عين على العدو » صحف اسرائيلية تتفاخر بتصريحات وزير الخارجية البحريني ضدّ حزب الله

ياسر الحريري

لماذا تواصل بعض العواصم العربية في الخليج سياسة العداء غير المفهوم، الا من زوايا محددة، ضدّ حزب الله في لبنان وايران، في وقت تصرّح بشكل علني لا لبس فيها ان اسرائيل لا تشكلّ خطرا عليها ، بل حزب الله وايران؟ ولماذا لا تستفيد هذه الانظمة من المقاومة لتحسن شروطها او تستفيد من ايران وهي جارتها، اقتصادياً وسياسياً وتجارياً وتلجأ الى الكيان الاسرائيلي ، الذي ثبت بالدليل القاطع ان همه الاول والاخير تفتيت الدول وخلق الاعداء المفترضين بوجه الانظمة العربية؟
المشلكة من وجهة نظر حزب الله وايران ان هذه الانظمة لا تريد ان ترى في المقاومة والجمهورية الاسلامية الا اعداء مفترضين وبالكيان الاسرائيلي صديقاً، وتقول مصادر في 8 آذار. ان الاسباب واضحة هي ان المشلكة الاساسية ان حزب الله اعلن مواقف واضحة من الحراك السلمي في البحرين ، دعماً لهذا الحراك كما يتخذ مواقف الى جانب العديد من القضايا التي تنحاز الى الشعوب العربية في خط مقاومة المشروع الاميركي -الاسرائيلي. وقد حاول احياناً الدخول في وساطات لحل الازمة واحلال الحوار بين النظام والمعارضة ، لكنه اصطدم اكثر من مرة كما المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وحركة امل برفض النظام العربي لأي حوار مع المعارضة السلمية كالمعارضة في البحرين ، التي شهدت مختلف العواصم والمنظمات الحقوقية والدولية على سلمية حراكها منذ خمس سنوات.
لاقت تصريحات وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة المعادية لإيران وحزب الله صدى واسعا في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وأفردت لها تغطيات خاصة في كبريات الصحف وعلى رأسها «جيروزالم بوست».
المنظّمة الإسرائيلية المعروفة، معهد «ميمري»، قامت بترجمة أجزاء من لقاء وزير الخارجية البحريني الذي بث على قناة العربية في 31 آذار 2016، متيحة المادة لوسائل الإعلام الإسرائيلية التي أعادت بثّها ضمن تقارير خلال اليومين الماضيين.
ويعرف عن معهد «ميمري» عداوته الشديدة للعالم العربي والإسلامي، ويشغل عضوية مجلس المستشارين فيه الرئيس الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، وكانت الحملة ضد البحرين»، وهي حملة لها علاقات عامة يموّلها النظام البحريني لتحسين صورته في العالم، قد زارت مقر المعهد في واشنطن العام الماضي، وحاولت إبرام اتفاق تعاون معه لصالح الحكومة البحرينية
وفي الجزء الذي تناولته الصحافة الإسرائيلية، كان مذيع قناة العربية حيث تساءل عما تغير بعد قيام البحرين بقطع العلاقات مع إيران، وتصنيفها حزب الله كمنظمة إرهابية، وعن المردود العملي من هذه الخطوة.
إجابة الوزير التي أعجبت فيما يبدو مراكز البحوث والصحف الإسرائيلية كانت: «نحن نريد أن نرسل رسالة لإيران ولكل أتباعها في المنطقة أننا الآن جادون في مواجهتهم وليس عندنا أي تردد في الدفاع عن دولنا وعن شعوبنا وعن مصالحنا وعن إخواننا في المنطقة، لأن هذه المسألة بالنسبة لنا مسألة حيوية».
ووصف الوزير مناورات «رعد الشمال« التي أجراها التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، بأنّها رسالة لكل من يظن أنه يقدر أن يضرب المنطقة. سأله المذيع: حتى إيران؟
ورّد عليه الوزير: ومنها إيران طبعًا، لأن أكبر مشاكلنا هي مع إيران في هذا الظرف من الزمان. مذيع «العربية» قال مستنتجا: هل تقول بأن خطر إيران أشد من خطر إسرائيل على دول الخليج؟
وكان رد الوزير «نحن نتطلع لعلاقة طيبة مع الاثنين، لكن اليوم في هذا الظرف، في هذا الوقت وفي الأمور التي نواجهها والضرر، الذي يقف لنا في المقدمة أمام وجوهنا هو خطر إيران».
صحيفة «جيروزالم بوست» نشرت تصريحات وزير الخارجية، مع خلفية عن قطع البحرين علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وتصنيفها «حزب الله الشيعي» كمنظّمة إرهابية، حسب وصفها. التغطية التي جاءت متفائلة بهذه اللغة، تعنونت بالنتيجة الأهم التي أكّدها الوزير «إيران تشكّل تهديدا أكبر من إسرائيل لدول الخليج».
 
المصدر: جريدة الديار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد