محمود زيات
يحرص المستوطنون الاسرائيليون الذين قتل ابناؤهم خلال ما يسميه جنرالات الحرب الاسرائيليون بـ&laqascii117o;حرب لبنان" التي جرت في تموز العام 2006 ، على احياء ذكراهم، بزيارة يقومون بها سنويا الى نقطة عسكرية في تل يشرف على المنطقة الحدودية من الجنوب اللبناني، يطلقون عليه اسم &laqascii117o;جبل ادير"، لينظروا بتمعن الى الجهة التي منها جاءت الهزيمة المدوية التي ما تزال حاضرة في ذاكرة المجتمع الصهيوني ، بعد ثلاثة وثلاثين يوما من الحرب المدمرة التي خاضها &laqascii117o;حزب الله" في مواجهة العدوان.
مئة وواحد وعشرون من عوائل الجنود الاسرائيليين الذين قتلوا خلال ايام العدوان على لبنان، زار التل ـ &laqascii117o;جبل ادير"، وهناك اعلن وزير التعليم في حكومة العدو نفتالي بينت امامهم ... على اسرائيل ان تتخذ عقيدة جديدة ، مفادها ان لبنان في الحرب المقبلة هو العنوان، لان لبنان هو &laqascii117o;حزب الله" و"حزب الله" هو لبنان ، فاللبنانيون يتعاونون مع &laqascii117o;حزب الله" عن رغبة وإرادة، انطلاقًا من اعتقاد خاطئ بأننا لن ندافع عن أنفسنا تحت عناوين أخلاقية زائفة، وإعتقاد بأننا سنفرِّق بين &laqascii117o;حزب الله" وبين الحكومة اللبنانية، هم واهمون، عندما تُطلق الصواريخ من لبنان نحو &laqascii117o;مدن إسرائيل"، العنوان هو لبنان، وعندما تكون هناك قواعد إرهابية مبنية في مناطق لبنان، فالعنوان هو لبنان.
واستحضر الوزير الصهيوني ما أعلنه الأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله عن استراتيجية &laqascii117o;بيت العنكبوت"، وقال &laqascii117o;ان هذه الاستراتيجية قائمة على إيديولوجية قاتمة وقاتلة، ولا يوجد فيها عدلٌ ولا سبيل، وهذه الاستراتيجية تقول: إذا ضربناهُم مرة تلو الأخرى فإنهم في النهاية سينهارون. هذا خطأ! شعب إسرائيل يهود ودروز وبدو يخدمون إسرائيل جنبًا إلى جنب، وهم جدارٌ من الفولاذ(!). بينت الذي شارك في عدوان تموز حين كان قائد قوة استطلاع، اعرب عن خيبة امله واحباطه من سياسات الحكومة والقيادة العسكرية عند انتهاء الحرب عام 2006 ، قائلا &laqascii117o;عندما خرجت من الحرب شعرت بالخيبة من قادة الدولة الذين لم يعرفوا بما فيه الكفاية أن بطولة المقاتلين على الأرض هي التي حققت هذه النتائج".
اكثر من ذلك ، فقد شكل &laqascii117o;حزب الله" كابوسا مزعجا له ، وعبر عن ذلك من خلال تعليقه على العملية الفدائية البطولية التي نفذها فلسطينيان في وسط تل ابيب قبل ايام بالقول : هناك خط يربط بين هؤلاء &laqascii117o;المخربين" الذين دخلوا إلى المقهى من أجل قتل يهود لأنهم يهود، وبين المنظمة &laqascii117o;الإرهابية" الشمالية (نسبة الى الجبهة الشمالية ـ جنوب لبنان) &laqascii117o;حزب الله" التي ترغب بتدمير الدولة اليهودية لأنها دولة يهودية.
محاولة يائسة لرفع معنويات عوائل القتلى الاسرائيليين ، كانت من قائد المنطقة الشمالية أفيف كوخافي الذي خاطبهم بمزاعم فقال : ان الواقع الذي كان سائدًا في الـ 2006 سيتغير، والجيش الإسرائيلي اليوم هو جيش أكثر إستعدادًا، وأقوى، وأكثر حزمًا أمام جولة محتملة إضافية من حرب جديدة مع &laqascii117o;حزب الله" في لبنان، ..في الحرب لم نحقق الأهداف، ولم نغلق الثغرات، لكن مخازن الطوارىء امتلأت، والقدرات الحربية تتحسن، وقدرات الاستخبارات، والجو، والبر تتعاظم، وسنبذل في الحرب المقبلة مساعي جبارة لنكون أفضل.
التدريب على اخلاء المستوطنات... والهريبة كالغزال
وعلى خط مواز، تتواصل المناورات العسكرية الاسرائيلية ، بهدف معالجة &laqascii117o;ألثغرات" التي ظهرت في حرب لبنان ، والاستعداد لمواجهة الحرب المقبلة، وهي مناورات خصصت لها منطقة الجليل الاعلى المحاذي للحدود مع لبنان، لتكون مسرحا لها، تحت مسمى &laqascii117o;مناورة طوارىء"، وتضمن برنامجها ، وفق الاوساط الاعلامية الصهيونية، التدرب للمرة الأولى على سيناريو إخلاء مستوطنات كاملة ، وتحاكي المناورة سيناريو خوض حرب كاملة على الحدود الفلسطينية مع لبنان، إذ سيتم التدرب على إخلاء مستوطنين من منطقة الجليل إلى مناطق أخرى.
وذكرت القناة الثانية في تلفزيون العدو، في هذه الحالة سيُخلى المستوطنون إلى منطقة غور الأردن، وأن تقديرات الجيش الاسرائيلي تشير إلى ان كمية النيران ستكون كبيرة جدا خلال &laqascii117o;حرب الشمال المقبلة"، مما يحتـّم إخلاء مستوطنات، ولفتت إلى انه سبق أن تم تبني استراتيجية الإخلاء قبل وقت طويل، لكن ما سيجري الأسبوع المقبل هو تدريب على كيفية عمل منظومة النقل الخاص التي أنشئت وتم تأهليها لتنفيذ هذه المهمة في السنوات الأخيرة، كما ستتم محاكاة الإنتقال إلى إجراءات الطوارئ.
المصدر: جريدة الديار