عين على العدو » القنبلة النازيّة في إسرائيل

نبيه البرجي

حتى في اروقة وزارة الخارجية الاميركية يقولون هذا الرجل موجود على رأس الحكومة فقط لكي يقتل...
جنرالات وخائفون من البندقية العمياء التي اذ تَفقد اسرائيل الحد الادنى من الاخلاقية امام المجتمع الدولي، تهدد بتصدع المؤسسة العسكرية او بالذهاب بها يمينا والى حد...الجنون النووي!
القنبلة في يد المجانين. مسؤولون غربيون لا يتجرأون على الافصاح عما في صدورهم، وهم الذي يدركون مدى قوة الجماعات اليهودية الضاغطة على امتداد العالم الغربي. كان نائب رئيس الاركان الميجر جنرال يائير غولان الاكثر جرأة، والاكثر شفافية، حين شبّه المجتمع الاسرائيلي بألمانيا النازية عشية المحرقة ضد اليهود...
قد لا تعنيه المحرقة ضد العرب، وان كانت عمليات القتل، وكما قال جندي في احدى ضواحي الخليل &laqascii117o;احدى وصايا يهوه ان نقتلهم قبل ان يقتلونا". التعليمات حتى ولو كان الفلسطيني يحمل منديلا، فهو يخطط لخنق جندي اسرائيلي. الان بات القتل للقتل...
غولان خائف من ان يكون مصير الدولة العبرية كما مصير دولة الرايخ الثالث. لا يحتاج بنيامين نتنياهو سوى الى شاربي ادولف هتلر لكي يحاول ان يجتاح كل الشرق الاوسط، ويطارد العرب حتى الى باب الجحيم. من يسقط اخيرا في الجحيم؟
بعض العرب يتواطأ معه الى حد غزو سوريا لاسقاط النظام، والى غزو العراق ليس فقط من اجل استكمال الوعد الالهي (من الفرات الى النيل) بل وايضا للثأر من نبوخذ نصر الذي دمر الهيكل الاول، وقبل ان يدمر تيتوس الهيكل الثاني بالتعاون مع الملك اليهودي اغريبا الذي كانت شقيقته برنيكي عشيقة للقائد الروماني...
لا احد من العرب يرفع صوته ولو اعتراضا على مهرجان القتل في الارض الفلسطينية. الجنود الذين يتركون الجثث على الطرقات &laqascii117o;لكي تأكلها الكلاب". احد الضباط قال &laqascii117o;سنظل نفعل بهم هكذا لنجعل منهم ديدانا بشرية". الحاخامات لا يرون فينا سوى ذلك، وهم يدعون &laqascii117o;الملائكة المدمرة" الى &laqascii117o;محقنا". لاحظوا فظاعة التعبير...
لا بأس، العرب منهمكون بارسال السيارات المفخخة بالازهار الى العراق، بالقاء قنابل المنّ والسلوى على الهياكل العظمية في اليمن، وباغتيال الزمن في سوريا من اجل عصا يوشع بن نون الذي لم يكن يرى في الاغيار سوى الحثالة، وتزال بمكنسة يهوه...
حتى موشي يعالون الذي هاله الى اين تذهب اسرائيل رأى ان ينيامين نتنياهو &laqascii117o;يقتل" المؤسسة العسكرية حين يكرّس فيها معادلة القتل للقتل. بطبيعة الحال، وزير الدفاع الاسرائيلي ليس معنيا بحماية العرب، لكنه يخشى من عودة تلك اللوثة اللاهوتية التي ادت، لدى وفاة سليمان عام 929 قبل الميلاد، الى انقسام المملكة اليهودية الى مملكتين، مملكة اسرائيل ومملكة يهوذا.
آنذاك نشبت حرب القبائل التي دامت عقودا وادت الى اندثار &laqascii117o;شعب الله المختار".
جدل حدث داخل المؤسسة العسكرية. يعالون قال في حفلة استقبال في تل ابيب وحضرها كبار الضباط &laqascii117o;استمروا في قول ما تفكرون فيه، وافعلوا ذلك حتى لو لم تكن تصريحاتكم تتفق مع التيار الاكثري او مع موقف وافكار قادتكم او القيادة السياسية".
وقال يعالون &laqascii117o;كونوا شجعانا في ميدان المعركة كما على طاولة المحادثات. الجيش الجيد هو الجيش الذي يشعر فيه قادته بأن في امكانهم ان يُسمعوا اصواتهم في اي وقت".
نتنياهو الذي وصف مقارنة غولان بالصادمة، وعاد واعتبر في رد على وزير دفاعه ان المقارنة لم تكن في محلها، لا في المحتوى ولا في التوقيت، وانها الحقت ضررا باسرائيل لدى المجتمع الدولي".
وكانت ضحكة ساخرة من جدعون بن ليفي &laqascii117o;هل حقا ان نتنياهو يرى بعينيه ذلك الشيء الذي يدعى المجتمع الدولي؟". ولطالما وصف هذا المجتمع في جلساته الخاصة بـ&laqascii117o;الفيلة في داخل زجاجة الكوكا كولا".
هذه ليست المرة الاولى التي يحدث فيها مثل ذلك الجدل. رئيس الاركان الجنرال غادي ازنكوت دعا في شباط الى عدم الافراط في استعمال القوة مع الفلسطينيين، اما نتنياهو فقد اتصل بعائلة الجندي ايلور عزريا الذي وجهت اليه محكمة عسكرية تهمة القتل غير العمد بعدما اجهز على فلسطيني جريح باطلاق النار على رأسه. اتصل ليقول للعائلة &laqascii117o;انا الى جانبكم".
للمرة الاولى يحدث مثل هذا الجدل في اسرائيل منذ عام 1982 حين حصل نقاش حاد بين ارييل شارون والكولونيل ايليا بيرنباع الذي رفض الدخول بدباباته الى بيروت بعدما شاهد عددا من الاولاد يلعبون في فناء احد المباني...
الصقور داخل اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة يساندون وجهة نظر نتنياهو حول مستقبل اسرائيل. عدد العرب في عام 2020 سيصبح 7.1 ملايين نسمة( الضفة الغربية وقطاع غزة وفلسطينيو عام 1948). ماذا يعني ذلك. روجر كوهين قال انه &laqascii117o;الهولوكوست البارد"، بالتالي &laqascii117o;موت الوعد الالهي".
اذاً، لا سبيل سوى العنف الاقصى لكي يرحل الفلسطينيون الى سوريا التي تفرغ، تدريجا، من اهلها، والى العراق لكي يحل الفلسطينيون محل القتلى، او الى لبنان الذي لم يبق من الدولة فيه سوى هيكلها العظمي... غولان، وضباط اخرون، يخشون من &laqascii117o;القنبلة النازية" في العقل الاسرائيلي. حرب طاحنة ضد الجميع. في نهاية المطاف سقطت المانيا. انتحر ادولف هتلر مع ايفا براون في احد الاقبية!
 
المصدر: جريدة الديار
 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد