحة الدولية لـ &laqascii117o;ارهاب" الحزب، لكن منسوب القلق في اوساط المجتمع الصهيوني ما تزال تحافظ على وتيرتها المرتفعة، سيما التي حملت تهديدات مباشرة باستهداف المقاومة للمنشآت الاكثر حيوية داخل الكيان الاسرائيلي، وفي مقدمها منشآت ديمونا النووية وحاويات الامونيا في حيفا، وهي تهديدات هزت الكيان برمته.
 
المصدر: جريدة الديار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد