ياسر الحريري
كشف الاميركيون لمصادر سياسية واعلامية عن تدريبات لضباط سعوديين جرت في حيفا في فلسطين المحتلة ، وتحدثت المصادر عن ابرام اتفاقية تعاون عسكري بين الرياض وتل ابيب ، وان المكان الذي جرى التوقيع فيه، هو البحر الاحمر عام .2014
المصادر استندت في معلوماتها إلى وثيقةٍ كشف عنها أحد المسؤولين في حزب ميرتس الإسرائيليّ، حيث خلص الاتفاق، إلى أنّ السعودية وإسرائيل ستُديران مضيق باب المندب وخليج عدن وقناة السويس، بالإضافة إلى الدول المطلة أيضًا على البحر الأحمر، والمعلومات ذكرت أن &laqascii117o;إسرائيل" استضافت عددًا من الضباط السعوديين للمشاركة في دورات تدريبية عسكرية في قاعدة البولونيوم من ميناء حيفا في عام 2015.
ونشرت المعلومات أسماء الضباط السعوديين المشاركين في الدورات والرُتّب. وتلفت المصادر الى أنّ الدورات شملت العديد من المجالات، ولكنّها بالأساس ركزّت على تدريب الضباط السعوديين على الحرب في البحر، إضافةً إلى دوراتٍ في القتال ضمن الوحدات الخاصّة.
ووفق المصادر ،إنّه بحسب الاتفاق السعوديّ-الإسرائيليّ، ستقوم الدولتان بمُحاربة العناصر الإرهابيّة التي تنشط بالقرب من البحر الأحمر، بالإضافة إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
كما قالت مصادر اسرائيليّة الى متابعين اميركيين إنّ طاقمًا مُشتركًا من البلدين يُدير هذه العمليات، حيث يترأس الجانب الإسرائيليّ الجنرال دافيد سلامي، أمّا الجانب السعوديّ فيترأسه الميجور جنرال صالح الزهراني.
وتابعت المصادر إنّ التعاون بين الكيان الإسرائيلي والعائلة السعودية المالكة كبير ، وان التعاون في مضائق تيران هدفه التأكيد على أنّ الدولتين &laqascii117o;تتشاركان في تدريب العسكريين السعوديين في إسرائيل"، وإنّ التعاون العسكريّ بينهما، لا يقتصر فقط على ذلك، إنمّا ينتقل إلى المجال العملياتيّ، في البحر الأحمر، وتحديدًا في مضائق تيران، لكبح جماح الإرهاب الذي يُهدد الرياض وتل أبيب، على حدّ قول المصادر.
الى ذلك كانت صحيفة &laqascii117o;واشنطن بوست" الأميركيّة، قد أكّدت في تقريرٍ لها عُقب نقل جزيرتي صنافر وتيران من السيادة المصريّة إلى السيادة السعوديّة، أكّدت نقلاً عن مصادر رفيعة في واشنطن إنّه لا توجد علاقات دبلوماسيّة طبيعيّة بين المملكة العربيّة السعوديّة وبين كيان الاحتلال الاسرائيلي، إنما هناك تعاون في عددٍ من المجالات بين تل أبيب والرياض، والذي يُمكن تسميته بالحوار الإستراتيجيّ حول مواضيع وقضايا محددة تُشغل بال الدولتين.
وفي السياق، كانت &laqascii117o;القناة العاشرة" في التلفزيون الإسرائيليّ، قد كشفت النقاب في أواخر شباط الماضي، عن زيارة وفدٍ رسميّ إسرائيليّ رفيع المُستوى للرياض قبل عدّة أسابيع، ضمن سلسلة زيارات مماثلة للمملكة في الفترة الأخيرة.
وحسب، &laqascii117o;القناة العاشرة" فأنّ السعوديين يؤكّدون للإسرائيليين، في لقاءاتهم، على أنّهم غير مهتمين بما يفعله الإسرائيليون مع الفلسطينيين، بل يريدون إسرائيل إلى جانبهم بكلّ ما يتعلّق بإيران بعدما تركت الولايات المتحدة المنطقة.
وأشار التلفزيون الإسرائيليّ إلى أنّ اللقاء الأخير، قبل أسابيع، لم يكن استثنائيًا، بل هناك دفء كبير في العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وهناك لقاءات كثيرة جرت بالفعل، لكن لا يُمكن الحديث عنها، على حدّ تعبيره، مُوضحًا في الوقت عينه، أنّ هذه اللقاءات تشير إلى مستوى الدفء في العلاقات الرائعة جدًا، القائمة مع السعودية، وأيضًا مع باقي دول الخليج.
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة هآرتس العبريّة، نقلاً عن مصادر سياسيّة رفيعة في تل أبيب، أنّ الرياض أنقذت سفينة صواريخ إسرائيليّة في العام 1981، كانت تقصف لبنان ودخلت عن طريق الخطأ إلى مضيق تيران.
وفي المعلومات لمصادر فلسطينية حصلت عليها من مصادر خاصة، أكدتها جهات متابعة حول العلاقة المتطورة بين المملكة الوهابية واسرائيل، فمنذ عدة أسابيع واسرائيل من خلال رئيس جهاز الموساد تدير مع الرياض اتصالات مباشرة في ساحتي البلدين ترتب عليها اتفاق سري ينظم العلاقة بين المملكة الوهابية واسرائيل في البحر الأحمر، وهذا الاتفاق هو الذي فتح الباب أمام انجاز الاتفاق المصري -السعودي حول جزر البحر الأحمر.
وتقول معلومات الفلسطينيين المقدسيين في هذا الشأن أن هذا الاتفاق ليس سوى اتفاق هامشي في منظومة العلاقات المتطورة بين اسرائيل والسعودية، التي يؤمل في النهاية أن تخرج الى العلن، وهذا يحتاج الى مزيد من الجهد، واخراج جيد لحل &laqascii117o;معقول" للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي يقوم على أسس المبادرة السعودية للسلام، مع تعديل واسع على بنودها.
وتضيف المصادر أن عادل الجبير رئيس الدبلوماسية السعودية ينجح في تعزيز العلاقة بين تل ابيب والرياض ، فالجبير تعرفه أوساط الجالية اليهودية في الولايات المتحدة جيدا، وتربطه علاقات وطيدة مع العديد من الدبلوماسيين والملحقين العسكريين الاسرائيليين الذين خدموا في الولايات المتحدة، وحتى منذ زمن بندر بن سلطان، فالجبير وجه مالوف في الاجتماعات السرية التي كانت تعقد بين اسرائيل والسعودية، واصبح اليوم لاعبا مهما في السياسة الخارجية السعودية ويستمع الى مشورته وزير الدفاع السعودي.
المصدر: جريدة الديار